أحدثت حالة الغضب التي يعيشها الفلسطينيون في الضفة الغربية والتضييق عليهم من سلطات الاحتلال الإسرائيلي والتلويح بضم غور الأردن وأجزاء من الضفة زيادة في وتيرة أعمال المقاومة الفردية.
ويبدو أن الأيام القادمة ستحمل في طياتها تزايد أعمال المقاومة الفردية بالضفة الغربية، والتي تأتي ردًا على الجرائم الإسرائيلية وفق محللين سياسيين.
تربة خصبة
ورأى الكاتب والمحلل السياسي عادل سمارة، أن ارتفاع عمليات الدهس والطعن في الضفة الغربية يأتي بسبب تزايد الجرائم الإسرائيلية ضد أبناء الشعب الفلسطيني والتغول على حقوقهم.
وقال سمارة لصحيفة "فلسطين": "إن الفلسطينيين يردون على جرائم الاحتلال الإسرائيلي الممارسة بحقهم بعمليات فردية كالدهس والطعن للتأكيد على رفضهم لتلك الجرائم المرتكبة بحقهم ولاستعادة حقوقهم المسلوبة".
وأضاف: "كلما زاد تغول الاحتلال على الفلسطينيين زادت عمليات الدهس والطعن"، متوقعًا ارتفاع العمليات الفردية في الأيام القادمة خاصة في ظل الحديث عن ضم (إسرائيل) الأغوار والمستوطنات بالضفة الغربية.
وذكر أن التربة باتت خصبة في هذه الأيام القادمة لارتفاع وتيرة العمليات الفردية ضد جيش الاحتلال ومستوطنيه بسبب جرائمهم المرتكبة ضد الفلسطينيين وسلب أراضيهم، مضيفًا: "إن هذه الحالة تدلل على ارتفاع وتيرة الغضب عند الفلسطينيين".
وأكمل: "إن المقاومة الفلسطينية استفادت من الدروس السابقة، وبات العمل الفردي غير المنظم سيد الموقف، فالعمل الفردي يصعب اكتشافه"، مشيرًا إلى أن "الأوضاع في الضفة الغربية مرشحة للمزيد من العمليات ضد أهداف إسرائيلية، نتيجة الممارسات الإسرائيلية القمعية، فكل فعل له ردة فعل مساو له في المقدار ومعاكس له في الاتجاه".
ويأمل أن توقف السلطة في رام الله ملاحقة المقاومين وتطلق العنان للمقاومة في أراضي الضفة الغربية المحتلة، مضيفًا: "المقاومة هي الوحيدة القادرة على لجم الاحتلال الإسرائيلي وجرائمه بحق أبناء الشعب الفلسطيني".
انفجار الضفة
ويتفق المحلل السياسي سعيد مضية، مع سابقه، الذي قال: "إن ارتفاع عمليات الدهس والطعن المنفذة ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي جاءت لارتفاع حالة الغضب عند الفلسطينيين بجراء الجرائم المرتكبة بحقهم".
ورأى مضية خلال حديثه مع صحيفة "فلسطين" أن العمليات ضد جيش الاحتلال بحاجة إلى تبنٍ ودعم وتوجيه حتى تؤتي أكلها، مضيفًا: "إن الأوضاع في الضفة الغربية بحاجة إلى تصاعد العمل الشعبي ضد الاحتلال الإسرائيلي".
ورأى أن جرائم الاحتلال الممارسة بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية وتهديده بضم الضفة الغربية سيزيد من العمل الفردي المقاوم ضد الاحتلال ومستوطنيه، مشيرًا إلى أن (إسرائيل) باتت تعلم أنها تواجه أعمالاً فردية، وهي تتوقع مزيدًا من العمليات الناتجة عن ممارساتها اليومية.
وأضاف مضية: "إن أمن الاحتلال مصاب بحالة قلق شديد أمام العمليات الفردية المنفذة بين الفينة والأخرى، وإعلامه يبشر بانفجار وشيك بعد حزمة من الإجراءات العدوانية التي مارسها.
ويكمل: "سياسة الاحتلال والولايات المتحدة في دعم الاستيطان ومحاولات ضم الضفة الغربية والتغول على القدس، وانسداد أفق التسوية مع السلطة وملاحقة سكان القدس ولد ضغطا كبيرًا سيؤدي للانفجار في أي لحظة".
ويشن جيش الاحتلال عمليات اعتقال وتفتيش يومية في الضفة الغربية، حيث تعتقل سلطات الاحتلال في سجونها نحو خمسة آلاف أسير، بينهم 200 طفل و700 يعانون من أمراض مختلفة، و450 معتقل إداري وفق إحصائيات رسمية.