صراخ وحالة من الفوضى عمت أحد مراكز الحجر الصحي في مدينة أريحا في الضفة الغربية المحتلة، بعد رصد قيام أجهزة أمن السلطة بإخراج ابنة إحدى المسؤولين بسيارة إسعاف إلى منزلها.
وتبيَّن فيما بعد أن الفتاة هي ابنة أحد الدبلوماسيين الفلسطينيين وتم إخراجها من الحجر الصحي قبل صدور نتائج الفحص المخبري.
وعلى إثر حالة الغضب بين السيدات في مركز الحجر الصحي والمشادات الكلامية مع عناصر الأمن المكلفة بتأمين المركز، قررت الجهات المختصة إخراج جميع المحجورين دون انتظار نتائج العيِّنات، على أن يلتزموا بالحجر المنزلي لمدة 14 يومًا، في خطوة تخالف تحذيرات وزارة الصحة من احتمالية إعلان بعض المدن الفلسطينية مناطق موبوءة، وذلك بعد أن وصل عدد المصابين بالفيروس إلى أكثر من (3045).
الصحفية الفلسطينية وإحدى العائدات عبر جسر الملك حسين، ليندا شلش، نقلت ما حدث في عبر صفحتها في موقع "فيسبوك"، في منشور حمل عنوان: "حينما تمتد الواسطة إلى الحجر الصحي وفيروس كورونا".
وقالت شلش: "ابنة مسؤول (لم تسمها) غادرت الحجر الصحي على متن سيارة إسعاف، وهنا عم الصراخ المكان وبعدها رضخ المسؤولون لاحتجاجات النساء وسمحوا لهنّ بالمغادرة شرط البقاء رهن الحجر المنزلي حتى ظهور نتائج الفحص".
مؤسس الحراك الفلسطيني ضد الفساد، فايز السويطي، أوضح أن القصة بدأت مع عودة (540) عالقًا من تركيا عبر جسر الملك حسين ووضعهم في الحجر المخصص داخل مركز النويعمة في أريحا، حيث حضرت سيارة إسعاف خاصة لنقل طالبة يعمل والدها دبلوماسيًّا في السلطة الفلسطينية إلى بيتها مباشرة دون الالتزام ببروتوكولات وزارة الصحة.
وقال السويطي في حديثه لـ"فلسطين": "بعد انكشاف الواقعة والتي هي شكل من أشكال الفساد الإداري واستغلال المنصب العام لتحقيق مكاسب شخصية، احتجَّ العالقون الأمر الذي دفع الجهات الرسمية لإخراج الجميع قبل صدور نتائج عينات فحص كورونا".
وأضاف السويطي: "تلك الواقعة تسببت بحالة من الغضب بين المواطنين من تصرف الحكومة التي أعلنت عن تشكيل لجنة تحقيق، أرى أنه يهدف لامتصاص غضب الناس ولن تخرج تلك اللجنة بأي نتائج"، مشيرًا إلى أن المواطنين فقدوا الثقة بمصداقية السلطة.
وأقرت وزارة الخارجية والمغتربين بوجود "تجاوز خطير" داخل الحجر الصحي للعائدات من تركيا عبر الأردن إلى فلسطين، مؤكدة أنه تم خرق بروتوكولات الصحة الفلسطينية المعتمد في إجراءات أخذ العينات وفحص العالقين العائدين إلى فلسطين.
وقالت الوزارة في بيان لها، أمس، أن هذا التجاوز "يعد الأول منذ بدء تنفيذ حملة حجر العائدين، ويمثل تمييزًا يضر بالصحة العامة"، داعية إلى إجراء تحقيق داخلي لتحديد أوجه الخلل ومحاسبة المسؤولين عنه.
مدير الإغاثة الطبية في مدينة نابلس بالضفة الغربية، د. نمر حمدان، أكد أن فيروس كورونا المستجد انتشر في مدن الضفة الغربية نتيجة دخول مواطنين وسياح من الخارج، وهو سبب رئيس لانتشاره.
وقال حمدان في حديثه لـ"فلسطين": "خروج المواطنين من الحجر الصحي دون إجراء فحص مخبري هو خطأ طبي قد يساهم في انتشار المرض في مدن الضفة الغربية".
ولفت أن عدد من مدن الضفة تحولت إلى بؤر لانتشار الفيروس، ما يتطلب إجراءات أكثر وقائية لاحتواء المرض.