ظهرت الاخطبوطات في المناطق الصخرية في بحر غزة هذا العام بشكل لم يعهده أحد من قبل، كما يقول أحد الصيادين.
واستطاع الصياد رامي مقداد (34 عامًا) من سكان معسكر الشمالي غرب مدينة غزة، صيد كميات كبيرة تقدر بعشرات الكيلو جرام خلال أيام قليلة.
وقال: إنه اصطاد خلال ساعات قليلة قرابة 40 كيلو منها عند الجهة الجنوبية من ميناء الصيادين الوحيد في القطاع السحالي المطل على البحر الأبيض المتوسط بطول 40 كيلو مترًا، امتدادًا من شمال قطاع غزة حتى الحدود مع جمهورية مصر العربية، جنوبًا.
ويتبع الصياد مقداد أسلوب الغوص الحر لممارسة الصيد في بحر غزة، مستخدمًا معدات بسيطة لصيد الاخطبوط؛ ذلك الحيوان البحري ذو الأذرع الثمانية الطويلة والتي تتخذ هيئة مليئة باللواصق الماصة.
ويصنف الاخطبوط ضمن مجموعة الرخويات التي تضم أيضًا الحبار والحلزون والمحّار وغير ذلك من الكائنات.
ويقول مقداد: إنه يستخدم مشك معدني للإمساك بالأخطبوط الذي إن لاحظ أي حركة غريبة تحت الماء، يلجأ للاختباء بين شقوق الصخور، ما يصعب عملية صيده.
وأضاف أنه بهذه الطريقة استطاع صيد قرابة 80 كيلو جرام من الاخطبوط، خلال أسبوع واحد.
ويعتقد مقداد، أن ما سببته جائحة فيروس "كورونا- كوفيد 19"، في العالم، انعكس ايجابًا على الثروة السمكية في دول حوض الأبيض المتوسط، اثر حالة الحجر التي فرضها الفيروس الذي ظهر في الصين وانتقل إلى العالم.
وذكر أنه اصطاد اخطبوطات يتراوح وزنها بين 3-7 كيلو جرام، في حين أن صيادين آخرين تمكنوا من صيدها بوزن يصل إلى 10 كيلو جرام، لكن على اعماق كبيرة تفوق العشرة أمتار.
ويتراوح سعر الكيلو الواحد منها في أسواق غزة بين 7-10 شواقل، ويحظى باهتمام فئة من المستهلكين نظرًا لما يحتويه من فوائد كبيرة وفق دراسات نشرت في صحف ومجلات دولية.
وربط مدير عام الثروة السمكية في وزارة الزراعة بغزة عادل عطالله، صيد كميات كبيرة من الاخطبوط، بحرص الصيادين على صيده بعد أن أصبح مستهلكون يطلبونه.
وقال عطالله لصحيفة "فلسطين"، إن الصيادين كانوا سابقًا يقدمونه مجانًا لزبائنهم أو أصدقائهم، لكن بعدما أصبح يطلب في الأسواق في السنوات الأخيرة صار الصيادون يصيدونه بكثرة بعد أن كان مهملاً لسنين طويلة، وما ما أدى إلى تكاثره في المناطق الصخرية بغزة.
وأكد مسؤول لجان الصيادين في اتحاد لجان العمل الزراعي زكريا بكر، أن الاخطبوط من الكائنات البحرية المستوطنة في المناطق الصخرية التي تنمو وتكبر فيها الأسماك، مشيرًا إلى عدم وجود أي علاقة بين كثرتها بغزة هذا الموسم وانتشار كورونا حول العالم، وما نتج عنها من حظر عالمي.