قائمة الموقع

الخليل تقاوم فيروس "كورونا" وسط دعوات صحية وشعبية لإنقاذها

2020-07-07T11:14:00+03:00

قيل في مدينة الخليل، إنه لا ينام فيها جائع، لكن تفشي فيروس "كورونا" قلب هذه المعادلة، حيث بات السكان غير قادرين على جلب قوت يومهم ومستلزمات عائلاتهم، وفق المواطن عيسى عواودة نتيجة الإغلاق الكامل للمحافظة في محاولة للسيطرة على الوباء.

وعلى مدار الساعة تُسجّل وزارة الصحة في الضفة الغربية، عشرات الإصابات بفيروس "كورونا" وهو ما دفع وزيرة الصحة مي الكيلة، للتصريح بأن "الحالة الوبائية لكورونا في الخليل خرجت عن السيطرة لأنها منتشرة في أكثر من حلقة للمخالطين".

وأعلن محافظ الخليل جبرين البكري في وقت سابق إغلاق الخليل بشكل كامل بسبب عدم السيطرة على الفيروس، مما خلق حالة من القلق والخوف بين صفوف المواطنين وأدى لتراجع الحالة الاقتصادية لهم.

ووصف عواودة حديثه مع صحيفة "فلسطين"، الخليل بـ "المدينة المنكوبة" بسبب تفشي "كورونا" بشكل متسارع فيها وارتفاع أعداد المصابين.

ونبّه إلى عدم التزام عدد من المصابين بإجراءات الوقاية من الفيروس، والخروج من منازلهم ومخالطتهم لآخرين، مشيرا إلى أن وزارة الصحة تبذل جهودها لكنها "غير كافية" ولا تتناسب مع ارتفاع أعداد المصابين.

وقال: إن "هناك بعض المصابين بالفيروس لا يستطيعون تناول الطعام بسبب تردي أوضاعهم الاقتصادية والمعيشية ومكوثهم في بيوتهم دون عمل".

وقال د. محمد ربعي، مدير مستشفى دورا الحكومي في الخليل، المُخصص لعلاج مصابي كورونا: إنَّ الأوضاع تزداد سوءاً يوماً بعد آخر، بسبب زيادة أعداد المصابين بشكل كبير.

وحذر ربعي في حديثه لصحيفة "فلسطين"، من أن الأيام القادمة ستكون الأسوأ من حيث زيادة أعداد المصابين بشكل أكبر، بسبب تفشي الفيروس بين كبار السن ومرضى الأمراض المزمنة.

وأوضح أن هذه الأسباب ستدفع لفقدان السيطرة على المرض، الأمر الذي سيفاقم الحالات المصابة وزيادة أعداد الوفيات، مشيرًا إلى أن الطواقم الطبية ستصبح غير قادرة على رعاية المصابين.

وبيّن أن مستشفيات الخليل بحاجة لكوادر طبية لمتابعة زيادة الحالات، لافتاً إلى أن وزارة الصحة تتواصل مع منظمة الصحة العالمية لمتابعة ظروف المصابين.

وذكر ربعي أنه تم تجهيز مستشفى "دورا" بشكل طارئ لاستقبال الحالات شديدة الخطورة، وتحتاج إلى عناية مكثفة، منوهاً إلى أن المستشفى استقبل منذ افتتاحه أصعب الحالات الموجودة في الخليل.

وأفاد بأن المستشفى يضم قسم عناية مكثفة يتسع لـ 10 أسرّة و6 أجهزة تنفس صناعي، إضافة إلى أقسام تستوعب 100 مصاب، مشيراً إلى أنه يوجد حالياً 35 مريضاً منهم 2 تحت جهاز التنفس الصناعي، و7 حالات في العناية المكثفة.

وأضاف المسؤول الطبي أن المستشفى يقدم خدماته للمصابين حسب بروتوكولات منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة المتبعة لمصابي "كورونا"، مبينا أنه يتم الآن تجهيز مستشفى عالية الحكومي لاستقبال الحالات الجديدة، إضافة إلى افتتاح بعض الأقسام في مستشفيات أخرى.

دعوات لإنقاذها

وأكد رئيس بلدية الخليل تيسير أبو اسنينة، أن الفيروس "ضرب الخليل في مقتل"، خاصة بعدما أخذ المواطنون على عاتقهم فتح المدينة دون الالتزام بدرجات الوقاية رغم كل النداءات المتكررة من وزارة الصحة.

وأوضح أبو اسنينة لصحيفة "فلسطين" أن هناك لجنة وزارية مكونة من 5 وزارات للوقوف على احتياجات محافظة الخليل.

وشدد على ضرورة وجود الوعي الكامل لدى المواطنين، من أجل الحفاظ على عدم تفشي أكبر للفيروس، مع أهمية الالتزام بالإجراءات الوقائية.

وكان رئيس وزراء حكومة رام الله محمد اشتية، قال: إن 82% من الإصابات بفيروس كورونا سببها الاختلاط في الأعراس وبيوت العزاء، و18% من العمال الذين يعملون في أراضي الداخل المحتل.

وأطلق نشطاء من مدينة الخليل عبر مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاق #انقذوا_الخليل، لمطالبة وزارة الصحة بتزويد المحافظة بطواقم طبية ومشفى مؤهل لاستقبال الإصابات بفيروس كورونا.

وأكد النشطاء من خلال تغريداتهم، تهالك المنظومة الصحية في المحافظة، وضعف قدرتها على تحمل وتيرة الزيادة في عدد الإصابات بالفيروس، مشددين على ضرورة دعم الحكومة لقطاع الصحة في الخليل وتأهيله للظرف الصحي القائم.

 

اخبار ذات صلة