فلسطين أون لاين

أوصى والدها بتسميتها "شهادة"

"شهادة" تحقق وصية والدها الأسير بالتفوق

...
الأسير رمضان مشاهرة
غزة- صفاء عاشور

اسمها "شهادة"، هكذا أراد والدها الأسير المعتقل رمضان مشاهرة المحكوم عليه بالسجن المؤبد 20 مرة، أن يسميها وهكذا أوصى زوجته هند مشاهرة قبل يوم واحد من اعتقاله عام 2002 بتسمية طفلتهما الجديدة، وكأنه يريد أن يضمن أن تحمل ابنته اسمًا يختاره هو كما يريد.

ولدت "شهادة" ووالدها في سجون الاحتلال يتنقل من سجن لآخر ويتعرض لأقسى حالات الاستجواب والتعذيب خلال احتجازه في معتقل المسكوبية، ولكنها كانت صغيرة لم تعي بعدُ ماذا يعني أن تكون ابنة لأبٍ أسير ربما لا يخرج للحياة مجددًا.

كبُرت شهادة وكبُر معها حلم رؤية والدها الذي أنهكه السجن، فأرادت أن تكون سببًا لإدخال الفرحة إلى قلبه، ووجدت في نجاحها في الثانوية العامة فرصة كبيرة لأن تحقق ما تهدف إليه.

تقول في حديث لـ"فلسطين": "منذ بداية العام وأنا أستشعر مدى حاجة أن يكون والدي بجواري، ولكن كنت أواسي نفسي بأن أتبع خطاه ونصائحه التي لم يتوقف عن تذكيري بها، وبضرورة التزام الدعاء لله في كل أمر نقوم به".

وتضيف شهادة: "كنت أتمنى أن أحصل على معدل عالٍ أكثر من 88 % إلا أني وجدت صعوبة في مادة التاريخ التي أثَّرت كثيرًا في معدلي، إلا أنني ومع ذلك سأدخل التخصص الذي أريده وهو تخصص التمريض".

وتؤكد أن الوصفة السحرية لنجاح أي طالب في الثانوية العامة هي تنظيم الوقت، وأن الطالب لو عرف كيف يستفيد من وقته ويدرس في الأوقات المناسبة له ولجسمه فإنه سينال النجاح بكل تأكيد.

وتلفت شهادة إلى أنها اعتمدت الدراسة في وقت السحر، بعد أن تنال قسطًا جيدًا من النوم والراحة في الليل، لتبدأ بعدها ساعات الدراسة الطويلة التي يتخللها أوقات للصلاة والترويح عن النفس.

والدة الطالبة شهادة السيدة هند مشاهرة تُبين أن ابنتها كان جل وقتها يذهب للدراسة والتجهيز لامتحانات الثانوية العامة، خاصةً أنها كانت تريد أن تهدي هذه النجاح لوالدها في سجون الاحتلال.

وتوضح في حديث لـ"فلسطين" أنه منذ ظهور النتيجة تواصلت مع والدها في المعتقل الذي هنّأها بشدة، وكانت مشاعر الفرحة لديه عظيمة للغاية، خاصة أن "شهادة" أصغر ابنتيه.

وتشير والدة شهادة إلى أنها ستذهب لزيارة زوجها اليوم في المعتقل برفقة ابنتيها شهادة وسلسبيل التي تفوقت هي الأخرى قبل عامين بنتيجة 91% وتدرس حاليًّا الهندسة المعمارية، مؤكدةً أن نجاح الفتاتين يأتي تأكيدًا للجميع أنهما قادرتان على النجاح رغم كل الظروف التي تعانيانها.

جدير بالذكر أن قوات الاحتلال اعتقلت الأسير مشاهرة بتاريخ 6/7/2002، حيث تعرَّض في بداية الاعتقال لتحقيق قاسٍ وطويل استمر لأكثر من 4 أشهر، خلال احتجازه في معتقل المسكوبية، ثم اعتقلت شقيقه "فهمي" بعد شهرين على اعتقاله، وذلك بتاريخ 4/9/2002.

وأصدرت محاكم الاحتلال بعد عدة أعوام بحق الشقيقين مشاهرة حكمًا بالسجن المؤبد 20 مرة؛ بعد أن أدانتهم بالانتماء إلى كتائب الشهيد عز الدين القسام، والمشاركة في تنفيذ عملية استشهادية أدت إلى مقتل وإصابة العشرات من المستوطنين.