أكد وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، أن الحل السياسي هو الأفضل لليبيا، وأن الجنرال الانقلابي خليفة حفتر مصيره "الهزيمة".
جاء ذلك في كلمة له خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الثقافة والسياحة التركي محمد نوري أرصوي، السبت، في ولاية أنطاليا، على هامش فعالية للتعريف بالخدمات السياحية التركية الآمنة، في ظل عودة الحياة إلى طبيعتها مع تراجع تفشي فيروس كورونا.
وقال الوزير التركي، إن الانقلابي حفتر "لم يصغِ لنداءات التهدئة بل على العكس زاد من عدوانه، لذلك مصيره الهزيمة".
وأضاف: "كان أمام حفتر فرصة للتفاوض لكنه لم يستغلها، لذلك يجب ألا يكون لانقلابي مثله دور في مستقبل ليبيا".
وتابع تشاووش أوغلو قائلا "يجب ألا يكون للانقلابيين دور في إدارة البلاد، والحل السياسي هو الأفضل بالنسبة إلى ليبيا".
واعتبر أن الحكومة الليبية الشرعية باتت تتمتع بقوة أكبر على الأرض في الفترات الأخيرة، لافتا إلى أن تركيا وروسيا أطلقتا مبادرات مؤخرا لوقف إطلاق النار والتفاوض.
وأشار تشاووش أوغلو إلى أن تركيا تواجدت في كافة الاجتماعات التحضيرية لمؤتمر برلين، ولعبت دورا كبيرا بهذا الشأن.
وأضاف "في ليبيا حكومة شرعية من جهة، وجنرال انقلابي في الجهة المقابلة، بعضهم يتحدث عن تقسيم ليبيا، لكننا عارضنا ذلك، كما تتواجد بعض الأطراف في ليبيا بهدف السيطرة على موارد الطاقة، الأمر الذي عارضناه أيضا".
وأردف "إننا نؤيد استخدام الثروات الليبية لمصلحة الشعب الليبي، ويجب علينا في المرحلة المقبلة مواصلة مساعينا في هذا الشأن سواء بشكل ثنائي أو ثلاثي مع كل من روسيا، والولايات المتحدة، والأهم من ذلك كله، مواصلة المساعي تحت مظلة الأمم المتحدة".
وأفاد الوزير التركي، أن الهدف الرئيسي من زيارتهم الأخيرة إلى ليبيا، تجديد دعم أنقرة لمساعي السلام ووقف إطلاق النار، والتباحث بشأن المرحلة المقبلة.
وأوضح أن إحلال السلام في ليبيا يحمل أهمية مصيرية لدول الجوار أيضا مثل تونس، والجزائر، وتشاد، والسودان، ومصر.
وقال إنه "لا يمكن التغاضي عن أهمية السلام في ليبيا بالنسبة إلى مصر بسبب تردي علاقاتنا معها، إن موقف مصر وبعض الدول كان مخطأ في ليبيا، وأرجو أن تعود هذه الدول عن خطأها ونساهم سويًا في نهضة ليبيا مجددا".
وفيما يخص التوتر في شرق البحر المتوسط، بيّن تشاووش أوغلو أن أي اتفاقية أو خطوة في هذه المنطقة بمعزل عن تركيا تعتبر "باطلة".
وأضاف: "لم نتمكن من إفهام هذا الأمر للأطراف الأخرى بشكل شفهي، لكننا نجحنا في ذلك بالطرق العملية، من خلال سفننا الخاصة بالتنقيب عن مصادر الطاقة، والاتفاقيات التي عقدناها".
وأكد استعداد تركيا للحوار مع كافة الأطراف بخصوص شرق المتوسط، بما فيها اليونان.
وحول مكافحة منظمة "بي كا كا" الإرهابية، قال تشاووش أوغلو إن عناصر المنظمة توجهوا إلى منطقة السليمانية شمالي العراق، وبدأوا فرض السيطرة على مئات الأماكن فيها.
واستطرد أن "بي كا كا، بدأت الضغط على الأحزاب في المنطقة أيضا، ما يشكل تهديدا على تركيا، لذلك أطلقنا عملية المخلب، والتي ستستمر على مراحل لغاية تطهير المنطقة من الإرهاب".
وأفاد بأن العراق يواجه عددا من المشاكل، وأن أنقرة قدمت دعما كبيرا لبغداد بعد سيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي على عدد من مناطق البلاد، مؤكدا دعم تركيا وحدة العراق وسيادته.
وقال: "علاقاتنا مع إخوتنا التركمان في العراق جيدة جدا، وندعم استفادتهم من حقوقهم الدستورية، كما أننا تعهدنا بدفع قرض بقيمة 5 مليارات دولار لإعادة إعمار العراق، على أن يتم استخدامها في تنفيذ مشاريع مهمة، مثل إنشاء طريق دولي وسكك حديدية من الشمال إلى مدينة البصرة، وإعادة فتح المعابر الحدودية".
وردا على إدراج بعض الدول لتركيا ضمن الوجهات الخطيرة من حيث تفشي كورونا، أعرب تشاووش أوغلو عن خيبة أمله جراء الأمر.
وأوضح أن تركيا واجهت الفيروس بفعالية بفضل نظامها الصحي المتطور، وأكد أن القطاع السياحي بات مستعدا لاستقبال السياح الأجانب، مشددا على ثقة بلاده بهذين القطاعين.