أكد محمد العدلوني، رئيس الحملة الدولية لمناهضة ضم الضفة الغربية "الضفة ضفتنا"، أنَّ الحملة تأتي استجابة للتحدّي الخطير الذي أعلنت سلطات الاحتلال الإسرائيلي مؤخرًا بضم الضفة الغربية وغور الأردن.
وبين الأمين العام للائتلاف العالمي لنصرة القدس وفلسطين، أن المخطط الإسرائيلي يهدف إلى طرد الفلسطينيين، ومصادرة الأراضي، وبناء المستوطنات عليها، وإسكان الإسرائيليين فيها، وخلق وجود ديمغرافي (جغرافي وسكاني) يؤثر بشكل مباشر وغير مباشر على الوجود الفلسطيني الحالي والمستقبلي.
وقال لصحيفة "فلسطين": إن "ضم أراضي الضفة الفلسطينية وأغوار الأردن، يعني إنهاء مشروع الدولة، الذي تقوده السلطة الفلسطينية، إذ لا يوجد أي أمل لقيام أي كيان فلسطيني في أراضي الضفة الغربية، ما يعني إنهاء الوجود الفلسطيني على الأراضي الفلسطينية".
وبين أن حملة "الضفة ضفتنا" تهدف إلى إيجاد رأي عام أردني وعربي وإسلامي ودولي رافض للضم، ودعم حق الشعب الفلسطيني بكل قواه في رفض المخطط الإسرائيلي وكل ما يؤدي إليه، بالإضافة إلى إيجاد مناخ سياسي وإعلامي داعم لأي جهة فلسطينية وعربية وإسلامية رافضة للضم، والتكامل مع الدور الأساسي للشعب الفلسطيني.
وأضاف: "جاءت الحملة في هذا التوقيت لأن الضفة الغربية تتعرض تاريخيًّا، واليوم، لمخطط إسرائيلي مدعوم أمريكيَّا لضمها لدولة الاحتلال، كنتيجة مباشرة لصفقة القرن المشؤومة، وهذا التحدّي يجب أن يدفعنا إلى مقاومة هذا المخطط ورفضه بكل السبل الممكنة".
وأشار العدلوني إلى أنها يجب أن تأخذ طابعا دوليا بمشاركة أبناء الأمتين العربية والإسلامية، وشخصيات، وقوى، وأحزاب، وبرلمانات، ونقابات، وحراكات شعبية، ووسائل إعلامية عديدة.
اعتبارات وثوابت
وشدد على أن الحملة تؤكد على عدة اعتبارات وثوابت أهمها: أن الضفة الغربية جزء أساسي من فلسطين، ومن منظومة (الأرض، الإنسان، القضية، الهوية)، وهي السياج والحاضنة والعمق الاستراتيجي لمدينة القدس والأقصى المبارك، وصاحبة دور كبير في الصمود ومقاومة الاحتلال والإرهاب الإسرائيلي.
وتحدث أن للضفة مكانة كبيرة في مشروع المقاومة، حيث قدمت الكثير من التضحيات، و"مخطط ضمّ الضفة الغربية هدف أساسي استراتيجي ومصلحة خالصة للحكومة الإسرائيلية، كما أن ذلك سيُلحق بالفلسطينيين وقضيتهم خسائر سياسية واستراتيجية كبيرة"، مشدداً على أنه لا يمكن لأي جهة (شخصية أو منظمة أو سلطة أو حكومة) تقرير مصير الضفة الغربية.
وحول مدة حملة (الضفة ضفتنا)، بين العدلوني، أنها شهر كامل سيشهد فعاليات متنوعة، ومجدولة زمنيَّا على مراحل.
وذكر أن الفعاليات ستشمل عقد ملتقيين أحدهما للائتلاف المغاربي، والآخر لعلماء الهند، للتعبير عن رفضهم لمخطط الضمّ وتضامنهم مع الشعب الفلسطيني، وسيترافق ذلك مع حراك شعبي ميداني.
وأفاد بأن الحملة أطلقت حملة تغريد عالمية واسعة لمناهضة المخطط الإسرائيلي التهويدي، بالإضافة إلى عقد ندوة شبابية عامة تحت عنوان: ماذا يعني ضم الضفة الغربية؟.. المخاطر والتداعيات، وذلك لاستنهاض دور الشباب في المواجهة.
كما ستعقد الحملة ندوة نقابية بعنوان: مشروع ضم الضفة وغور الأردن.. دور النقابات المهنية وجماهيرها في مواجهة المخطط الإسرائيلي، وفقًا للعدلوني، الذي أشار إلى عقد الملتقى الإلكتروني لائتلاف المرأة العالمي ندوة في هذا السياق، وذلك بتنظيم (4) ملتقيات إقليمية، ونشر وتوزيع مواد إعلامية خاصة بالحملة.
وحول المطلوب لإنجاح الحملة، أوضح رئيس حملة "الضفة ضفتنا" أن ذلك يتوقف على حشد جميع طاقات شعوب الأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم للقيام بمجموعة من النشاطات والفعاليات المعبّرة عن رفض مخطط الضمّ.
وأشار إلى أنه يتبق للسلطة أي قوة أو هامش للمناورة، نتيجة استخدامها لأدوات وسياسات عفا عليها الزمن.