قائمة الموقع

تالة حرز الله: اجتهدتُ لأرى الفرحة في عيون والديَّ

2020-07-12T12:58:00+03:00

لم تخيب تالة حرز الله آمال والديها طيلة المراحل الدراسية، فقد كان التفوق حليفها في كل الأعوام، ووصلت درجة تفاؤل والدها بها هذا العام أنه أحضر لها "استاند" من الورد في منتصف الليل مهنئًا لها بتفوقها رغم عدم صدور النتيجة، ولكن لإيمانه بقدراتها.

"لقد كانت ليلة طويلة جال في خاطري شريط العام الدراسي، وانتظرت الساعة الثامنة بالثواني وليس الدقائق، ليطمئن قلبي وأعرف ثمرة مجهودي وتعبي"؛ تقول حرز الله لصحيفة "فلسطين".

لم تتمكن وعائلتها من البحث عن نتيجتها -كما تضيف- بسبب موافقة فترة انقطاع التيار الكهربائي مع إعلان النتائج، فهاتفتها صديقتها وأخبرتها بنتيجتها 99.1%، عم الصمت المكان ولم تسمح والدتها أن يعيشوا أجواء الفرحة حتى يتم التأكد من الخبر، والحصول عليه من مصدر موثوق، وخوفًا من أن تكون إشاعة فيخيب أملها وتصاب بصدمة نفسية.

دقائق معدودة وتأكد الخبر، علا صوت تالة "معقول.. معقول الرابعة"، حينها أطلقوا العنان لتعبر الدموع عن فرحتهم، وكذلك أصوات الزغاريد، ففرحة التفوق والنجاح لا تساويها فرحة، حيث إنها تدخل القلب دون استئذان.

وقد حصلت حرز الله على معدل 99.1% في الفرع الأدبي، وكان ترتيبها الرابعة على مستوى الضفة والقطاع.

لم يأتِ هذا المعدل العالي من فراغ، بل لازمه طيلة العام جد واجتهاد وتنظيم للوقت، ومتابعة حثيثة من والديها، فيقول والدها عماد لصحيفة "فلسطين": "لقد رافقتها خلال العام وكنت ووالدتها إلى جانبها لتهيئة الجو المناسب لنفسيتها والدراسة، خاصة في امتحاني الفيزياء والرياضيات اللذين واجهت بهما صعوبة، ولكن لم نوجه لها أي لوم أو تقصير، بل بذلت ما في وسعها والتوفيق من الله".

وبعد عودتها من تقديم الامتحان كانت تجلس مع والدها لمتابعة ما قدمته في ورقة الإجابة، ويضعان توقعاتهما في كل مادة، فكان متوقعًا لها معدلًا من 96% حتى 99%، وبعد انتهاء الامتحانات وقبل موعد إعلان النتائج بيومين تصفح معها عبر مواقع الإنترنت معدلات أوائل الوطن في آخر خمس سنوات، متمنيًا أن تكون منهم، وكان له ما تمنى.

تتقن الإنجليزية والفرنسية

ملامح وجه والدها كانت تنطق فرحًا وبهجة، أما والدتها التي كانت قبل معرفتها للنتيجة ترفض أي مظاهر للفرح خوفًا من أن تصاب ابنتها بصدمة أو تخيب آمالها بعدم حصولها على المعدل الذي تستحقه.

وتشير والدتها إلى أنها طيلة العام الدراسي لم تمارس الضغط عليها، ولم تطلب منها أن تدرس بل علمتها منذ صغرها كيفية الدراسة وثم تركتها، "أفسحت لها المجال في اختيار الوقت المناسب، ولم أقل لها يومًا ادرسي، وأتعامل معها كأي مرحلة دراسية، بل وأطلب منها أن تساعدني في شؤون البيت لكوني معلمة".

وتضيف: "أهم شيء لتالة أو أي طالب ثانوية العامة مراعاة نفسيته، وعدم توتره وضغطه في الدراسة والمراجعة، بل ترك الأمر له ووفق ما يرتئيه لنفسه، فكنت في أيام الامتحانات بعد انتهاء مراجعتها أصطحبها لممارسة رياضة المشي بعض الوقت والترفيه عن النفس".

وتتابع تالة: "لقد كان عامًا صعبًا، فإلى جانب أوضاع غزة الصعبة وظروفها (بسبب الحصار)، ظهرت جائحة كورونا عالميًّا لتزيد الطين بلة، حيث وضعتنا في زاوية التوتر والخوف والضغط لعدم إتمام المنهاج الدراسي".

فما كان منها لتزيل ذلك إلا أن أخذت على عاتقها دراسة ما تبقى من المنهاج لتكمل عامها بجو من الاطمئنان، وبعد تأكيد حذف ما لم يُشرح عادت إلى دفتي كتابها بهدوء، حيث نظمت مراجعتها في جدول دراسي مكنها من ختم المنهج ثلاث مرات قبل موعد الامتحانات.

"جدي واجتهادي كان لهدف واحد هو أن أرى الفرحة ودموعها بعيون والدي"، وتحلم تالة بدراسة الترجمة واللغات، حيث إنها درست في صغرها في المدارس البريطانية في أثناء إقامتهم في دولة الإمارات العربية المتحدة، وتتقن اللغة الإنجليزية والفرنسية.

اخبار ذات صلة