أكد إعلاميون فلسطينيون، اليوم الأحد 5 يوليو 2020، أن تغطية الإعلام العربي والدولي لقرار الاحتلال الإسرائيلي ضم الضفة الغربية والأغوار "دون المستوى المطلوب"، مطالبين بضرورة تكثيف التغطية الإعلامية بما يوازي حجم المخاطر التي يشكلها القرار الإسرائيلي على القضية والحقوق الفلسطينية، لاسيما في ظل رفض المجتمع الدولي لقرار الاحتلال.
وأشاروا خلال ورشة عمل نظمها منتدى الإعلاميين الفلسطينيين في قاعة ديانا صباغ بمركز رشاد الشوا الثقافي بمدينة غزة، إلى أهمية توحيد الخطاب الفلسطيني وانعكاس ذلك على الإعلام العربي والدولي، مشددين في ذات الوقت على ضرورة التسلح بالموضوعية والمهنية في طرح القضية عبر الإعلام العربي والدولي.
الإعلام العربي
بدورها، تناولت مراسلة قناة العالم في غزة إسراء البحيصي تغطية الإعلام العربي لقرار ضم الضفة والأغوار، مبينة أن قناة العالم تولي القضية الفلسطينية "اهتماماً كبيراً"، مقرة بذات الوقت أن تغطية الإعلام العربي لا ترتقي إلى مستوى المخاطر المحدقة بالقضية الفلسطينية.
وقالت البحيصي: "بعض القنوات كانت تغطي موضوع الضم على استحياء، وتغطيه إذا جد جديد إسرائيلي بموضوع الضم بعيداً عن حالة النضال الموجودة على الأرض، وكأنهم يريدون دس السم في العسل"، مشيرة إلى أن المشاهد العربي سيجد الحقيقة مشوهة في بعض القنوات.
وأكدت على أهمية الحاضنة العربية للقضية الفلسطينية، وضرورة التنبه للخطر الإسرائيلي المحدق بالقضية الفلسطينية والمطامع الإسرائيلية في المنطقة العربية، مشيرة إلى أهمية التشبيك مع إعلاميين عرب ووسائل إعلام عربية لدفعها لتعزيز تغطيتها لقضية الضم وتحشيد الرأي العام العربي لمساندة الحق الفلسطيني، وأوصت بتوحيد الخطاب الفلسطيني أولاً والعربي ثانياً، وتشكيل لوبي عربي.
الإعلام الدولي
من جانبه، تطرق مراسل وكالة الأنباء الفرنسية بغزة عادل الزعنون إلى تغطية الإعلام الدولي، مبيناً أن التغطية مرتبطة بالحدث وصناعته بالدرجة الأولى، مضيفاً أن الوكالات تراعي في التغطية الإعلامية اعتبارات يتقدمها المهنية والموضوعية.
ومضى يقول: " تم تغطية قضية الضم في الإعلام الدولي بشكل ضعيف لا يتناسب مع الحدث على أرض الواقع".
وأكمل أن الوكالات عندما تقوم بتغطية الأحداث سواء موسمية أو بشكل طارئ "تعد للتغطية كونها تستند لتجربة كبيرة"، مشيراً إلى أن مساحة تغطية قرار الضم كانت "خبرية وضيئلة جداً إذا ما قورنت بالتغطية ضد نقل السفارة الأمريكية للقدس، والتغطية صفر حال قورنت بقضية كورونا وغيرها من الأحداث"، عازياً ذلك إلى أن الحدث "لم يفرض نفسه على وكالات الأنباء".
وتابع الزعنون قوله: "يجب استغلال مواقع التواصل الاجتماعي لتغطية الحدث بما يتناسب مع خطورته، ونشره على جميع مواقع التواصل الاجتماعي"، مبيناً أن الموقف الفلسطيني جاء "متأخراً، وليس في بداية المعركة حتى يكون قوي بما يكفي".
نقل الحقيقة
وفي السياق ذاته، طالب أستاذ الصحافة في الجامعة الإسلامية د. حسن أبو حشيش، الإعلام العربي تحديداً بــ "نقل الحقيقة كما هي"، مبيناً أن مجرد نقل الحقيقة كاف لبيان حجم المخاطر التي يشكلها قرار الاحتلال الإسرائيلي على مصير الفلسطينيين وحقهم بأرضهم، مستعرضاً جملة من المبادئ التي يمكن الانطلاق منها في تغطية قرار الاحتلال ضم الضفة الغربية والأغوار.
وبين أن مبادئ القانون الدولي تجرم ضم الاحتلال للضفة والأغوار، وكذلك النظام العالمي يرفضه، وتابع قوله: "هناك أبعاد يجب التركيز عليها مثل البعد الإنساني والبعد الديني ليس الإسلامي فقط بل الإسلامي والمسيحي، ويجب نقل الحقيقة كما هي، وعدم التهويل في الحدث، ونقله كما هو ليعلم العالم أن الحقيقة في الصف الفلسطيني".
وشدد أبو حشيش على ضرورة تنظيم الأداء الإعلامي الفلسطيني والعربي، مناشداً أصحاب القرار بضرورة ترتيب أولويات الإعلام العربي لتعزيز مواجهة خطة الضم.
وتابع أن الإعلام الدولي لا يتعول عليه لأنه منسوب للاحتلال بالمجمل، والمعول عليه هو الإعلام العربي والإسلامي للتصدي لخطة الضم، ويجب أن يكون في أولويات الاعلام العربي والاسلامي، فنحن أمام شطب القضية الفلسطينية بأكملها".
وأوصى المشاركون على ضرورة توحد الإعلام الفلسطيني في مواجهة مشروع الضم الإسرائيلي، مؤكدين على أهمية نشر التفاصيل والمعلومات المتعلقة بقضية الضم لبيان خطورتها، مشددين في الوقت ذاته على أهمية وجود استراتيجية إعلامية فلسطينية موحدة.