مع اشتداد الحملة الاستيطانية الإسرائيلية بتطبيقها قرارات ضم الضفة الغربية، وتضاعف قرارات الإبعاد بحق المرابطين والمرابطات ورموز القدس المحتلة، دشنت هيئات فلسطينية وعربية دولية، حملات إعلامية لمواجهة تلك السياسة الإسرائيلية.
تلك الحملات التي ذاع صداها في مواقع التواصل الاجتماعي، انطلقت تحت عنوانين: الأول "الضفة ضفتنا" دشنها الائتلاف العالمي لنصرة القدس وفلسطين، كحملة دولية عالمية لمناهضة ضم الضفة الغربية، والثانية، أطلقها ملتقى القدس أمانتي الدولي، ضمن حملته العالمية، يوم القدس العالمي الإلكتروني.
وشارك في إطلاق تلك الحملات شخصيات عربية وإسلامية وممثلو أحزاب وهيئات ومنظمات غير حكومية وأهلية، شددت خلال كلمات لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي على أهمية نصرة القدس والذود عن أهالي الضفة في مواجهة قرارات الضم.
وشهدت تلك الحملات تفاعلاً عبر المواقع الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي، بالتغريد عبر وسوم عناوين الحملة، ونشر مواد مرئية وتصاميم وتغريدات تؤكد على رفض الضم، وضرورة نصرة القدس ودعم سكانها.
وحول جدوى هذه الحملات، أكد الإعلامي علاء الريماوي، أهمية تلك الحملات في مناصرة القضية الفلسطينية، بأبعادها الثقافية والإنسانية والعقائدية.
وشدد الريماوي في حديث لصحيفة "فلسطين"، على أهمية الالتفاف وإبقاء حالة الوعي التي يعمد الاحتلال الإسرائيلي وأذرعه لإبقائها وتجهيل الأمة من خلال حملات التطبيع الخليجي التي قادها الاحتلال مع ما يدعي أنهم مثقفون يمثلون تلك الدول.
وأشار إلى أن حملات التضامن مع الشعب الفلسطيني شهدت تراجعاً ملحوظا في الآونة الأخيرة، بسبب الأوضاع العربية الراهنة، ما أثر سلباً على الواقع الحالي للفلسطينيين.
وقال الريماوي: "هذه الحملات تؤكد أن الأمة لا زالت في وعي الناس، ولا زالت هناك مساحة عربية وفية للشعب الفلسطيني، وأنها لم تنتكس كما انتكست الأنظمة".
وشدد على أهمية أن تعيد هذه الحملات الاعتبار إلى أبعاد التضامن المختلفة مع القضية ممثلة بالدعم المالي والميداني الحقيقي لنصرة المقدسيين في ظل حالة التهويد المتتالية في القدس المحتلة، ودعم صمودهم وإسنادهم.
ودعا الريماوي إلى ضرورة أخذ الفائدة الحقيقية من تلك الحملات، بتحشيد الطاقات العربية والإسلامية إلى جانب تحصيل الدعم المعنوي الحضاري.
وشدد على أن هذه الحملات ترسم حالة الجسد الواحد الذي تتمثل به شعوب الأمة العربية والإسلامية من خلال الحديث عن الوجع والجراحات التي تنكأ أجسادها، إلا أنها لا زالت واعية بأهمية القضية الفلسطينية وخطورة الاحتلال على الأمة.
وخلال المؤتمر الصحفي الإلكتروني لإطلاق حملة "الضفة ضفتنا"، عبر منصة زوم، أكد رئيس المنتدى الإسلامي للفكر والحضارة محمد سعيد باه، أن "قرارات (الضم) التي تحاك في جُنح الليل, لن تنال من عزيمتنا ودعمنا للمقاومة حتى تحرير كل شبر من فلسطين".
وقال الشيخ العالم الهندي سليمان الندوي باسم مسلمي الهند، إن "الضفة الغربية هي ظهر فلسطين ولن نسمح أن يُكسر ظهرها على يد الصهاينة ومن يدعمهم من الدول الاستعمارية"، مؤكداً أن المسلمين في الهند سيبذلون أنفسهم وأموالهم من أجل فلسطين قضية الأمة.
وفي السياق ذاته، أكد رئيس مؤسسة الإغاثة الإنسانية التركية "اي اتش اتش" بولند يلدرم، أن "تركيا قيادة وشعبا ترفض هذا المشروع وهي تمضي على خطى السلطان عبد الحميد الرافض للتفريط في أي شبر من فلسطين".
وأضاف في كلمة خلال المؤتمر، أن أحزاب تركيا جميعها تتنافس على دعم فلسطين، وأن (إسرائيل) لا تحظى بأي تأييد تركي من أي جهة كانت.
وفي كلمة للأمين العام للائتلاف المغاربي لنصرة القدس وفلسطين، عبد الحميد بن سالم، أكد "موقف الجزائر التي تَعتبر فلسطين جزءًا منها ولن تتخلى عن شبر من أرضها, ففلسطين قضية أمة وإنسانية".
ومن إندونيسيا شارك رئيس الاتحاد الإندونيسي لدعم الشعب الفلسطيني الشيخ بختيار ناصر، قائلاً: "إن الدستور الإندونيسي يرفض الاحتلال ويدعم الاستقلال لجميع الدول وعلى رأسها فلسطين".
فيما أكدت الأمينة-العامة لائتلاف المرأة العالمي لنصرة القدس وفلسطين في ماليزيا، فوزية حسن، أن الاستيلاء على أراضي الضفة عبر هذه المشاريع "هو عمل إجرامي تقوم به دولة الاحتلال بشكل منافٍ للقوانين والأعراف الدولية".
ودعت للتفاعل الدولي لدعم الشعب الفلسطيني في مقاومته، مستنكرةً الهرولة الرسمية نحو التطبيع.
واختتمت الحملة الدولية، بتلاوة وزير الإعلام المصري الاسبق صلاح عبد المقصود، للبيان الختامي، والذي وقع عليه عشرات المؤسسات والجمعيات والائتلافات.
وأكد البيان، على ضرورة الدّعْوة للمُشاركة الفاعلة في الحمْلة الدَّوْليّة لمُناهضة ضمّ (الضِّفّة الغربيّة) تحْت شعار (الضِّفّة ضِّفّتُنا)، التي سيُطْلقُها الائْتلاف العالميّ.
وفي سياق متصل، أطلق ملتقى القدس أمانتي الدولي، حملة للقدس ننتصر، ضمن فعاليات يوم القدس العالمي الإلكتروني، بمشاركة شخصيات عربية وإسلامية، في لقاءات مفتوحة عبر موجة إذاعية ومرئية عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وأكد عامر وهاب، في كلمته التي تابعتها صحيفة فلسطين، على ضرورة شد الرحال إلى المسجد الأقصى، ودعم المقدسيين معنوياً ومادياً لتعزيز صمودهم.
وقال وهاب: القدس مهجة القلوب، وهي عاصمة فلسطين التي ستبقى المشروع النهضوي للأمة، وتحمل علامات تحريرها.