قائمة الموقع

بـ"هدوء وتنظيم".. أنس أبو هيبة ينال "المرتبة الثانية"

2020-07-12T12:25:00+03:00

بدا أنس منشغلًا بهاتفه المحمول يستقبل التهاني والتبريكات من أصدقائه وأقاربه بحصوله على مرتبة الثاني مكرر على الضفة الغربية وقطاع غزة في الفرع العلمي بمعدل 99.6%، فكانت فرحته لا توصف بحصوله على هذه النسبة المتوقعة، إلا أن الخوف والتوتر لا مجال لإزالتهما قبل وضع النقاط على الحروف وإعلان النتائج.

ضج البيت بالمهنئين وأصوات أناشيد النجاح التي كانت تقطعها أصوات الزغاريد، وزينة معلقة على جدران وأعمدة البيت، أجواء الفرح في هذا اليوم هي من تفرض نفسها.

رغم توقعات أنس أبو هيبة التي كانت لا تخيب كل عام، إلا أنه لا مفر من مشاعر الخوف، فلا يمكن وصف حالة التوتر التي سبقت لحظة معرفته النتيجة.

ملامحه تدل على شخصيته الهادئة والمنظمة، والتي كان لها دور أساسي في هذه المرحلة المصيرية، يقول لصحيفة "فلسطين": "تعاملت مع العام الدراسي بعقلانية، حيث لم أسمح للتوتر والخوف أن يقتحما شخصيتي، بل تغلبت عليهما بتنظيم الوقت، والتركيز فترة الدراسة، فأكرمني الله بهذا التفوق ولم يخيب ظني".

واعتمد أنس في دراسته على مبدأ التدرج، ففي بداية العام لم تتعد مدة دراسته ساعتين فقط، وعمل على زيادتها حتى وصلت إلى ست ساعات في اليوم وأحيانًا سبع، ولم يقتصر فيها على دراسة مادة واحدة بل يوزع الوقت على عدة مواد.

ويوضح أن نظام "اللقيمات" في الدراسة لا يجعله يمل من المادة التي يدرسها، بل تجعله نشيطًا ومتنوعًا في دراسة جميع المواد دون إهمال إحداها على حساب الأخرى.

يضيف: "أصبحت المذاكرة عادة يومية لي، كالأكل والشرب، ولم تكن ثقلًا على كاهلي".

وما جعله متوترًا كابوس كورونا الذي حرمهم من استكمال المنهاج الدراسي، وعدم معرفة مصيرهم في بادئ الأمر، وعدم تقديم امتحانات تجريبية تهيئهم للنهائية وتعرفهم بنمط الأسئلة، والخوف من ضياع العام في حال انتشر الفيروس لا سمح الله في القطاع.

والدته لم تتمكن من وصف فرحتها، والتي اعتبرت فرحة التفوق والنجاح لا تضاهيها فرحة، تقول: "ابني أنس غير قواعد الثانوية العامة التي فرضتها أخته في الأعوام الماضية، حيث جو مشحون بالتوتر والقلق، بل كانت كأي عام دراسي ولم أفرض حظر التجوال، فهدوؤه وترتيبه كانا مسعفين له، واعتماده على التلخيص".

وتؤكد أن هذا التفوق ليس جديدًا على أنس، فعلى مدار السنوات الدراسية كان لا منافس له على المرتبة الأولى، حتى في المسابقات المدرسية.

ووالده محمد الذي كان بجانبه على مدار الأعوام الدراسية، أقنعه بعدم جدوى الدروس الخصوصية التي أصبحت كـ"بريستيج" -وفق وصفه-، خاصة أن بعض المدرسين يعتمد على نظام التلقين و"الكبسولات" وهو ما يرفضه لكونه يدمر قدرات الطالب، دافعًا ابنه للاعتماد على ذاته في الدراسة حتى لو اضطر به الأمر للرسوب.

يشير إلى أن ظروف الحصار وأزمة الكهرباء والحروب العدوانية التي يشنها الاحتلال، كان لها تأثير في نفسية الطالب، ولا يستطيع تجاوزها إلا بالصبر والعزيمة.

لم يحدد أنس التخصص الذي يود الالتحاق به بالجامعة، ولكنه سيختار حسب ميوله واتجاهات لا حسب معدله.

اخبار ذات صلة