التقطت الأوساط الإسرائيلية تهديدات حركة حماس من خلال جناحها المسلح وعبر ناطقها العسكري "أبو عبيدة"، والذي ظهر يتلو بيانًا مقتضبًا تشير مفرداته إلى أن حماس ذاهبة لتصعيد الأوضاع في وجه العدو الإسرائيلي باعتبارها الخطوة الإسرائيلية العدوانية المرتقبة وبحسب الناطق العسكري بمثابة إعلان حرب على الشعب الفلسطيني.
وهو ما جلب ردًّا من وزير الحرب الإسرائيلي، زعيم حزب أزرق أبيض (بيني غانتس) وفق ما نقلته القناة 13 العبرية مساء الخميس عن غانتس قوله: أذكر قادة حماس أنهم سيكونون أول من يدفع ثمن أي عدوان، مضيفًا أن الجيش الإسرائيلي هو أقوى جيش في المنطقة، وأن تكلفة أي محاولة لإيذاء الإسرائيليين مؤلمة وقوية.
الأمر لم يتوقف عند وزير الحرب، فوزير الاستخبارات في حكومة الاحتلال إيلي كوهين وعبر إذاعة جيش الاحتلال أراد تسلق سلم المجد إلى جانب غانتس أيضًا لتهديد حماس حيث قال: لن نخاف ولن نتراجع، سنفرض السيادة الإسرائيلية على أرض آبائنا وأجدادنا، مضيفًا: سنفرض السيادة رغمًا عن أنف حماس التي تعرف جيدًا أن الذي سيدفع الثمن مقابل مغامراتها هم الفلسطينيون في غزة.
تهديدات لم تمنع عضو المكتب السياسي لحماس صلاح البردويل من التأكيد بأن الاحتلال الإسرائيلي لن يكون في مأمن بقراره ضم الضفة والأغوار، مبينًا بأن تهديدات كتائب القسام عن تبعات الضم ستترجم واقعًا.
وهذا ما يجعلنا نقف للتأمل في شكل المواجهة القادمة، وفهم مدى قدرة القسام على تنفيذ تهديداته، ويدفعنا للتساؤل هل يمكن أن يبادر الجناح المسلح بالهجمات من قطاع غزة؟ وما جدوى فتح معركة جديدة في ظل الظروف الإنسانية المتدهورة؟
بلا أدنى شك إذا ما استعرضنا حرص الكتائب على حالة الهدوء طوال الفترة الماضية، ومحاولات تفادي أي مواجهة محدودة في السابق باستثناء الجولات الطارئة التي كانت تفرض الرد بشكل موضعي، وذلك لتوفير بيئة ومناخ مناسب لاستئناف فترة الإعداد والتجهيز، والتي كانت بمثابة فرصة لتعمل خلايا القسام في صمت لتطوير جميع القطاعات، وترفع من خلالها مستوى التدريب وتنقل قدراتها الصاروخية والجوية والبحرية إلى مستويات قتالية متقدمة ونوعية.
وهذا ما يجعل العدو الإسرائيلي يشعر بالقلق وينتابه الذعر من التجارب والمناورات التي يجريها القسام، والتي تعكس موضعيًّا جزءًا من القدرات التي تخفيها الكتائب ولم تستطِع عيون الاستخبارات الصهيونية من الوصول إليها، كل ذلك يشير إلى أن العدو يتكهن ويتوقع سيناريوهات مختلفة يمكن أن تقع فيها قواته لكنها ستكون صعبة وغير مسبوقة.
لكن ومع إطلاق تهديدات الكتائب يجب أن تكون النقاط على الحروف فإنه من غير المتوقع أن تكون المعركة في غزة وحدها فالضفة أيضا ستكون ضمن ساحات المواجهة، فالعدوان على كل شعبنا لذلك فشرارة اندلاع المواجهة ربما تبدأ من قلب الضفة بالتزامن مع الخطوة الإسرائيلية، فالمطلوب اشتعال كل الأراضي الفلسطينية انطلاقًا من مواجهة شعبية عارمة تحميها المقاومة وتساندها بقدراتها، فيما يشبه بتفجير انتفاضة عارمة.
وعلى أي حال فإن المقاومة لن تدخر جهدها وتحت كل السيناريوهات في الرد بالمثل على هذا العدوان بما يناسب جسامة هذه الجريمة، فهي معنية بإعادة صياغة المشهد من جديد، ولجم العدو وترسيخ قواعد اشتباك من شأنها معالجة الوضع الإنساني المتدهور في غزة بفرض شروطها تحت النار، ووضع حدٍّ للجرائم الإسرائيلية على أهلنا في الضفة الفلسطينية.
ويمكن القول بأنه وعند اندلاع مواجهة شاملة أو محدودة يقررها مسار المواجهة فإن وزير الحرب ورئيس حكومة العدو وباقي الوزراء وحتى المجتمع الصهيوني برمته سيدركون أن (إسرائيل) باتت غير آمنة، وفقدت وسائل تحصينها، والجحيم سيجتاحها من كل حدب وصوب.