فلسطين أون لاين

رغم ألم "كورونا" والحصار.. غزة تحتفل بتفوق أبنائها

...
احتفالات الطلبة الناجحين في امتحانات التوجيهي بغزة (تصوير/ ياسر فتحي)
غزة- أدهم الشريف

امتلأت أجواء قطاع غزة بالفرحة والسرور بعد إعلان وزارة التربية والتعليم العالي نتائج الثانوية العامة "التوجيهي"، السبت، وبدا المشهد مغايرا رغم الآلام التي يعانيها السكان نتيجة الحصار الإسرائيلي وجائحة فيروس "كورونا".

ورصدت "فلسطين" أجواء احتفال الأهالي في غزة بتفوق ونجاح أبنائهم، إذ ضجت شوارع محافظات القطاع الخمس، امتدادًا من شماله حتى جنوبه بأصوات الألعاب النارية، مع إعلان الوزارة النتائج إلكترونيًا الساعة الثامنة صباحًا.

وفي مشهد آخر دارت فرق "الفدعوس" الشوارع مبكرًا، في مشهد احتفالي لا يتكرر كثيرًا في غزة التي تشكو نسبة فقر متزايدة، وظروفًا إنسانية صعبة يعيشها سكانها.

وامتلأت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي ببرقيات التهنئة المقدمة من الأهالي لأبنائهم بمناسبة النجاح والتفوق في ظروف استثنائية مرَّ بها الطلبة وسط سلسلة إجراءات احترازية فرضتها الجهات الرسمية بغزة حماية لهم في أثناء تقديم الاختبارات.

أما المحلات الخاصة ببيع الحلوى فقد شكَّل إعلان النتائج فرصة قوية لبيع ما أعده أصحابها للمهنئين، إذ ينتظره هؤلاء بفارغ الصبر، لما يشكل هذا اليوم موسمًا قويًا للرزق يتكرر سنويًا.

وقال محمد الجمل الذي يعمل في محل ساق الله لبيع الحلويات في حي الرمال -أحد أهم المناطق التجارية بمدينة غزة- إن فريق العمال يحضّر الكثير في مثل هذا اليوم من كل عام، إذ يقبل المهنئون على شراء الحلويات.

لكن هذا العام تختلف الأمور كثيرًا، حسبما أوضح الجمل خلال حديثه مع "فلسطين". وأضاف: "كانت الحركة الشرائية والإقبال على شراء أصناف الحلويات ضعيفين جدًا".

وذكر الجمل الذي يعمل "حلواني" منذ عام 2000، أنه منذ20 عامًا لم يشهد تراجعًا في حركة شراء الحلويات يوم إعلان نتائج "التوجيهي"، كما شهد يوم أمس.

ويلجأ الجمل في بعض المواسم إلى تخفيض أسعار الحلويات لجلب الزبائن، في ظل ظروف اقتصادية صعبة تعصف بالناس.

أما بلال الحلو الذي يدير مطعم "سامي بيتزا" بمدينة غزة، يقول إنه اعتاد بعد إعلان النتائج في كل عام على استقبال الأهالي وأبنائهم وأصدقائهم، لقضاء أجواء احتفالية، وتناول وجبات "البيتزا" وغيرها من المعجنات، لكن هذا العام يختلف المشهد كثيرًا.

يضيف لـ"فلسطين": إن عدم صرف النسبة المعتاد عليها من رواتب موظفي السلطة بغزة ألحق أضرارًا اقتصادية بالمواطنين وأضعف الحركة الشرائية في الأسواق.

وتزامن كل ذلك مع اتخاذ سلسلة إجراءات احترازية لوقاية المواطنين من "كورونا".

وقالت خريجة الثانوية العامة نفين الخواجة، إنها التزمت جميع الإجراءات خلال فترة الامتحانات، حفاظًا على سلامتها وسلامة والجميع.

وكتبت على صفحتها في موقع "فيس بوك": "الحمد لله على لذة الإنجاز، لم يكن الوصول إلى نهاية الطريق أمرًا سهلاً، كانت أيامًا مليئة بالعناء والمشقة والصبر للوصول إلى المبتغى. اللهم ليس بجهدي ولا اجتهادي، إنما بتوفيقك وكرمك وفضلك عليّ". وختمت منشورها: "#خريجة_الكورونا_2020".

ويوجد في مراكز الحجر الصحي عدد من المصابين بالفيروس، من العائدين من السفر، وهو إجراء اتخذته وزارة الصحة بحق جميع العائدين لحماية القطاع المكتظ سكانيًا من الفيروس الذي ظهر في الصين وانتقل إلى العالم في فترة قياسية.

يذكر أن جائحة "كورونا" سببت أزمات اقتصادية للكثير من العائلات الغزِّية، وأجبرتها على ترك أعمالها اليومية والجلوس في البيت، قبل أن تقرر الجهات المسؤولة تخفيف هذه القرارات الصارمة، لكن مع ضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية للوقاية من الفيروس.