قائمة الموقع

جرائم القتل في أراضي 48.. سياسة إشغال تضرب نسيج المجتمع

2020-06-20T10:23:00+03:00
صورة أرشيفية

تشهد المدن الفلسطينية في الداخل المحتل، ارتفاعاً بمعدل الجرائم وسط غياب واضح ومتعمد من سلطات الاحتلال لوقفها وبذل الجهود للقبض على الجناة، بشكل يؤشر إلى سياسات عنصرية ممتدة على مدار سنوات طويلة.

فخلال الـ 24 ساعة الماضية، شهدت ثلاث مدن في أراضي 48 المحتلة وهي: (جت المثلث، يافا، كفر ياسيف) عدة جرائم ما بين إطلاق نار وطعن راح ضحيتها ثلاثة مواطنين، ليرتفع عدد الضحايا إلى (38) قتيلاً منذ مطلع العام الجاري.

وتُضاف هذه الجرائم إلى سياسات إسرائيلية أخرى يعاني منها فلسطينيو 48، نتيجة تخلي شرطة الاحتلال عن دورها، ومحاولة إشغالهم عن القضايا السياسية بتركيز اهتمامهم على الأمن الشخصي.

ويعاني أهالي النقب من مخططات التهجير، والاعتداءات المستمرة، والهدم، فخلال السنوات الأخيرة هدمت وحدة "يؤآف" المسؤولة عن هدم البيوت في النقب، قرية العراقيب (176) مرة.

وفي هذا السياق أوضح رئيس لجنة الإعلام في لجنة المتابعة العليا في الداخل المحتل رجا زعاترة، أن قضية العنف والجريمة في أراضي 48 تأججت في السنوات الأخيرة بسبب فوضى السلاح الذي مصدره جيش الاحتلال.

وشدد زعاترة في حديث لـ"فلسطين"، على أن "شرطة الاحتلال تنتهج سياسة إدارة الظهر والإهمال لجرائم العنف الموجودة في المدن العربية، دون ملاحقة المجرمين، خلافاً للمدن الإسرائيلية التي سرعان ما تُلقي فيها القبض على المجرمين".

وأوضح أن الاحتلال ينتهج هذه السياسة لإشغال المجتمع العربي عن قضاياه الكبرى مثل: الهدم ومخططات التنظيم والبناء وباقي القضايا الاجتماعية، منوهاً إلى أن أكثر من (60%) من سكان المدن العربية أصبحوا تحت خط الفقر.

وبيّن زعاترة أن المجتمع العربي يسعى للتطور لكنه يواجه عوائق اقتصادية تتمثل بعدم وجود أراضٍ لإقامة المنشآت الاقتصادية، إضافة إلى ارتفاع مشكلة البطالة، وتدني مستوى المعيشة.

وقال: "إذا كانت حكومة الاحتلال تحرض باستمرار على المواطنين العرب وتعتبرهم طابوراً خامساً وتنزع الشرعية عنهم، فلا غرابة أن تنظر شرطتها إلى المجتمع كمواطنين لا يستحقون الخدمات".

ورأى زعاترة أنه يجب على فلسطينيي 48 "إيجاد خطة لمحاربة العنف، وجمع السلاح غير القانوني، من أجل بقاء المجتمع نظيفاً بلا فوضى قاتلة".

ثوب جديد

بدوره، قال عضو اللجنة المركزية لحركة أبناء البلد بالداخل المحتل أحمد خليفة، إن ما يجري في المدن العربية بالداخل، هو استمرار لسياسات إسرائيلية كلاسيكية بثوب جديد، تسعى لتفكيك المجتمع الفلسطيني، وتحويل التعامل معها بشكل فردي على قاعدة المواطنة.

ورأى خليفة في حديث لـ"فلسطين"، أن إهمال سلطات الاحتلال لجرائم العنف في المدن العربية يهدف لإشغال الفلسطينيين عن مواجهة مشاريع التهويد والمصادرة والضم، والسعي للحفاظ على الأمن الشخصي.

وطالب خليفة بضرورة بناء أجسام بديلة مستقلة كرد أولي، لتضع استراتيجيات للمواجهة مع المشكلات المجتمعية وعدم ترك الأمور مشاعاً للقضاة الاسرائيليين، وصولا لتصفية المجتمع المدني.

وقُتل في العام الماضي (93) مواطنًا من فلسطينيي 48 بينهم (11) امرأة، بينما سجل (76) حالة قتل في عام 2018 بينهم (14) امرأة، بزيادة أربع حالات عن عام 2017.

اخبار ذات صلة