لا تزال الجهات الأمنية والاستخباراتية في دولة الاحتلال تضع قطاع غزة وجبهته الداخلية ومحاولة زعزعتها ضمن أبرز أولوياتها، مستخدمةً عدة أدوات سواء على الأرض عبر تحريك عملاء، أو في مواقع التواصل الاجتماعي من خلال بث الشائعات، والروايات المفتعلة لأحداث وهمية.
وتقف وزارة الداخلية الفلسطينية وطواقمها المختلفة في قطاع غزة بكل قوة لمنع تسلل أو حدوث أي اختراق أمني داخل القطاع، عبر اتخاذها عدة إجراءات منها السرية والمعلنة.
وشهدت الآونة الأخيرة في قطاع غزة حركة كثيفة للجهات الأمنية في الشوارع الرئيسة، من خلال نشر الحواجز العسكرية على الطرقات بين المدن وداخلها، للحفاظ على استقرار الحالة الأمنية.
وأعلنت وزارة الداخلية فجر الجمعة الماضية تمكنها من اكتشاف خلية تسعى لعمل تخريبي ضد عناصر المقاومة بتوجيه مباشر من الاحتلال الإسرائيلي.
وأكدت الداخلية في بيان لها أنها باشرت تحقيقاتٍ مكثفة، وعمليات تعقب لهؤلاء الأشخاص، أفضت إلى اعتقالهم بعد عملية أمنية استمرت عدة أيام، ومصادرة معدّات تقنية استخدموها في تنفيذ مهام داخل قطاع غزة، وكذلك صادرت مبالغ مالية تلقاها عناصر الخلية مكافأةً من الاحتلال.
وتبيّن من خلال التحقيقات الأولية مع عناصر الخلية، أنهم كانوا بصدد تنفيذ أعمال تخريبية أخرى ضد عناصر المقاومة خلال الأيام القادمة، بمتابعة مباشرة من ضباط مخابرات الاحتلال الإسرائيلي.
الخبير الأمني هشام المغاري أكد أن اتباع الاحتلال الإسرائيلي هذا الأسلوب -في إشارة لتوجيه خلايا في قطاع غزة- يُعد أمرًا جديدًا يهدف إلى عدم المخاطرة بقواته الخاصة التي فشلت في خان يونس قبل عامين.
وقال المغاري في حديثه لـ"فلسطين": "نحن مجتمع واقع تحت الاحتلال الذي لن يتوقف عن أي نشاط معادٍ يحقق أمنه -من وجهة نظره-، باستخدام أدوات وأنشطة استخباراتية متعددة ومتباينة من حين لآخر".
وأضاف المغاري: "الاحتلال سبق أن مارس نشاطه من خلال قوات خاصة، إلا أنه بهذا الأسلوب الأخير -الخلية التخريبية- يؤكد أنه استفاد من عملية خان يونس وغيّر الاستراتيجية بأن تكون المجموعات محلية وهو تطور طبيعي للسلوك الأمني".
وأوضح أن الاحتلال غيّر كذلك من التواصل الفردي مع العميل إلى الحديث مع مجموعة كاملة، وهو يشكّل أمرًا جديدًا لدى المخابرات، رغم مخاطرة كشفها، ولكن كل ذلك هو لتأمين القوات الخاصة من القتل أو الأسر.
وحول يقظة الأجهزة الأمنية في قطاع غزة بكشف محاولات الاحتلال المتكررة للزعزعة أشار الخبير الأمني إلى أن الجهات في غزة مرت في تجربة طويلة، وأصبح لديها دقة حالة من الحذر والضبط، إضافة إلى وجود نجاحات متعددة في المجال الأمني.
المختص الأمني، محمد أبو هربيد، يؤكد أن الأجهزة الأمنية في قطاع غزة أصبح لديها خبرة وفهم في إحباط أعمال الاحتلال التخريبية، وهو ما يعد عملًا إيجابيًا ونظيفًا لها، حيث تشارك في دعم المقاومة الفلسطينية من خلال منع أي إنجاز للاحتلال.
وقال أبو هربيد في حديثه لـ"فلسطين": "الخلية الأخيرة التي كشفت عنها وزارة الداخلية في غزة أخذت طابع التخريب الجنائي، بهدف إشغال المقاومة عن تطوير نفسها، وإحداث حالة من الإرباك لها".
وأوضح أبو هربيد أن العمل الأمني لا يتوقف بخلاف العمل العسكري، إذ يوجد حرب مفتوحة في غزة بين المقاومة والاحتلال.