قائمة الموقع

ما حدود العلاقة بين الحماة والكنة في الشريعة؟

2020-06-06T11:58:00+03:00

نظام الحياة في العائلات الفلسطينية والعربية عمومًا، له صورتان تتمثل الأولى في العائلة الممتدة التي تضم الأجداد مع الأبناء وزوجاتهم والأحفاد جميعهم في بيت واحد، أو في عمارة سكنية عبارة عن نظام شقق صغيرة، ويجمعهم السكن في مكان واحد، والثانية كل ابن يسكن مع زوجته وأبنائه بعيدًا عن أهله.

وفي كلتا الحالتين يجب أن تضبط العلاقة بين الحماة والكنة، لاسيما إذا كانت العائلة ممتدة بما يزيد من حجم التدخلات بين الحماة والكنة، فما حدود العلاقة بينهما؟

أستاذ مشارك في الفقه وأصوله بكلية الشريعة والقانون في الجامعة الإسلامية، د. زياد مقداد يبين أن العلاقة القائمة بين الحماة والكنة يجب أن تقوم على توقير الأولى، واحترام الثانية، وتعطف عليها كونها بمثابة ابنتها، خاصة أن علاقتها معها أكثر من ابنتها التي تغادر البيت بعد 20 عامًا.

وفي حديث مع صحيفة "فلسطين"، يوضح أن العلاقة إذا لم تكن قائمة على تلك المبادئ، فإن الحياة لا تستمر، ولكن إذا كانت الحماة كبيرة في السن أو مريضة وتقوم الكنة بمساعدتها، فهذا ليس من باب الواجب بل من الأدبيات الشرعية.

ويقول د. مقداد: "على الحماة أن تترك مساحة للاستقلالية مع زوجها وعائلتها، ولا تسمح لنفسها بالتدخل في كل صغيرة وكبيرة، ولا تصدر لها مشاعر سلبية تسيء لها".

ويلفت إلى أن الأفضل أن يستقل الزوجان في بيت بعيد عن الأهل، كونه أبعد للمشاكل، ولكن دون أن يتسبب ذلك في قطيعة أو تباغض.

أما الزوج، فيشير د. مقداد إلى أن موقعه حساس وفي موقف لا يحسد عليه، لأن الزوجة لها حقوقها على زوجها، وكذلك الأم لها حقوقها على ولدها، فقد يكون مضطربًا بسبب المشاكل وعدم قدرته على التوفيق بينهما، خاصة أن الأم لها الحق الأكبر.

ويضيف: "لذلك نحتاج إلى زوج متوازن عاقل وعادل وحازم حتى تستقيم الأمور، ويحكم عقله في المواقف التي تحدث بينهما، ولا ينظر لطلب أي واحدة منهما على أنه مقدس، بل عليه قياسه وفق الشريعة والعرف".

من جهته يقول رئيس محكمة الاستئناف الشرعية عمر نوفل: "لا يخاف الابن إذا كان يتصرف بحق من غضب والدته في حال رفض طلبها إذا لم يكن مخالفًا للشريعة، ولكن عليه أن يرفق في التعامل معها".

وينبه إلى أن تدخلات الحماة في سلوكيات وتصرفات كنتها، وتخطي حاجز الخصوصية بشكل زائد هو ما يفتح بوابة المشاكل بين الطرفين، رغم أن بعض العائلات لا تسمح باستقلالية الابن.

ويؤكد نوفل أن لا خدمات تترتب على الكنة اتجاه الحماة، "فإذا اختلف الفقهاء في خدمة الزوجة لزوجها على سبيل الاستحباب أو الوجوب، فكيف في خدمتها لحماة، فهي شرعًا على سبيل الاستحباب وليس الوجوب، ويتعين على ذلك ألا يكون هناك إملاءات بل بالكلمة الطيبة حتى تحبب الكنة في مساعدتها وإعانتها".

ويضيف: "الزوجة التي تخدم في بيت العائلة، يجب أن تكافأ ولو بالمعاملة الحسنة، وتُشعرها الحماة بكيانها الخاص، ولا يُهدم حقها".

ويذكر أن المشكلة قائمة بسبب أن الآباء والأمهات يفرضون طبيعة الحياة التي عاشوها على أبنائهم، مما يتسبب في نشوب المشاكل، لذلك يجب أن يكون التدخل من باب النصح.

اخبار ذات صلة