قائمة الموقع

في زمن كورونا.. طلبة يطورون مهاراتهم عن بعد

2020-07-06T14:46:00+03:00

سنويًّا ينتظر الطالب الجامعي محمد خلف الله الإجازة الصيفية لإطلاق العنان لنشاطه للإبداع في مجالات تدريبية مختلفة، ولكن النظام التعليمي للفصل الدراسي الماضي تأثر بسبب ظروف كورونا وتعليق الدوام الدراسي في إجراء وقائي، وتعرقلت مخططاته في الالتحاق بالدورات.

ويعمد كثير من الطلبة الجامعيين إلى استثمار العطلة الصيفية في تطوير مهاراتهم على الصعيدين الشخصي، والعلمي، ولكن قد يتأثر إقبال بعض بمسائل الوضع الاقتصادي وغيرها.

ويقول خلف الله لصحيفة "فلسطين": "تأخر انتهاء الفصل الدراسي الثاني، وضغط الواجبات والامتحانات عبر النظام الجامعي أثرا على التحاقنا بدورات كما كل إجازة صيفية، وما زاد الأمر سوءًا هو تسجيلي ساعات دراسية للفصل الصيفي لكي لا أتأخر عن الخطة الجامعية".

ولا يتوانى عن طرق مختلف التخصصات والالتحاق بدورات لكي يسعف نفسه بعد التخرج في حال أصبح من العاطلين عن العمل، وحتى تزيد معرفته في مجالات عديدة، ولكونه يعتقد أن تخصصه الدراسي (العلاج الطبيعي) فرصه قليلة في السوق المحلي.

أما الطالب الجامعي نعيم نصر الذي يدرس اختصاص الطب المخبري فيرى أن الدورات مهمة جدًّا لزيادة الخبرة والمعلومات في مدة الإجازة، ولتنمية مهاراته إلى حد ما، إذ يقول لصحيفة "فلسطين": "من الطبيعي أن يستثمر الطالب مدة الإجازة بدورات ونشاطات بدلًا من تضييع الوقت على مواقع التواصل الاجتماعي".

وأثرت جائحة كورونا عليه سلبًا بعدم طرح المراكز دورات كما كل عام، ومن ناحية مالية بعدم استطاعة دفع رسوم الدورات، ما دفعه للجوء إلى البرامج التعليمية عبر قنوات (يوتيوب)، والتعلم عن بعد.

ويوسف خلف الله طالب في الهندسة الزراعية، يستثمر الإجازة الصيفية لزيادة المعرفة في مجال تخصصه، ولتقوية مهاراته في اللغة الإنجليزية، إضافة إلى التطوع والتدريب في وزارة الزراعة.

ويرى "الجزء المضيء" من أزمة كورونا أنها دفعته للتعرف والتعلم عن بعد، وطرق أبواب التعليم الإلكتروني.

وكان من أكثر المشاكل التي تواجه خلف الله –كما يقول- ارتفاع رسوم بعض الدورات، وإلى جانب ذلك تثقل كاهله تكاليف المواصلات.

تفريغ الشحنات غير الإيجابية

بدوره يبين المدرب في تنمية الذات صابر أبو الكاس أن الإجازة الصيفية من المنح المهمة التي يمكن للشاب -خاصة الجامعي- استثمارها إيجابًا، في كثير من الأمور التي تقوم على تطوير الذات وتنميتها في مجالات متعددة ومختلفة.

ويشير في حديث مع صحيفة "فلسطين" إلى أن المشاركة في الأنشطة المختلفة ضرورية لكل إنسان لكي يجد نفسه فيها، والمهم كيفية وطبيعية الأنشطة التي تنعكس على الشخصية وتطوير القدرات وتعزيز الثقة بالنفس، وأن يصقل الهوايات الموجودة لديه التي يجب اكتشافها بنفسه وأسلوبه.

ومع التحاق بعضٍ بدورات في مجالات مختلفة بعيدة عن التخصص، يلفت أبو الكاس إلى أنه لا بد من اختيار ما يناسب الشخصية التي تعكس القدرات والطاقات.

لكن أبو الكاس ينبه إلى أنه لا بد من المشاركة في الأنشطة وعدم الاكتفاء بالدراسة أو قضاء الوقت على مواقع الإنترنت، وأن تفرغ الشحنات السلبية بشكل إيجابي، الذي يمكن أن يفيد في التخلص من الضغوط النفسية والأسرية والمجتمعية.

ويضيف أبو الكاس: "إن قيام الشخص بنشاطات فكرية وثقافية يعمل على توسيع المدارك المعرفية وشحذ الهمم العقلية ليكون إنسانًا مثقفًا، من طريق الصحف أو المجلات، والمشاركة في المسابقات والبرامج، وحضور محاضرات وندوات (أون لاين)، وهناك نشاطات تنموية كالالتحاق بدروات تدريبية لتنمية القدرات وثقل المهارات".

ويؤكد أهمية أن يطرق الطلبة أبواب الجانب العملي لما يتعلمونه في الجامعات والمعاهد التعليمية، من طريق دورات تدريبية تعليمية تسهل عليهم اقتحام السوق المحلي.

ويبين أبو الكاس أن الدروات التي تتعلق بالمهارات الشخصية لا تُدرس، فلا بد من تعلم كيفية التواصل والتفكير الإبداعي والذكاء الانفعالي، وهذا لا يعني إغفال الدورات التي تتعلق بالمجال الدراسي العلمي، وهي ضرورية لأجل تطويره.

ويرى أن أزمة كورونا فتحت المجال أمام كثير من الطلبة للالتحاق بالدورات مجانًا "أون لاين"، خاصة أن بعضًا يواجه مشكلة ارتفاع رسوم الدورات، ودفع أجرة المواصلات؛ فهي فرصة لا تعوض، داعيًا إلى ممارسة النشاط الرياضي والتطوعي والتقني والعلمي، التي هي من شروط الحصول على وظيفة، ومن الجيد –برأيه- الاعتماد على التعلم الذاتي عبر (يوتيوب).

اخبار ذات صلة