حالة من الفرح الممزوج بالألم عاشتها الطالبة المتفوقة آية أبو سيسي (17 عامًا)، ابنة الأسير ضرار، التي حصلت على مُعدل 97.6% في الثانوية العامة "الإنجاز" هذا العام، لكن دون أن تحتضن والدها الذي يقبع خلف زنازين الظلم الإسرائيلية منذ 9 أعوام.
غياب المهندس "ضرار" لم يكن عاملًا سلبيًا لـ"آية" وهي في التاسعة من عمرها، بل كان دافعًا قويًّا للمُضي بخطوات واثقة نحو الحصول على أعلى الدرجات، لتزرع الفرحة في نفس والدها داخل قضبان الأسر، كما تقول.
وتحكي أبو سيسي التي درست في مدرسة دار الأرقم الثانوية للبنات، "رغم قسوة غياب والدي، فإنها كانت نقطة تشجيع للانطلاق نحو التفوق، لأرسم البسمة على شفاه عائلتي ووالدي داخل السجن، وآمل أن أراه قريبًا بيننا".
وتضيف: "كنت أتمنى أن يكون والدي بجانبي، لكن قدر الله وما شاء فعل (...) الحمد لله أني حصلت على مُعدل يسعده".
واختطف جهاز "الموساد" الإسرائيلي، المهندس ضرار موسى أبو سيسي (51 عامًا) من غزة خلال وجوده في دولة أوكرانيا عام 2011 ونقله إلى سجونه بعد تخديره في عملية معقدة، والحكم عليه بالسجن 21 عامًا، حيث يدخل حاليًّا عامه التاسع في سجن "عسقلان".
وعن لحظات استقبال النتيجة الأولى، كانت تتسارع فيها حالة التوتر أكثر فأكثر كلما اقتربت عقارب الساعة أكثر عند الثامنة صباحًا، تروي لـ"فلسطين": "أصابتني حالة من الصدمة في بادئ الأمر، لكوني كنت أطمح لمُعدل أعلى من ذلك".
أخذت نفسًا عميقًا لم يتجاوز دقائق، حتى خرجت من حالة الضيق إلى الفرحة، بعدما أيقنت أنها حصلت على مُعدل عالٍ أدخل الفرحة على عائلته ووالدها خاصة فتردد "الحمد لله أنا مبسوطة وراضية".
وكان غياب والدها من أبرز التحديات التي عاشتها "آية" طيلة عامها الدراسي، وفق حديثها، إضافة إلى أزمة تفشي فيروس "كورونا" والتوقف عن الدراسة في المدرسة، متابعة "تفشي كورونا زاد من حالة ضغط الدراسة لدي، وخلق حالة من التوتر".
وتضيف أن أول أيام انقطاع الدراسة بسبب "كورونا" أثَّرت سلبًا على حالتها النفسية، ما جعلها تعيش حالة من الاكتئاب كلما أرادت الدراسة.
وتروي أبو سيسي أن الدراسة في مدرستها الخاصة تختلف بعض الشيء عن المدارس الحكومية، من حيث تكثيف الحصص الدراسية والتي تصل إلى 8 حصص يوم الأحد، وباقي الأسبوع 7.
وتوضح أن هذا النظام كان "غير مُريح" إلى حد ما ويزيد من الضغط والتوتر لديها، لكنها كانت تعمل على تنظيم وقت دراستها، مشيرةً إلى أنها تمكنت من إنهاء مراجعة المواد الدراسية في شهر مايو/ أيار -أي قبل بدء الاختبارات بوقت قصير.
وبعزيمتها القوية، أصرت "آية" على الحصول على مُعدل قبول "الطب" كما يطمح والدها، علمًا أنها لم تُقرر إن كانت ستلتحق به، وفق قولها، لكن ميولها للتخصصات التكنولوجية مثل الوسائط المتعددة والتصميم والتسويق.
وأهدت "آية" نجاحها لعائلتها ولكل من وقف بجانبها وقدم لها المساعدة حتى لو بكلمة جميلة، ترفع من معنوياتها.