فلسطين أون لاين

​تأملات صحفية

...
الصحفية أمل حبيب أثناء إجرائها لإحدى لقاءاتها الصحفية "يساراً"(أرشيف)
بقلم / أمل حبيب

عملي في الصحافة زادني من حالة التأمل التي أعيش.. تجاعيد العينين تستهويني.. أحاول فك شيفرات النظرات وحتى الدمعات بت أجيد تصنيفها..

لم أشعر بحالة ملحة لدي لأكون أول من يصل.. فلقد علمني والدي بأن بداخلي إنسانًا وسيبقى..

الميدان مكاني.. وباعة النعناع والترمس والفجل هم عالمي.. وقلمي وطني ووطني يتخطى الحدود ..

حكايات هنا وهناك.. تدهشني قطة مع صغارها.. قد اقترب لاكتشاف عالم أجمل بينهم.. وربما تترك لي أمهم ندبة على كف يدي لأنني حاولت احتضان صغيرتها..

صوت الفرح في بيت جيراننا قد يصلني على هيئة نوتات حزن يعزفها قلب والد العروس.. أدقق النظر فيه وحده.. يعنيني كثيرًا.. فقلبه قد ينخلع من مكانه حين يسلمها لعريسها..

في بيت العزاء.. ملامح كثيرة.. ووجع أكبر.. وربما حياة جديدة تبدأ لأحد الباكين بينهم دون أن يشعر..

أبحث عن دفء الحب بين كبار السن.. يبهجني لون شعره الأبيض.. أود لو ألمسه.. قطني الملمس أظنه كذلك.. أعود لتأمل ممازحته لها وحتى وهي على سرير الموت يحكم قبضته على يديها المرتعشتين.. يرتعش قلبي وأنا أنشغل بهما كيف الغياب؟ وكيف الحياة دون كتف عريضة يستند عليها؟!

أدركت أن نصف الحكايا هنا بإمكانك تلخيصها من العيون أو طريقة المشية أو حتى نبرة الصوت أو إيماءات الوجه..

ماذا عن عالمي الآخر في صالون السيارات وأنا الضيفة الدائمة هناك.. لست متمكنة من العمليات الحسابية إلا أنني أكاد أجزم أن ربع عمري ينقضي هناك في سيارات الأجرة .. أنات وحكايا جديدة وأسلوب وطباع مختلفة.. طريقة نفث السيجارة.. المصحف المغبر فوق مقود السيارة.. استلام السائق لأجرته.. مبالغاتنا في ندب الحظ والحال.. تفاصيل أقرؤها يوميًا .. وصداع لا مفر منه .. وقد أختمها بضحكات أختلسها مع نفسي دون أن تفضحني مرآة السائق العوجاء..

حكايات تطفو على الوجوه وأخرى يخبؤها القلب ولا زلت أتأمل وأتأمل وسأبقى كذلك ..

لمن وصل إلى هنا .. أشكرك لقراءة النص كاملا وأعدك أنني سأهديك مذكراتي يوما في كتاب.