قائمة الموقع

"آخر العنقود" إيمان أبو شمالة.. بـ99.7% "تختمها بمسك"

2020-07-12T16:46:00+03:00

كان ضجيج المهنئين والمباركين يملأ بيت الطالبة إيمان أبو شمالة بالفرح والسعادة، حتى قطع دق طبول فرقة جيء بها خصيصا لهذه المناسبة، لتنتشي معه قلوب عائلتها ابتهاجا بتفوقها ليس كأي تفوق، فهي استطاعت انتزاع المركز الأول "مكرر" على مستوى الضفة الغربية وقطاع غزة في الفرع العلمي بمعدل 99.7%.

المتفوقة أبو شمالة تقطن في غرب مدينة غزة، ودرست في مدرسة أحمد شوقي، التي شهدت على تفوقها في المرحلة الثانوية، فمديرتها هي أول من تنبأ لها بأنها ستحظى بالمركز الأول بالمعدل نفسه الذي حصلت عليه.

منذ ساعات الصباح الأولى –تروي لصحيفة "فلسطين"- اختبأت إيمان في غرفتها، تحاول الهروب من نظرات والديها وإخوتها، تخشى أن تخيب ظنهم إن لم تكن من الأوائل فهي لم تكن لتسامح نفسها يوما على هذا الموقف إن حصل.

فجأة كسر صمتها في غرفتها وهي تتمتم ما تحفظ من آيات القرآن الكريم، تكبيرات وتهليلات إخوتها بعد أن بشرهم صديق أخيها بأن اسمها كان من ضمن كشف أوائل فلسطين، وهي من تصدرته.

لم ينقلب بيت صاحبة المركز الأول طوال السنة الدراسية إلى طوارئ، بل كانت تعتمد التركيز على إنهاء كل مادة في موعدها الذي تحدده يوميا، لا تحب الجداول والالتزام بحذافيرها.

"روشتة" التفوق تضعها بين يدي كل شخص يتطلع إلى أن يكون مكانها في يوم من الأيام.

تقول: "نجاح الطالب له ثلاثة عوامل: العامل النفسي بمتانة العلاقة بالله عز وجل، وبر الوالدين، وعلاقته الجيدة بطاقمه المدرسي، ثانيا: الاجتهاد، فلكل مجتهد نصيب، فالذكاء لا يكون سببا في النجاح دون الاجتهاد، ثالثا: توحيد المصدر من خلال الدراسة من الكتاب المدرسي، وشرح المدرسات، وحل أسئلة الامتحانات التجريبية، والتخفيف من تصفح مواقع التواصل الاجتماعي".

جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد19)، والإجراءات الوقائية التي فرضت في الضفة والقطاع ومعها توقفت المدارس في التاسع من آذار/ مارس الماضي، جعلت طلبة الثانوية العامة في ظرف استثنائي؛ كما تصفه.

تأثرت إيمان كغيرها من الطلبة بجائحة كورونا حيث قطعتهم عن مقاعد الدراسة باكرا، وزادت ضغوطا نفسيا عليهم، لأنهم لم ينهوا المنهاج ولم يحصلوا على مراجعة نهائية، ولكنها تخطت ذلك بتواصلها مع مدرساتها سيما مدرستي الرياضيات والأحياء.

وتوصي جميع الطلبة ببدء الدراسة مع أول يوم في العام الدراسي، ومراجعة الدروس نهاية كل أسبوع، مع المحافظة على قراءة الورد اليومي.

"وقود الاجتهاد.."

إيمان حافظة لكتاب الله، وحاصلة على السند المتصل، كانت دعوات والديها وصديقاتها والمقربين منها هي الوقود الذي يمنحها الاجتهاد في دراستها، وبالفعل دعوات التفوق آتت أكلها معها.

معدل 99.7% حلم رأته في منامها قبل أيام من صدور نتائج الثانوية العامة على مستوى الضفة والقطاع، حيث أتتها معلمتها في الفيزياء في الحلم تبشرها بأنها ستحصل على هذه النسبة.

"معدل أمي مش معدلي" بهذه العبارات أهدت نجاحها لوالدتها في المقام الأول، ثم للأسرى، ولكل إنسان حامل للقضية الفلسطينية في قلبه وعقله، ولكل طالب علم لم يكل ولم يمل في إكمال مسيرته التعليمية.

رحمة أبو شمالة والدة إيمان، لم تشعر بأن ابنتها في مرحلة التوجيهي لأنها كانت تمارس حياتها اعتياديا، تعقب مبتسمة: "كنت أنشد لها أنشودة ما شفتش بعنيا النوم، ولكنها على النقيض كانت تنام ليلها الطويل باستغراق".

تؤكد الوالدة أن ابنتها كانت من المتفوقات في جميع مراحلها الدراسية، وكانت الأولى على مدرستها دائما، وهذا ما كان يدفعها للاطمئنان بأنها ستكون من أوائل فلسطين يوما ما، ولم يتوقف لسانها عن اللهج بالدعاء بأن يكرمها بالتفوق هذا العام كما كل عام.

تكمل الأم: "لدي تسعة من الأبناء وإيمان آخر العنقود، وبحصدها المركز الأول كانت بالفعل 'ختامها مسك'".

 

اخبار ذات صلة