فلسطين أون لاين

أهدى تفوقه لوالده الشهيد نصر جرار

محمد يرسم نجاحه في "التوجيهي" على جدران منزله المدمر مرتين

...
غزة- طلال النبيه

دقات قلبه مختلفة، ابتسامته التي رُسمت على وجهه أيضًا مختلفة، فرحة عمر لا توصف، بعد أن كان في معاناة مركبة، عاناها بفعل هدم الاحتلال الإسرائيلي منزله مرتين، إنها حكاية النجاح من قلب المعاناة للطالب محمد بن القائد القسامي الشهيد نصر جرار وشقيق الشهيد أحمد.

لم يمنعه هدم الاحتلال الإسرائيلي منزله مرتين، أو رحيل والده الذي رأى النور بعد رحيله بـ39 يومًا، ولا استشهاد شقيقه البطل "أحمد جرار" الذي قضى بعد اشتباكات مع الاحتلال في جنين عقب قتله مستوطنًا في عملية إطلاق نار، من النجاح في اختبارات الثانوية العامة، رغم عمله في إعادة بناء بيته وانتقاله إلى بيت جديد برفقة والدته.

أمام صور والده وعلى خلفية ملابس شقيقه -الشهيدين- وقف محمد مبتسمًا، مرافقًا لوالدته التي رُسمت على قسمات وجهها المعاناة المبللة بالفرح والسعادة بنجاحه رغم ما مرت به العائلة من ظروف.

وفي حديثها لـ"صحيفة فلسطين" قالت الحاجة ختام جرار والدة محمد، إن فرحتها بنجاح نجلها "لا توصف"، في ظل المعاناة التي مرت بها العائلة، مؤكدة أنه لا توجد فرحة تعادل فرحة النجاح.

وأضافت جرار: "الحمد لله دومًا وأبدًا، محمد كان يبحث عن الفرحة والنجاح منذ مدة طويلة وحصل عليها".

وأضافت: "رغم هدم البيت مرتين، وانتقالنا لبيت آخر، فإن محمد تميَّز في دراسته وتخطى الصعاب وصولًا للنجاح".

وحصل محمد على معدل 78.4% في الفرع الصناعي، مشيرًا إلى رغبته في دراسة المحاسبة في الجامعة العربية الأمريكية.

وأهدى الطالب نجاحه إلى روح والده نصر وشقيقه أحمد، الشهيدين اللذين ارتقيا اغتيالًا برصاص الاحتلال الإسرائيلي.

ويستذكر الطالب معاناته في دراسته خلال السنوات الماضية، والتي خففت فرحة النجاح عن كاهله وذاكرته تلك المعاناة شيئًا قليلًا، مستذكرًا بنجاحه الأسرى وأقاربه المعتقلين في سجون الاحتلال مهديًا إياهم نجاحه.

وقال: "كل شيء من الله مليح، والحمد لله نجحت رغم المعاناة وتغلبت عليها، وتعرضنا لاعتداء الاحتلال الإسرائيلي والضرب في أثناء ملاحقتنا واغتيال شقيقي أحمد قبل عامين".

وتقطن عائلة جرار في بلدة برقين قضاء جنين، حيث فقدت اثنين من أبنائها شهداء قبل عامين، وهما أحمد نصر جرار شقيق الطالب محمد، وابن عمه أحمد إسماعيل جرار، ورغم محاولاتهم القانونية من أجل استرداد جثامين أبنائهما، ترفض سلطات الاحتلال طلبهم وتواصل احتجازهما.

واغتالت قوات الاحتلال والد الطالب جرار بتاريخ 14 أغسطس 2002م، وقطّعت صواريخها جسده، رغم تعرضه لإصابات واعتقالات متعددة قبل اغتياله.

ورزقت أسرة جرار أربعة أطفال، هم: صهيب (عام 1989)، وأحمد (عام 1991)، وجينا (عام 1998)، ومحمد (عام 2002)، وقُدِّر لثلاثة منهم أن يراهم أبوهم، في حين كان الرابع هو الطالب محمد الذي أبصر النور والحياة بعد 37 يومًا من استشهاد والده.