«بطريقة المستعربين اعتقلوه من مكان عمله دون سابق إنذار».. بتلك الكلمات لخص والد الطالب مجاهد عاشور ما حصل مع نجله على أيدي أجهزة أمن السلطة لحظة اعتقاله والزج به في سجونها.
وقال الوالد علي عاشور، عبر صفحته في «فيسبوك» معلناً اعتقال نجله: «حسبنا الله ونعم الوكيل، عمر الجبل ما يميل»، ليصبح الطالب مجاهد عرضة للاعتقال المتكرر والتعذيب في سجن الجنيد بمدينة نابلس شمال الضفة الغربية.
واقتحمت قوة من جهاز الأمن الوقائي بلباس مدني، مكان عمل مجاهد (24 عامًا) في إحدى محطات الوقود بداية الشهر الجاري، واعتقلته دون أي تهمة أو إنذار سابق، في الثامن من الشهر الجاري
ويدرس «مجاهد» تخصص التاريخ في كلية الآداب بجامعة النجاح الوطنية، بعدما أجبر على تغيير تخصصه من التمريض، بعد اعتقاله من أمن السلطة في أول فصل دراسي جامعي له، قبل (6) سنوات.
وقالت نجود عاشور، والدة الطالب، لصحيفة «فلسطين»: ابني تعرض لتعذيب وضرب همجي أثناء اعتقاله، معبرة عن خوفها من تعرضه لوعكات صحية شديدة، أو خطر يمس حياته.
وعانى «مجاهد» كثيرًا من سياسة الباب الدوار التي تتبعها أجهزة أمن السلطة وقوات الاحتلال، حيث اعتقل مرتين لدى الاحتلال أولها (9) أشهر مع غرامة (6) آلاف شيكل، والثانية (6) شهور وغرامة (10) آلاف شيكل.
في حين اعتقل مرات عديدة لدى أجهزة أمن السلطة، تلخصها والدته بالقول: «اعتقالات مجاهد عند السلطة لا عدد لها، وكل نهاية فصل دراسي لازم يعتقلوه».
وأضافت: «أخشى على حياة ابني من التعذيب الذي يحصل في سجون السلطة، وخائفة أن يتكرر ما حصل لوالده معه، الذي يعاني من نوبات عصبية وتصلب في الدماغ بفعل تعذيبه السابق في سجون السلطة».
وأشارت إلى أن نجلها، يعمل في محطة للوقود لإعالة نفسه وأهله ومتابعة دراسته، وليس عليه ما يجيز اعتقاله المتكرر لدى أمن السلطة، قائلة: «ابني ملتزم في عمله اليومي، ويقوم بعمل نقابي في الجامعة لخدمة الطلاب، وهذا لا يلزم اعتقاله على هذه الخدمة الطلابية».
تفاصيل التحقيق
وعقب الإفراج عنه، من سجون السلطة بعد تسعة أيام من اعتقاله، خاض خلالها إضرابًا مفتوحًا عن الطعام، أوضح عاشور في حديث لصحيفة "فلسطين"، أن مجريات التحقيق معه تلخصت حول عمله الطلابي في جامعة النجاح.
وأفاد عاشور بأن ضباط الأمن الوقائي أخضعوه لتحقيق قاس تعرض خلاله لوضع نفسي صعب، مشيرًا إلى أن الأسئلة دارت حول عمله في خدمة الطلاب ومشاركته الفاعلة في معرض القرطاسية الذي افتتحته الكتلة الإسلامية خلال الفصل الدراسي الماضي لتلبية احتياجات ومستلزمات الطلبة الأكاديمية والنقابية والثقافية.
وأشار إلى أنه أضرب عن الطعام منذ اللحظة الأولى لاختطافه من قبل «مجهولين» وصلوا به إلى مقر جهاز الأمن الوقائي في مدينة نابلس، دون سابق إنذار أو وجود أي مسوغ قانوني.
ودعا الطلاب إدارة جامعته إلى الوقوف مع الطلبة الذين تلاحقهم أجهزة أمن السلطة وإصدار موقف واضح برفض تلك السياسة، مطالبًا كذلك الطلبة بالعمل ميدانيَّا لدعم من يقدمون لهم الخدمة لهم ويضحون بأوقاتهم لأجلهم.