قائمة الموقع

تجربة ناجحة.. زراعة طماطم سوداء بغزة

2020-07-01T13:45:00+03:00

نجح طاقم زراعي في إنتاج كميات محدودة من الطماطم الكرزية السوداء، في مزارع المحررات بمحافظة خان يونس جنوب قطاع غزة، ضمن تجارب علمية.

واستقدم الطاقم الزراعي أربعة أصناف جديدة من الطماطم السوداء من فرنسا، من أجل دراسة مدى ملاءمتها للظروف الزراعية في القطاع.

ويوضح الباحث في المركز الوطني الفلسطيني للبحوث الزراعية التابع لوزارة الزراعة د. ميسرة مخيمر، أن الأصناف الأربعة زرعت في نفس ظروف زراعة الطماطم التقليدية في قطاع غزة، مشيرًا إلى أنها تعيش في نفس الظروف البيئية والزراعية من حيث الأسمدة والمياه والوقاية والرش والحرارة والرطوبة.

ويقول مخيمر، خبير بيولوجيا النبات، لصحيفة "فلسطين": "خرجنا بنتيجة أن صنف الطماطم الكرزية السوداء هو الأكثر ملاءمة لظروف الزراعة في قطاع غزة"، مضيفًا: "هذا الأمر يمكن أن نبني عليه برنامجنا التهجيني مستقبلًا، وهي عملية تقييم للأصناف التي أدخلناها".

ويلفت مخيمر إلى أن "ثلاثة أصناف أخرى للأسف الشديد كان لديها حساسية ومشاكل أخرى كنقص الكالسيوم والتشوه الفسيولوجي ولم تنجح زراعتها".


 

تعزيز المناعة

وينبه إلى أن الطماطم الكرزية السوداء مثل أي صنف آخر من الطماطم السوداء، يمتاز باحتوائه على مادة الأَنثُوسَيانين، وهي مواد عضوية لونية، وتعد من مضادات الأكسدة.

ويوضح مخيمر أنه "إضافة إلى احتوائها على الأنثوسيانين هي كذلك تحتوي على صبغة الكاروتين والتي تعتبر أيضا مضادة للأكسدة"، مشيرا أن مادة الأنثوسيانين موجودة في الطماطم الحمراء في سيقانها وأوراقها ولكنها غير موجودة في الثمرة الحمراء.

أما بخصوص الطماطم السوداء تتركز مادة الانثوسيانين في الثمرة نفسها، وهي مادة تعد ذات تأثيرات مضادة للبكتيريا والفيروسات وتعزز من جهاز المناعة للإنسان، وفق مخيمر.

ويذكر أن الهدف ليس الإنتاجية فقط أو إدخال الصنف إلى قطاع غزة، فهذا الأمر ليس جديدًا؛ ولكن الهدف هو البدء ببرنامج تهجيني من أجل إنتاج بذور فلسطينية من خلال تهجين هذا الصنف مع أصناف محلية أخرى، قد تكون بلدية أو أصناف أخرى متوفرة في الأسواق.

ويقول خبير بيولوجيا النبات: "البحث العلمي مخرجاته يمكن أن تأتي بعد سنوات طويلة، والأمر هنا ليس تجاريًّا؛ فنحن نحاول إنتاج بذور صالحة للمزارع الفلسطيني، وتمتاز بصفات محددة مثل مقاومة الآفات والملوحة، وبرنامجنا التهجيني هذا قد يمتد إلى أكثر من خمس سنوات".

ويشدد على أن الاستثمار في البحث العلمي يستغرق سنوات لكنه قد يأتي بنتائج إيجابية جدًّا، مشيرًا إلى أن قيمة كيلوغرام من بذور الطماطم تعادل كيلو من الذهب، في إشارة منه لقيمتها الثمينة، لا سيما أن إنتاجها -البذور- يساهم بشكل كبير جدًّا في المدخلات من العملة الصعبة لدى الدول المنتجة.

ويبين مخيمر أنه عند إنتاج صنف جديد أو تطويره، يمكن تسويقه، ولكن يستغرق كثيرًا من الوقت علمًا أننا نستخدم طرقًا تقليدية في عملية التهجين نتيجة نقص المعدات والمواد والأدوات اللازمة لذلك، لا سيما تقنيات وتطبيقات البيولوجيا الجزائية التي تحدد مكان الجين المسؤول عن صفة ما.

ويقول: "في الطرق التقليدية نضطر للانتظار جيلًا بعد جيل ونقوم بعملية تقييم، وكل جيل يمكن أن يستغرق نحو ستة أشهر".

صنف خاص

من ناحيته يوضح المهندس الزراعي محمد بدوي، شريك مخيمر في التجربة، أنه تكفل باحتضان التجارب من الناحية الفنية والزراعية، مشيرًا أن لون الطماطم الأسود يتضح جيدًا عند مقارنتها مع الطماطم الحمراء.

ويؤكد بدوي لصحيفة "فلسطين" أن مادة الأنثوسيانين مفيدة جدًّا للإنسان وتحميه بشكل أساسي من الأمراض السرطانية، لافتًا إلى أن هذا الأمر مُرَكّز عليه في أوروبا.

وينبه بدوي أن العمل يجري بمسار علمي وليس تجاريًّا، قائلًا: "إذا قررنا تسويق المنتج، سنبدأ في توزيعه على المحلات المعنية بعد ستة أشهر، بعد تنظيم حملة إعلامية وتعريف المستهلك بالطماطم السوداء وفوائدها الكبيرة".

وتكلفة الطماطم الجديدة ذات العافية الممتازة والتي لم تواجه أي مشكلات زراعية، ربما تكون أعلى قليلًا من الطماطم البلدية، وفق حديث بدوي، الذي يؤكد وجود توجه لديهم بإنتاج صنف خاص من خلال التهجين.

 



 

اخبار ذات صلة