قائمة الموقع

إذا اختلف والداك فكيف تتصرف؟

2020-07-07T15:39:00+03:00
v4-728px-Deal-With-Family-Problems-Step-1-Version-2.jpg

 

حينما يدب النزاع بين والديك، تقف حائرًا لا تدري كيف ستحل المشكلة دون أن يتهمك أحدهما أنك منحاز للآخر، فهل تأخذك الجرأة لتمثل دور المصلح والمقرب لوجهات النظر بينهما رغم كل شيء، أم تفضل أن تلطف الأجواء فقط دون أن تخوض في صلب المشكلة؟

"أبي يتهمني أنني منحازة لأمي، وهي ترفض الاستماع لي لأنها تعدني بنت أبي" هذا حال هبة أمين في كل مرة ينشب فيها خلاف بين والديها، وهي تحاول قدر المستطاع أن تقف على الحياد حتى لا تغضب أحدهما.

هبة (30 عامًا) هي آخر العنقود في عائلتها، ومع ذلك تتحمل كامل المسئولية في رعاية والديها الكبيرين في السن، ولقربها منهما يلجأ كل منهما شاكيا إليها مشكلته مع الآخر.

تقول هبة التي تقطن في مدينة غزة لصحيفة "فلسطين": "في سن أصغر كنت لا أحاول التدخل إطلاقًا في مشاكلهما، وأتركهما يتوصلان إلى حل لها، كنت أخجل لكوني الابنة الصغرى وقلة خبرتي في الحياة لا تؤهلني للإصلاح، وهذا ما كنت أخشى سماعه منهما".

وتضيف: "ولكن مع مرور الوقت أصبح كل منهما يأخذني كشاهد على كلامه، وبالفعل بدأت تقريب وجهات النظر وشرح أسباب ودوافع تصرف كل منهما للآخر، وبالفعل تعود المياه إلى مجاريها".

أما نرمين صالح من مخيم المغازي في المحافظة الوسطى، فترى أن الخلافات بين الزوجين هي ملح الحياة، فأي بيت لا يخلو منها، ولكنّ احتواءها يتوقف على رجاحة عقل الوالدين والأبناء أيضًا.

تقول نرمين (28 عامًا): "والداي في منتصف الخمسينات، تجمعنا بهما علاقة قوية، ومع ذلك لا نستطيع التدخل في حل المشكلة بينهما، ولكن نبين رأينا في المشكلة لكل طرف على حدة".

وفي دردشة مع صحيفة "فلسطين" تضيف: "نحاول تلطيف الأجواء وإرغامهما على الاجتماع على سفرة طعام واحدة مثلًا، ونطلق النكات والمدح في شخصهما، حتى نكسر الجمود والتوتر والأجواء المشحونة".

وتشير نرمين إلى أنه قد تطول مدة الخلاف يومين بين والديها، وخلالهما يصبح البيت بلا روح، ويخيم التوتر والحزن على وجوه جميع أفراد الأسرة، حتى الصلح.

التدخل ولكن

يقول رئيس قسم الاختصاصيين النفسيين والاجتماعيين في الإدارة العامة بوزارة الصحة إسماعيل أبو ركاب: "تدخل الأبناء لإصلاح المشاكل بين الأبوين لا يكون بين ليلة وضحاها، بل يتوقف على استثمار طفولتهم في تدريبهم على القيادة، وإدارة الذات، والمبادرة، وتعويدهم اتخاذ القرار".

ويتابع أبو ركاب لصحيفة "فلسطين": "هذا التأسيس في شخصية الطفل ينعكس عليه في مرحلة المراهقة وما بعدها، إذ يميز الصواب من الخطأ في العلاقات الاجتماعية".

ويدعو الآباء إلى البدء بتنمية الذات عند الأطفال منذ سن العامين، بإشراكهم في اتخاذ القرار في شراء الملابس، أو الخروج بنزهة مثلًا، وأمور معيشية بسيطة داخل البيت.

ويعقد أبو ركاب مقارنة بين تدخل الأبناء في حل المشكلات بين الوالدين حتى سن 21 عامًا (سن انتهاء المراهقة)، وتدخلهم بعد بلوغهم 22 عامًا، قائلًا: "من الطفولة حتى المراهقة عادة  الأبناء في هذه المرحلة يميلون ناحية الأم".

ويوضح أنه في سن 22 عامًا يكون الشخص أكثر وعيًا وخاض تجارب في الحياة، لذا عليه أن يكون متزنًا في حل المشكلة، ويفضل أن يبقى على الحياد ولا يبدي تعاطفًا ظاهريًّا مع أحد الوالدين.

ويشير أبو ركاب إلى أن التدخل لإصلاح ذات البين يتوقف على جرأة وقوة شخصية الابن، وعدم التحرج من حل المشكلة، وإن كانت كبيرة.

وخطوة التدخل في حل المشكلات هل فورية أم تحتاج إلى تأن وإعطاء مساحة للوالدين لحل مشاكلهما بأنفسهما؟، يجيب: "إذا كان الوالدان في سن صغيرة يفترض أن يترك لهما الفرصة لإنهاء الخلاف، وغالبًا لا يطلبان المساعدة من الأبناء".

ويختم أبو ركاب: "أما إذا كان الأبوان كبيرين في السن فعلى الأبناء التدخل مباشرة للفصل بينهما، أفضل من تدخل طرف خارجي، فكلما طالت مدة الخلاف تدحرجت الأمور إلى الأسوأ، لأن كل طرف يكون لديه ما يكفيه من الوحدة والانعزال".

 

اخبار ذات صلة