قال المحامي خالد زبارقة إن قرارات الإبعاد الإسرائيلية بحق الفلسطينيين عن المسجد الأقصى تهدف لتفريغه من المصلين، وإفساح المجال للمستوطنين المتطرفين لإقامة طقوسهم وممارسة استفزازاتهم وعربدتهم في باحاته، مؤكدًا أن هذه السياسة التعسفية "باطلة ولا تمت للقانون بصِلة".
وأوضح زبارقة في حديثه لصحيفة "فلسطين" أن "الاحتلال يستخدم الإبعاد سياسة عقاب، في محاولة لخلق أجواء منفّرة داخل المسجد الأقصى، ليرهب من خلالها المواطنين من القدوم لأداء الصلاة داخله".
وسلّمت شرطة الاحتلال، أول من أمس، المحامي زبارقة، قرارًا بالإبعاد عن المسجد الأقصى لمدة أسبوع، قابلًا للتجديد لستة أشهر، بعد استدعائه للتحقيق في مركز القشلة بالبلدة القديمة بالقدس المحتلة.
إفراغ المدينة المقدسة
وأشار زبارقة إلى أن مخابرات الاحتلال اتصلت به للحضور إلى مركز القشلة لجلسة استماع لإبعاده عن المسجد الأقصى، ووجهت له تهمة أن نشاطه في الأقصى يشكّل خطرًا على أمن الاحتلال.
وأضاف "أن الإبعاد هو بسبب مواقفي الدينية والوطنية حول الأحداث في القدس والأقصى، والمنشورات على وسائل التواصل واللقاءات الصحفية"، مؤكدًا أن ارتباطه بالأقصى عقائدي وإيماني، وإن ابتعد جسده عن المسجد المبارك فروحه متعلقة فيه.
ولفت إلى أن سياسة الإبعاد عن الأقصى تنتهجها سلطات الاحتلال منذ استيلائها على ما تبقى من مدينة القدس عام 1967، مؤكدًا أن هدفها ترحيل المقدسيين وإفراغ المدينة المقدسة من سكانها الأصليين وإحداث تغيير ديمغرافي لصالح المستوطنين.
وأكد أن شرطة الاحتلال شكلت أخيرًا وحدة خاصة للمسجد الأقصى مكونة من 200 عنصر، مهمتهم إدارة كل ما في المسجد، ومحاولة استبدال دور الأوقاف الإسلامية الأردنية، وفرض إرادتها.
وبيّن أن شرطة الاحتلال أبعدت ما يقارب من 60 شخصًا عن المسجد الأقصى منذ افتتاحه أمام المصلين نهاية مايو/ أيار الماضي، عقب إغلاقه بسبب جائحة كورونا، ما يؤكد أن الاحتلال يسعى لتفريغ جدّيّ للقدس وفرض واقع جديد على المكان.
وذكر أن شرطة الاحتلال تعمّدت منذ إعادة فتح الأقصى تكثيف عمليات الاعتقال والاستدعاء بحق المقدسيين وأهالي الداخل المحتل، وتسليمهم أوامر بالإبعاد عن الأقصى لمدد تتراوح بين ثلاثة وستة أشهر.
وقال زبارقة: "يريد الاحتلال أن يقيّد حركتنا ودورنا في الأقصى، كمنع وصولنا للأقصى، وتقييد ألسنتنا ودورنا في الكشف عن مخططاته بالمنطقة"، داعيًا الأمة العربية والإسلامية للتحرك والدفاع عن القدس والأقصى.
من جانبه قال المختص بشؤون القدس والمسجد الأقصى جمال عمرو، إن الاحتلال يهدف من وراء سياسات الإبعاد إلى "فرض وقائع جديدة وإفراغ المسجد الأقصى من المصلين وإتاحة الفرصة أمام المستوطنين لارتكاب جرائمهم في المكان".
وأوضح عمرو لصحيفة "فلسطين" أن سلطات الاحتلال تسعى لخلق حالة من الفراغ، وزرع شعور الخوف لدى المقدسيين من التوجه للصلاة بالأقصى، والحد من الزيادة الدائمة في أعداد المصلين والمرابطين.
وطالب السلطة بالتصدي لقرارات الاحتلال، وبتحرك عربي وإسلامي للدفاع عن القدس والأقصى.
إبعاد مقدسية
ميدانياً ، أبعدت قوات الاحتلال الإسرائيلي المرابطة المقدسية آية أبو ناب، مدة 6 أشهر عن المسجد الأقصى المبارك.
وذكرت أبو ناب، في تصريح، أمس، إن أجهزة مخابرات الاحتلال اقتحمت منزل عائلتها فجرًا، وسلمت لها قرار الإبعاد، بعد أن رفضت الاستجابة لطلب الاستدعاء لمركز التحقيق.
واعتقلت قوات الاحتلال، أول أمس، آية من داخل مصلى باب الرحمة مع أربع فتيات وأحد حراس المسجد، وأبعدتهم مدة أسبوع عن الأقصى، قبيل تسليم قرار الإبعاد الجديد لها.
واعتقلت آية أزيد من 14 مرة ووجهت لها تهم مختلفة، كالتكبير في ساحات الأقصى، وعرقلة قوات الاحتلال، والوجود في منطقة باب الرحمة، وتصوير اعتداءات المستوطنين داخل المسجد وتوثيقها.