الإعلان الصادر عن وزارة الصحة في غزة بالاستعداد لإرسال طواقم طبية تساعد الأطباء في الضفة الغربية في مواجهة انتشار وباء الكورونا، هي خطوة وطنية بامتياز بثوب إنساني، بل أكثر من ذلك، وهو رسالة وحدة أننا شعب واحد عندما ينزف الجرح.
الضفة الغربية تعتمي بسبب انتشار الوباء وتودّع أرواحًا باستمرار ويتزايد أعداد المصابين بشكل مرعب خاصة في محافظة الخليل.
نجحت غزة حتى الآن في تشديد الإجراءات لمواجهة الوباء وحصره في مراكز الحجر، ومن خلال سياسات حاسمة ومحدَّدة يشهد لها الجميع أنها نجحت في منع انتشاره داخل قطاع غزة، وهو تحدٍّ كبير لمنظومة حكومية تعاني من عجز كبير نتيجة الحصار على مدار 14 عامًا، لكن هذا لم يمنع أنها بذلت جهودًا جبارة في سبيل حصر الوباء في مراكز الحجر المخصص للعائدين لغزة مهما كانت طبيعة ودرجة العائدين.
بنفس الوقت تتجه العيون في غزة نحو الضفة والدعاء لها بالسلامة في تجاوز الكارثة، والاستعداد الفعلي لتقديم يد العون للطواقم الطبية التي تعاني معاناة شديدة في مواجهة الوباء، وهنا يقع على عاتق الجهات الحكومية في الضفة أن تتعاون بمسؤولية مع ذلك والاستفادة من الخبرات الغزية في هذا الشأن، واستقبال المبادرة بإيجابية.
الطواقم الطبية في غزة تدرك حجم العبء على زملائهم في الضفة وقد عانى الأطباء في غزة من أزمات فعلية خلال حروب عدة، ويدركون أهمية التعاون في هذا الشأن.
الرسالة إنسانية ووطنية وأكثر من ذلك، في هذا الوقت، أنّ الفلسطيني واحد في كل مكان ويشعر بمعاناة أخيه، وذلك ترسيخ لوحدة الوطن الواحد في مواجهة مشروع الضم الصهيوني الذي يرغب بتفتيت الوطن الواحد والاستيلاء على الأرض، وتعميق الانقسام.
غزة والضفة يد واحدة في المقاومة ويد واحدة في المؤازرة والدعم والتعاون والمعاناة وتقاسم الخبز والعلاج.