أبدت وسائل إعلام عبرية اهتمامًا واسعًا في تناول خطاب الناطق العسكري باسم كتائب القسام "أبو عبيدة" الذي عدَّ فيه مخططات الاحتلال ضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية المحتلة بمثابة "إعلان حرب".
وتباينت التصريحات الإسرائيلية حول خطاب "أبو عبيدة"، فبينما دعت وسائل إعلام إلى أخذه "على محمل الجد وعدم التهاون أو الاستخفاف"، دعت أخرى "للقضاء على حركة حماس مرة واحدة وإلى الأبد".
وفي خطاب مُسجل أول من أمس، قال "أبو عبيدة": إن "المقاومة تعتبر قرار الضم الإسرائيلي، لأجزاء واسعة من الضفة الغربية، بمثابة إعلان الحرب على الشعب الفلسطيني".
وحذر الناطق باسم القسام في خطابه بمناسبة الذكرى الـ 14 لعملية "الوهم المتبدد" "من أن "المقاومة ستجعل العدو يعضّ أصابع الندم على هذا القرار الآثم بإذن الله".
اندلاع مواجهات
وقال المختص بالشأن الإسرائيلي، محمود مرداوي: إن الإعلام العبري أخذ خطاب القسام، "مأخذ الجد" ونصح قيادته بعدم التهاون والاستخفاف بالتهديد.
وأضاف مرداوي لصحيفة "فلسطين": إن الاحتلال يعتبر خطاب أبو عبيدة، جادًا ويجب أخذه بعين الاعتبار عند تقدير الموقف من ضم الضفة الغربية والأغوار.
وذكر أن المؤسسة العسكرية والأمنية الإسرائيلية تخضع للمستوى السياسي، لكنها تتمنى عدم تنفيذ خطة الضم وتفضل التفرغ لإيران وسلاحها النووي.
الخبير بالشأن الإسرائيلي د. صالح النعامي قال: "إن مراسل الشؤون الفلسطينية في صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أليئور ليفي، دعا صناع القرار في (إسرائيل) لأخذ خطاب القسام على محمل الجد.
وأضاف النعامي لصحيفة "فلسطين": إن رئيس هيئة الأركان افيف كوخافي، حذر أول أمس من امكانية اندلاع مواجهات بسبب ضم أجزاء من الضفة الغربية.
وأكمل: أن تصريحات أبو عبيدة تعطي مصداقية للمعلومات التي تتحدث عن امكانية اندلاع مواجهة مع قطاع غزة، ردًا على الضم.
حسابات إسرائيلية
بينما قال الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم حبيب: إن "تهديد أبو عبيدة باعتبار قرار الضم إعلان حرب يؤكد أننا مقبلون على جولة جديدة من التصعيد، وسنشهد الكثير من التحليلات الإسرائيلية تجاه قرار الضم الذي اتخذته حكومة نتنياهو".
ورأى حبيب، في منشور على "فيس بوك"، أن خطاب أبو عبيدة، أخل الحسابات الإسرائيلية، وقد تؤثر على حكومة بنيامين نتنياهو وبيني غانتس وكذلك القرار السياسي الإسرائيلي.
وفي ذات السياق، عقَّب وزير جيش الاحتلال بيني غانتس، على خطاب أبو عبيدة قائلاً: إنه "ينصح قادة حماس بأن يتذكروا بأنهم أول من سيدفع ثمن أي هجوم"، وفق تعبيره.
في حين دعا الجنرال احتياط "عوز ديان" إلى "المجازفة على المدى القصير للحصول على هدوء للأجيال القادمة"، وذلك في إشارة إلى دعمه توجيه ضربة عسكرية لغزة، كما قال.
وتعتزم حكومة الاحتلال، بدء إجراءات ضم 30% من مساحة الضفة الغربية مطلع شهر تموز/يوليو المقبل.