فلسطين أون لاين

مهارات شبابية تفتح آفاقًا لأصحابها في سوق العمل

...
غادة السوسي
غزة-هدى الدلو

اكتشفت معلمتها في مراحلها الدراسية الأولى مهاراتها القيادية، فولتها مهمة البرلمان المدرسي، في مبادرات تطوعية صغيرة، وحينها كانت ملتحقة ببرنامج (آكسس) التابع لمؤسسة (إمديست)، وأوكلت لها مهمة قائدة الفريق، هي أمور بسيطة لم تعها في بداية طريقها، لكن فيما بعد أظهرت شخصيتها القيادية.

الشابة هديل أبو عون بعد مرور أيام وسنوات تطورت مهارتها، وأصبحت تقود مشروع "ENGeeks" الذي يعمل به فريق من المهندسين.

وعملت خلال المشروع على استهداف طلبة وخريجي كلية الهندسة من مختلف الأقسام والجامعات.

في دردشة مع صحيفة "فلسطين" توضح أنها عملت على تدريبهم على أربع مراحل: مهارات ناعمة ومهارات لازمة لسوق العمل، وتبادل خبرات وتجارب بين مشتركي المشروع ومهندسين مختصين وخبراء، ومخيم STEM لتعريف طلبة سنة أولى أقسام الهندسة المختلفة لمساعدتهم على اتخاذ قرار مدروس عند اختيار التخصص في عامهم الدراسي القادم، والأخيرة التي عملوا عليها تهدف إلى دمج المتدربين في عالم ريادة الأعمال والشركات الناشئة لإنشاء مشاريعهم الخاصة.

في 2016م أسست أبو عون بالشراكة مع طلبة طب الأسنان مبادرة اسمها Me to You" "مني إليك"، هدفها منح طلبة الجامعات تجربة جامعية أفضل بتدريبات وورش عمل لصقل مهاراتهم، بالأخص المهارات الناعمة، كما تهدف لإشراكهم في الأعمال المجتمعية والتطوعية.

هذه التجارب العملية ساهمت في صقل شخصيتها ومهارتها إذ نظمت في 2017م أول نسخة محلية من مسابقة (هالت برايز) العالمية في الجامعة الإسلامية، ووفرت تدريبات لـ٦٤ طالبًا جامعيًّا، كانوا يعملون في فرق للمنافسة على جائزة بقيمة مليون دولار أمريكي، لاستخدامها في تأسيس شركة تعمل على حل مشكلة عالمية، وتعد هذه أكبر مسابقة طلابية في العالم.

وتقول أبو عون لصحيفة "فلسطين": "في البداية كنت أخوض هذه التجارب لمجرد أنها تجربة جديدة، وفيما بعد شعرت بشيء من المسئولية تجاه مجتمعي، ومن طريقها وقيادة فرق مختلفة، وتصرفي معهم ومواجهتي المشكلة؛ وجدت أني أملك مهارة القيادة".

ويوافق الـ15 من تموز (يوليو) اليوم العالمي لمهارات الشباب، يحتفل العالم به لتفعيل دورهم في بناء المجتمع، وتجنب هدر طاقاتهم، لكونهم يمثلون شريحة واسعة من السكان في العالم، والبطالة تهدد مستقبلهم، فعملت الأمم المتحدة على مكافحة تلك المشكلة بمنح الشباب مهارات تقنية ومهنية تعينهم على بدء أعمال تفتح لهم آفاقًا في سوق العمل.

أما الشابة غادة أشرف السوسي، خريجة تخصص لغة فرنسية، فتمتلك مهارة المونتاج، عملت برفقة آخرين على تكوين فريق فاصلة الإعلامي الذي يتكون من طلاب وخريجي لغة فرنسية، ويعملون في مجال الإعلام وإخراج الفيديوهات والأفلام، مستعينين بمهارتهم لخلق فرص عمل لأنفسهم.

ويعد أول فريق إعلامي ناطق باللغة الفرنسية في فلسطين، ويقدم فيديوهات باللغة الفرنسية، مترجمة إلى العربية أو الإنجليزية، لنقل رسالة الشعب الفلسطيني -خصوصًا المجتمع الغزي- إلى الخارج، وصوت الشباب للخارج، بتغطية فعاليات لفرق شبابية.

وتشير السوسي إلى أنهم أعطوا دورات لتعليم اللغة الفرنسية، فهناك فريق إعلامي، وثقافي، وتعليمي، وفني، وأدبي، وعملوا على تطوير الجانب الإعلامي بأنفسهم، رغبة في ربط اللغة الفرنسية بمجال الإعلام.

الإنتاج الخاص

أما مهارة المونتاج فاكتشفتها عندما وجدت على جهازها الحاسوب برنامجًا خاصًّا بذلك، فقامت بتجربة عمل مونتاج ونجحت في ذلك، ما دفعها للاتجاه نحو (يوتيوب) لتتعلم كيفية إضافة شعار وغيرها من الأمور.

وهنا تشجعت لتقتحم عالمه، لشعورها بالمسئولية، وعمدت إلى تطويره ذاتيًّا، تضيف السوسي: "لما كان لي فريق وجب أن أنتج الفيديوهات بإتقان، والأخذ بالانتقادات التي تصل إليه، إلى جانب الاهتمام بالجانب الإعلامي، وتابعت مراكز لتلقي بعض الدورات في المونتاج والإخراج والتصوير، لكن أغلبها مغلق بسبب أزمة كورونا".

وترى السوسي أن الجميل في الفريق أن كل شخص يمتلك مهارة في مجال معين في التصوير والإخراج والمونتاج والترجمة والتقديم.

وتلفت إلى أهمية الحفاظ على المهارات على الصعيد الشخصي لكونها أفادتها في دراستها الجامعية، فعندما يطلب منها عمل مناقشة لموضوع معين، كانت تستفيد من ذلك في إنتاج فيديوهات خاصة بموضوع وتسقط صوتها عليه، ومن طريق تخصصها الجامعي ظهرت مهاراتها.

وتعمل السوسي في المشروع على اكتشاف مهارات لأشخاص آخرين، والعمل على تطويرها، ودعت كل صاحب موهبة ومهارة أن يتمسك بها بيديه وأسنانه، ويعمل على تنميتها، حتى لو لم يجد لها تشجيعًا بين الناس، فممكن أن تكون موهبتك هي مجال عملك بالمستقبل، لكون أغلب المهن تطلب سنوات "خبرة".