فلسطين أون لاين

​بمشاركة الأجهزة الأمنية والفصائل والمواطنين

وضع استراتيجية ثابتة كفيل بالتصدي لـ"العملاء"

...
غزة - يحيى اليعقوبي

رأى خبيران أمنيان، أن وضع استراتيجية ثابتة بمشاركة كافة الأجهزة الأمنية والوزارات والفصائل الفلسطينية وأبناء شعبنا الفلسطيني كفيل بالتصدي لظاهرة العملاء التي تفتك بالجبهة الداخلية للمقاومة.

وأكد الخبيران في حديثهما مع صحيفة "فلسطين"، دور الحملات الأمنية التي تنفذها وزارة الداخلية ضد العملاء بغزة في تقليم أظافر الاحتلال الإسرائيلي داخل المجتمع الفلسطيني وتحجيم الخطر والويلات التي يجلبونها لشعبنا.

وكانت الأجهزة الأمنية في قطاع غزة بدأت مؤخراً حملة أمنية وصفت بالكبيرة في إطار تشديد ملاحقة عملاء الاحتلال في القطاع.

ويأتي هذا القرار في أعقاب عملية اغتيال القيادي في كتائب القسام مازن فقها على يد مسلحين مجهولين في 24 مارس الماضي، حيث اتهمت حركة حماس الاحتلال الإسرائيلي بالوقوف خلف هذه الجريمة، فيما توعد جناحها العسكري كتائب القسام بالرد عليها.

5 آثار

وثمة خمسة آثار وأبعاد للحملة الأمنية ضد العملاء يتحدث عنها الخبير في الشأن الأمني محمد أبو هربيد، الأول: "تثبيت الأمن وملاحقة أذرع مخابرات الاحتلال في قطاع غزة".

وقال أبو هربيد لصحيفة "فلسطين": "إن الأثر الآخر للحملة الأمنية ينعكس على الشعب الفلسطيني ويدلل على أن المقاومة بخير"، مشيراً إلى أن جريمة اغتيال القيادي في كتائب القسام مازن فقها أزعجت الجميع باستهداف المقاومة.

أما أثرها الثالث وهو متعلق بسمعة الأجهزة الأمنية بغزة، وفقاً للخبير الأمني، أن الحملة تؤكد قدرة الأجهزة على ملاحقة العملاء وتثبيت الأمن، مضيفاً: "أن للحملة أثرا رابعا على العملاء الذين جنوا على أنفسهم في عملية اغتيال فقها، وأن الحملة ستمثل ضربة قوية لمخابرات الاحتلال التي بذلت جهدا كبيرا لسنوات عديدة حتى تمكنت من تجنيد بعض العملاء".

وأكمل فيما يتعلق بالبعد الخامس، أن الشعب الفلسطيني يظهر سمعته الحسنة أمام الأمتين العربية والإسلامية بأنه يستطيع ملاحقة الاحتلال وعملائه.

وأشار أبو هربيد إلى أن الجهات الأمنية تستطيع أيضًا استخلاص العبر والعظات سواء من المخرجات التي حصلت عليها بالتحقيق في اغتيال فقها، أو من خلال ملاحقة العملاء، سيستفاد منها في أوقات لاحقة تساعد في تطوير العمل الأمني في قطاع غزة.

وذكر الخبير الأمني، أن المقاومة والأجهزة الأمنية بإمكاناتها القليلة تواجه أعتى آلة استخبارية بالعالم، مبينًا أن الأجهزة الأمنية حققت إنجازات كبيرة مقارنة بالإمكانات الموجودة لديها.

مرحلة جديدة

الخبير في شؤون الأمن القومي الدكتور إبراهيم حبيب، أكد أهمية الاستمرار في هذه المواجهة وتقليم أظافر الاحتلال من خلال العمليات الاستخبارية التي تقوم بها الأجهزة الأمنية بغزة في ملاحقة العملاء والمتخابرين مع الاحتلال.

وقال حبيب في حديث لصحيفة "فلسطين": "إن هذه الحملات الأمنية تؤتي أكلها وإن كان بعد أمد بعيد؛ قد لا يشعر به المواطن في اللحظة الآنية، لكن على المستوى البعيد تضرب تلك الأجهزة خلايا وشبكات للاحتلال".

وأشار إلى الأثر النفسي الذي تتركه الحملة الأمنية، والذي قد يشكل رادعاً لكل من تسول له نفسه أو يفكر في التعامل مع الاحتلال، مشيراً إلى ضرورة استمرار هذه الحملات ضد العملاء وأن يبقى كل من يشتبه بهم تحت الملاحظة، وأن يأخذ كل متعاون مع الاحتلال المقتضى القانوني الأشد.

وأكد حبيب أن الحملات الأمنية ضد العملاء يجب ألا تبقى مقتصرة على وزارة الداخلية بل يجب أن تشارك بها كافة الفصائل الفلسطينية والوزارات المختلفة، وأن تكون مصحوبة بحملة توعوية واسعة تشمل كافة شرائح المجتمع الفلسطيني، بمن فيهم طلبة المدارس.