قائمة الموقع

"أمين أحلام الأسرة" بين النجاح والفشل.. و"الزوجة" أكبر المساندين

2020-07-09T12:42:00+03:00
275121-275121-كيف- تتعامل-مع- ضغوط العمل دون أن التأثير على إنتاجيك أو حالتك النفسية؟_2.jpg
فلسطين أون لاين

أبو عيشة: الحياة الزوجية توفر كمًّا كافيًا من الراحة والأمان النفسيين للرجل

دبور: بعد الزواج يميل الرجل للاستقرار ويبدأ توجيه طاقاته نحو العمل

الرنتيسي: إذا مر الشخص بمشاكل اجتماعية منزلية فسيظهر أثرها في عمله

غزة/ يحيى اليعقوبي:

المؤسسة الأسرية هي البيئة الأولى التي تؤثر في حياة الإنسان؛ والأصل في الزواج هو السكن لقوله (تعالى): "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة"؛ ولم يكن عبثًا أن تتمحور العلاقة الزوجية حول السكن، فالسكينة هي الأساس للاستقرار المجتمعي والاقتصادي في المجتمع.

ولكن مما لا شك فيه أن للزواج تأثيرًا كبيرًا على إبداع الرجل في العمل إيجابًا أو سلبًا، والزواج عنصر مهم كي يبني الرجل مستقبلًا مهنيًّا ينعكس على حياة أفراد الأسرة كافة، فإذا كان هذا المستقبل جيدًا تبعه مكانة في العمل، تبعه كذلك مكانة اجتماعية وعائلية، وهذا يشعر أفراد الأسرة بالفخر بوالدهم، وعلى العكس.

"قبل الزواج يكون الإنسان في حالة فورة هرمونية وعاطفة ثائرة غير مستقرة، ما يجعل الرجل في حالة انشغال باحتياجاته النفسية والجسدية، ما يستهلك منه قدرًا هائلًا من الطاقة في هذا المجال"، الكلام هنا للاختصاصية الأسرية والتربوية سماح دبور.

بعد الزواج (تقول دبور) يميل الزوج للاستقرار ويبدأ نتيجة لهذا الاستقرار توجيه طاقاته إلى مجالات أخرى تتعلق بالعمل، إضافة إلى تمتعه بكميات كبيرة من هرمون أوكسايتوسين، وكذلك كمية هرمون دوبامين المؤثر عليه بالشعور بالسعادة والرضا والإبداع.

أما لو كانت الحياة الزوجية في حالة مضطربة فإن ذهن الرجل يكون في حالة من التشويش تصرفه عن التفكير في عمله، وتحجب عن ذهنه الأفكار الإبداعية، إذ تتركز أفكاره ومشاعره في إنهاء مشكلاته وطرق بحثه عن السكينة؛ وفق قولها.

ترى دبور أن أكبر عامل للنجاح هو الاستقرار في الحياة الزوجية، فإن وجد الدعم النفسي والمعنوي من الزوجة، والمعونة العملية أحيانًا إذ تناقشه في أفكاره وتساعده في توسيع آفاقه لحل مشكلات عمله وإدارتها وتطويرها، فـ"الزوجة الصالحة أكبر سند للزوج وداعم له".

وتنصح الرجال بفهم الخصائص النفسية والفكرية للمرأة عمومًا لفهم الفروق بين الذكر والأنثى، ما يفتح بوابة واسعة لخلق مساحات للتفاهم بين الأزواج، وبذلك يتحقق أكبر مستوى من الرضا والاستقرار والسعادة.

دفعة للأمام

بالغوص أكثر في تفاصيل تأثير الزواج على الرجل، تقول الاختصاصية في المجال الأسري والتربوي ليلى أبو عيشة: "الزوجة تعد الشريك في صفقة الزواج مع زوجها، تعطيه دفعة للأمام من الناحية الإيجابية لهذا المشروع على سبيل النجاح المهني والأكاديمي، فضلًا عن علاقاته الاجتماعية وتوطيدها من ناحية صلة الرحم، وتنمية مهاراته مهنيًّا".

