فلسطين أون لاين

​أعياد المستوطنين.. فرصة للمزيد من استباحة الإبراهيمي

...
الخليل - خاص "فلسطين"

في الوقت الذي تعلن فيه قوات الاحتلال الإسرائيلية، فرض طوق أمني على كامل الضّفة الغربية، تعتبر مدينة الخليل جنوب الضّفة هي الأكثر تضررًا واستهدافًا بإجراءات الاحتلال في الأعياد، وخاصّة ما يسمّى "عيد الفصح" الذي يتخلله برنامج احتفالي يقيمها الاحتلال في باحات وأروقة المسجد الإبراهيمي، على حساب الحياة الفلسطينية وحقوقهم في العبادة، وأداء الصلوات.

ويغلق الاحتلال المسجد الإبراهيمي تزامنًا مع احتفالات المستوطنين بالأعياد اليهودية ما يقرب من عشرة أيام في العام، ويحول دون وصول المواطنين إلى المسجد لأداء الصلوات، ويفرض أيضًا تضييقات كبيرة على حياة السّكان القاطنين على مقربة من المسجد، فيما تتعرّض أحياء فلسطينية كاملة للاعتداءات والانتهاكات.

يقول النّاطق الإعلامي باسم تجمع شباب ضدّ الاستيطان محمد ازغير، إنّ جدولًا للاحتفاليات الخاصّة بالمستوطنين جرى نشره وإعلانه من جانب أوساط المستوطنين، ويدعو لمشاركة أعداد كبيرة من المستوطنين للاحتفال بما يسمّى عيد الفصح اليهودي في باحات المسجد الإبراهيمي.

ويضيف ازغير، لصحيفة "فلسطين": إنّ هذه الاحتفالات تمتدّ ليومين، ويتخللها إغلاق كامل لمحيط المسجد، وسط احتفاليات صاخبة تسمعها كامل الأحياء الفلسطينية المكتظة والمجاورة لهذا المكان.

ويعتقد ازغير أنّ هذه الاحتفاليات، غالبًا ما تستهدف تنفيذ عمليات استفزازية للسّكان الفلسطينيين، وإشعال الكثير من الإشكاليات على الأرض، مع المواطنين الفلسطينيين، غالبا أنّ الاحتفالات يتبعها جولات داخل الأحياء الفلسطينية القريبة، بحراسة أمنية من جانب جيش الاحتلال، التي تحول دون أيّ ردود فعل فلسطينية في هذا المكان، ويحاول خلالها المستوطنون الاعتداء على المنازل الفلسطينية والمارة.

فيما يرى الناشط الحقوقي هشام الشرباتي، أنّ مدينة الخليل هي أكثر المواقع في الضّفة الغربية استهدافا بالإجراءات العسكرية، في ظلّ ما يجري من انتهاكات واعتداءات وإغلاقات ونشر للحواجز العسكرية على كلّ الشوارع والمفترقات، وتنفيذ عمليات تضييق واسعة على الحياة الفلسطينية.

ويقول الشرباتي لصحيفة "فلسطين": "هذه الإجراءات تعني مزيدًا من التضييق على الحواجز، أو إضافة حواجز جديدة أو إغلاق جزء من هذه الحواجز وخاصّة الثابتة منها، لكنّ الأخطر في هذا الأمر، هي عمليات السيطرة على المنازل الفلسطينية في محيط المستوطنات أو الشوارع التي يسلكها المستوطنون في هذه الأعياد، واحتجاز الأفراد والعائلات كاملة داخل المنازل، والحيلولة دون تواصلهم مع العالم أو حتّى ممارستهم لحياتهم الطبيعية وتدبير شؤون منازلهم".

ويضيف: "فلسطين هي دولة تحت الاحتلال، وهذا يعني أنّ توقيع السلطة الفلسطينية على الكثير من المواثيق الدّولية، يشكّل سلاحًا بيد السلطة من أجل مقاضاة (إسرائيل) في أكثر من محفل دولي، أو طرح الموضوع الفلسطيني بشكل أكثر فاعلية وأكثر قوة في المحافل الدولية".

وأشار الشرباتي إلى أنّ هذه الإجراءات والاعتداءات، تجعل حياة المواطنين في خطر حقيقي، في ظلّ الأعياد اليهودية، وفي الاحتفالات الجارية التي يجري فيها استقدام آلاف المستوطنين من كلّ المواقع للاحتفال بما يسمّى بالأعياد اليهودية.