قائمة الموقع

إجراءات الجامعات بغزة تثير استياء الطلبة.. ومطالبات بدعمهم

2020-06-07T15:46:00+03:00

يعيش طلبة الجامعات وعائلاتهم في قطاع غزة ظروفًا استثنائية صعبة للغاية، جعلت الغالبية العظمى منهم غير قادرين على تسديد الرسوم المستحقة للجامعات، بينما تتخذ الأخيرة إجراءات عدَّها طلبة تحدثت إليهم "فلسطين"، أنها في غاية القسوة خاصة مع تردي أحوالهم المالية.

ويثير ذلك حالة من الاستياء الشديد بين طلبة الجامعات، وترك تداعيات سلبية كبيرة على العديد منهم، حتى أن بعضهم أجبرته الظروف على ترك الدراسة بعد أن قطع شوطًا طويلاً لأكثر من عامين كاملين من الانتظام في الدراسة الجامعية لعدم المقدرة على تسديد الرسوم.

وحسبما أخبر طلبة جامعيون صحيفة "فلسطين"، لجأت جامعات في غزة إلى حجب الدرجات النهائية للمواد الدراسية في ختام الفصل الدراسي، وأخرى قررت تحويل الطلبة غير المسددين للرسوم الجامعية كاملة إلى نظام "غير مكتمل"، بينما وصل الأمر بإحدى الجامعات إلى حرمان الطلبة من دخول قاعات الامتحانات.

وهذا ما يوضحه (م. أ) الطالب في تخصص هندسة المعدات الطبية في جامعة الأزهر، والذي أشار إلى عدم قدرته على تسديد الرسوم في كل فصل بالموعد المحدد.

وأضاف لـ"فلسطين"، أنه مجبر على دفع مبلغ يتراوح بين (500-600) دينار أردني في كل فصل من أصل (10) فصول من المقرر اتمامها لإكمال الخطة الدراسية وعدد الساعات المقررة لتخرج من تخصص هندسة المعدات الطبية.

لكنه نبَّه إلى أن العديد من الطلبة الذين ليس بمقدرتهم تسديد هذا المبلغ مرتين في السنة الدراسية الواحدة، تعرضوا لإجراءات قاسية وأجبرهم ذلك على البحث عن طرق أخرى لإكمال ما عليهم من مستحقات مالية للجامعة، سواء أكان بقروض جامعية أو اعفاءات ومنح، أو مساعدات مالية.

وفي أحيان كثيرة لا يعثر هؤلاء الطلبة على أي وسيلة لإكمال ما عليهم من مستحقات مالية، كما قال (م. أ).

وتسبب الحصار المفروض على غزة بارتفاع نسبة البطالة إلى أرقام لم تعهدها من قبل؛ حتى أنها وصلت بين شريحة الشباب وحدهم إلى (70%)، وفق بيانات أوردتها اللجنة الشعبية لرفع الحصار عن غزة.

أما (س. أ) الطالبة في كلية الهندسة بجامعة فلسطين، والتي حصلت على منحة دراسية كاملة بعد تفوقها في الثانوية العامة، فأشارت إلى صعوبة الظروف التي تعاني منها الطالبات إثر تردي ظروف ذويهن المادية.

وقالت لـ"فلسطين"، إن الجامعات لا تقدر صعوبة الأوضاع المادية للمواطنين، موضحة أن الجامعة قررت أخيرًا تحويل الطلبة غير المستوفين للرسوم الدراسية إلى نظام "غير مكتمل"، وعدم مساواتهم في الإجراءات الإدارية بالطلبة المسددين للرسوم.

خطوات تعسفية

من جهته، قال منسق الحملة الوطنية لتخفيض الرسوم الجامعية إبراهيم الغندور، إن إجراءات الجامعات بحق الطلبة غير المسددين للرسوم "تعسفية"، والأصل أن تسهل عملية تسجيل الطلبة وتسمح بدخولهم لقاعات الاختبارات، وعدم حرمانهم من التسجيل للدراسة في ظل الأوضاع الصعبة التي يمر بها قطاع غزة عمومًا.

وأضاف الغندور لـ"فلسطين"، أن الجامعات مطالبة بمراعاة ظروف طلبتها وتخفيض الرسوم الجامعية، تزامنًا مع تبني نهج تعليمي يراعي الظروف الصعبة، ويحول دون منع أي طالب من حقه في استكمال الدراسة الجامعية.

واقترح تخفيض نسبة الرسوم، وتقسيطها على الطالب، خاصة أن نسبة كبيرة منهم ليس بمقدور ذويهم تسديد ما تراكم على أبنائهم من رسوم، خاصة مع الإجراءات الاحترازية التي شهدتها البلاد على إثر جائحة فيروس "كورونا"، وتعطل أعمال العديد من أصحاب المهن تزامنًا مع تردي الاقتصاد في القطاع المحاصر.

وذكر أن الحملة التي يديرها مجموعة من طلبة الجامعات، شبابية تهدف إلى الضغط من أجل تشكيل صندوق دعم لطلبة الجامعات، وتخفيض الرسوم الدراسية، ودعم موازنات التعليم الجامعي من قِبل الحكومة، مؤكدًا أن الحملة تهدف كذلك إلى رفع جودة التعليم الجامعي بغزة.

لكنه في ذات الوقت، أكد رفضه الشديد لإجراءات تعليق حسابات الطلبة غير المسددين للرسوم، أو طردهم من قاعات الاختبارات، أو حتى حجز الشهادات الجامعية، فالجميع يمر بأوضاع صعبة بسبب الظروف التي يمر بها قطاع غزة للسنة الـ14 على التوالي.

وقال إن "كل ما تعتمده الجامعات من إجراءات بحق الطلبة، يضاعف من مأساوية الظروف الاقتصادية والاجتماعية التي يمرون بها".

ولم يتسنى لصحيفة "فلسطين"، الحديث مع جامعات غزة عن الإجراءات الجامعية بحق الطلبة غير المسددين للرسوم الجامعية، ومدى جدوى هذه الإجراءات، وذلك رغم محاولات عدة للتواصل مع الشؤون الأكاديمية في أكثر من جامعة، لكن دون جدوى!

اخبار ذات صلة