"تظهر الزوجة امتيازات زوجها وصفاته التي تميزه من غيره من أفراد المجتمع، ما يعطيه دفعة نحو ثقته بنفسه ثم نحو الإنجاز، على سبيل تحقيقه النجاح في مهنته، وكلنا بحاجة إلى دعم اجتماعي من أشخاص" تضيف أبو عيشة، معقبة: "الدعم يحقق لنا سرعة في الانجاز".

"الحياة الزوجية توفر الكم الكافي من الراحة والمناخ الذي يحقق الأمان النفسي للرجل، وقد يحدث تحقيق نجاحات على مستوى مهني تنعكس إيجابًا وتكون ملحوظة على الفرد بالمجتمع".

المنزل (والكلام لأبو عيشة) ليس الحاجة المادية التي يلجأ إليها الإنسان للراحة والأكل، بل هو المكان الذي يحصل فيه التوازن عند الفرد بعدما كان مرهقًا خارجه، فقد يكون قد واجه مشاكل بالحياة الاجتماعية فيلجأ إلى بيته لتحقيق الأمان والراحة النفسية والهدوء، يحققها كذلك المأكل والمسكن النظيف.

وتكمل: "إذا كان يعيش في حياة زوجية خالية من المشاكل يقلب صفحة جديدة، ويكون مرتاحًا بحياة زوجية أسرية تحمل صفات جيدة من الناحية الاجتماعية، ويتحقق فيها الأمان والألفة ويحقق النجاح في حياته، وإذا كان هناك مشاكل تعرقل نجاحاته وتكون سببًا في عدم الوصول للإبداع في حياته المهنية، وقد تكون الأعباء التي يحملها كثيرة، وهناك اعتماد زائد عليه بإشراكه في الأمور التربوية حتى مشاكل الأطفال بعضهم مع بعض التي تعجز الأم عن حلها تتصل بزوجها وهو في عمله ليحلها، مع أن المرأة تستطيع أن تبني أسرة بأكملها".

عوامل مؤثرة

العوامل والمؤثرات في إبداع الرجل متنوعة من وجهة نظر الاختصاصي في التنمية البشرية محمد الرنتيسي، تبدأ من بيئة العمل إلى ظروف العائلة، فهي تؤثر سلبًا وإيجابًا في إبداع الشخص في العمل، فيبين أن "للعائلة أثرًا كبيرًا في إبداع الرجل، فإما تكون عاملًا مساعدًا للرجل أو محبطًا له".

يقول الرنتيسي لصحيفة "فلسطين": "إذا مر الشخص بمشاكل اجتماعية في البيت على مدار الوقت، فسيظهر أثرها في العمل، فليس كل الأشخاص يستطيعون الفصل بين العمل والبيت، أما إذا كانت الأسرة إيجابية فإن ذلك يساعده على التغلب على مشاكل العمل، ويصبح لديه هدف طموح يسعى إلى تحقيقه، ما يؤدي إلى استقراره في بيئة العمل".

تبعًا لقوله، البيت هو المحضن الرئيس للأطفال والزوجة والزوج، وهو متنفس للرجل من ضغوط العمل، فهذه الأمور مرتبطة معًا، مثل الطفل إذا عاش في بيته سعيدًا فسيبدع بالمدرسة، لكون الأسرة لبنة مهمة في عملية بناء المجتمع.

هذا الأمر -برأي الرنتيسي- بحاجة إلى وعي من الزوج والزوجة، والاتصال والتواصل، بتفهم حاجة الطرف الآخر، وكل هذا يندرج تحت "التفكير الناقد" أن يكون الإنسان واسع الإدراك، متفهمًا شريكه، يستطيع امتصاص غضبه، يمتلك مهارات الاتصال والتواصل ومهارات حل النزاع والتخطيط، فالبيت الذي لا يوجد فيه تخطيط سينهار عاجلًا أو آجلًا.

 

اخبار ذات صلة