فلسطين أون لاين

طرد المنسق.. بداية معركة وطنية

مواجهة جديدة تندلع في الفضاء الإلكتروني يتجند لها الشباب الفلسطيني ويتوحد خلف هدف وطني نبيل يستهدف إحداث تصفية معنوية لشخص المنسق من خلال مهاجمة صفحته وتعرية أنشطته والمطالبة بوقف المتابعة للمحتوى الذي يقدمه، بعد أن نجح موضعيًّا في جذب الآلاف لمتابعة هذه الصفحة، وقد استطاع هؤلاء الشباب تحقيق قدر كبير من النصر في مواجهة منظومة صهيونية وطواقم متخصصة تدير هذه الصفحة بكل حرفية.

وقد ظهرت ملامح نجاحها في الساعات الأولى حين غادر الآلاف صفحة المنسق وألغوا المتابعة في إطار عزل رسالة المنسق الإعلامية وخفض مستوى تأثيرها، ما دفع الجهات الصهيونية لاتخاذ إجراءات فنية لدعم الصفحة وإزالة خانة الإعجاب للمحافظة على القدر المتبقي من المتابعات، لكن ذلك لم يحد من نشاط وتأثير الحملة الوطنية والتي قدمت حلولًا فورية للدخول إلى إعدادات الصفحة والبحث في خياراتها للوصول إلى الخانة المطلوبة وإزالة الاعجاب.

ولكن اللافت في هذا الأمر أن الحملة لم تقترن بأي توجيه سياسي ولم ترتبط بعمل فصائلي، لكنها انطلقت من خلال الوعي الجمعي الوطني لدى الشباب، ورافقها دعم وتأييد من كل القوى الوطنية على اعتبار أن هذه جزء من المعركة القائمة مع العدو الإسرائيلي، وتأتي في سياق تحصين وحماية المجتمع، وقطع الطريق على المحاولات الصهيونية اليائسة في توجيه الرأي العام الفلسطيني والتأثير فيه بطرق خبيثة عبر المواد الدعائية المختلفة.

هذه الحملة هي امتداد طبيعي لسلسلة من الحملات الوطنية التي يقودها الشباب في مواجهة حرب إعلامية صهيونية تستهدف شيطنة المقاومة وأنشطتها، والتحريض على الفوضى، وتشويه نضال الفلسطينيين، ومحاولة غرس مفاهيم التعايش والتعاون مع الاحتلال، للتغطية على سيل الجرائم المروعة التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي، وإخفاء الوجه الدموي الذي تلطخت به القيادات الصهيونية وهي تستعرض بسجل حافل من المذابح والمجازر بحق شعبنا.

فما فعله الشباب اليوم هو بمنزلة نقطة تحول في معركة وعي مستعرة تتأجج نيرانها مع الاحتلال، الذي يسابق الزمن لاختراق صفوفنا وتهشيم قوتنا عبر المحاولات المتكررة لإسقاط الشباب وربطهم بالأجهزة الأمنية الإسرائيلية لجعلهم قنابل موقوتة داخل المجتمع الفلسطيني، لكن ما يحدث اليوم هو العكس وقد تسلح الشباب بالإرادة واستنفروا قواهم ليقفوا بالمرصاد في وجه العدو الصهيوني.

فهؤلاء الشباب وبما يمثلون من ذخر حقيقي للوطن يشكلون كنزا مهيبا يخشاه العدو، فهم قادرون على فرض تحول كبير في مسار الأحداث، عبر كسر الطوق الأمني، والتمرد على القمع، وإعادة رص الصفوف في الضفة الفلسطينية، للوقوف في وجه المخططات الصهيونية الراهنة، وإعادة مجرى التاريخ إلى نصابه وهم يجندلون الصهاينة، ويفرضون عليهم حظر التجوال من جديد تحت ضغط العمليات التي تساندها انتفاضة ثالثة طال انتظارها، لكن الصبح ليس ببعيد والمارد يوشك أن يضرب في كل ساحة ليعلم حينها العدو أن دماء الفلسطينيين هي صافرة الانطلاق للبدء في جولة قريبة.