أكدت شخصيات وفصائل فلسطينية أن تصاعد عمليات إعدام الشباب الفلسطيني برصاص جنود الاحتلال في الضفة الغربية والقدس المحتلتين، تهيئة لأخطر مراحل تصفية القضية الفلسطينية والقضاء على ما تبقى من الأرض، وتستوجب ملاحقة الاحتلال في كافة المحافل الدولية، وفضح جرائمه التي لا زالت مستمرة ومكثفة بحق أبناء شعبنا
و قتلت قوات الاحتلال أول من أمس، وأمس، شابين بدم بارد، حيث أطلق جنود الاحتلال النار على الشاب فادي سمارة قعد قرب رام الله، وتركوه ينزف في سيارته حتى استشهد، كما قتل الجنود، أمس، الشاب إياد خيري الحلاق بالرصاص في باب الأسباط بالقدس، رغم أنه من ذوي الاحتياجات الخاصة.
ويعاني الشهيد الحلاق من ضمور في العقل، ومشاكل في السمع والنطق، وكان بصحبة مرشدته في الطريق إلى مدرسة الاحتياجات الخاصة قرب باب فيصل وهو وحيد أمه ومعروف بهدوئه الشديد ويعتاد سلوك هذا الطريق يوميا.
وأكدت حركة حماس أن تصاعد عمليات الاعدام والقتل بحق الفلسطينيين والتي كان آخرها إعدام الشابين فادي قعد وأيمن الحلاق، "تستوجب ملاحقة الاحتلال في كافة المحافل الدولية، وفضح جرائمه التي لازالت مستمرة ومكثفة بحق أبناء شعبنا".
وقالت الحركة في بيان لها: "إن هذا الفعل الإجرامي يؤكد على أن خيار المقاومة هو الخيار الصحيح القادر على ردع الاحتلال عن الاستمرار بجرائمه، وإن شعبنا البطل سيواصل مقاومته في التصدي لمشاريع الضم والاستيطان التي ستفشل بإرادته وسواعد مقاومه".
وأضافت أن عملية إعدام الشاب الحلاق بدم بارد "تأتي في سياق ترهيب أهالي القدس الذين هبوا لإفشال مخطط الاحتلال في تقييد الوصول للأقصى والصلاة فيه".
تصفية القضية
كما أكد النائب في المجلس التشريعي نايف الرجوب أن تصاعد عمليات اعدام الشباب الفلسطيني برصاص الاحتلال في الضفة الغربية والقدس لأي سبب، هي تهيئة لأخطر مراحل تصفية القضية الفلسطينية والقضاء على ما تبقى من الأرض.
وقال الرجوب في تصريح أمس: "عمليات القتل التي ينفذها الاحتلال صباح مساء واستباحة الدم والمحاكمات والقتل في الشوارع تهيئة للمرحلة القادمة بضم ما تبقى من أراض فلسطينية لكيان الاحتلال، وتحضير للشارع الفلسطيني لضم الضفة".
وأضاف الرجوب: إن الحالة المزرية التي تعيشها الأمة الإسلامية والعربية وموقف السلطة وعدم قدرتها على حماية المواطن جرأ الاحتلال على الدم الفلسطيني.
وشدد على أن سياسة الإعدام والقتل لن تنجح في ردع الشعب الفلسطيني، فهي فشلت في الماضي وستفشل في المستقبل ولن تكسر إرادة المواطنين أو تدفعهم للاستسلام.
من جهتها، استنكرت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي، إعدام قوات الاحتلال الشاب الحلاق.
وأشارت عشراوي، في بيان أمس، إلى أن هذه الجريمة البشعة "تأتي في إطار مسلسل الارهاب المنظم والتصعيد المتعمد للانتهاكات الاسرائيلية بحق شعبنا الأعزل، لافتة في هذا الصدد الى أن عدد الشهداء وصل منذ مطلع هذا العام الى ما يقرب من ٢١ شهيداً".
وأكدت حركة الجهاد الاسلامي أن "الإرهاب الصهيوني المتصاعد لن يدفع شعبنا للاستسلام بل يزيد من عزمنا وتصميمنا على مواصلة المقاومة والجهاد والتصدي لهذا العدوان المستعر بحق أهلنا وأرضنا ومقدساتنا".
واعتبرت الحركة أن الجرائم الإسرائيلية ستبقى وصمة عار تلطخ وجوه المتخاذلين والمتآمرين والمطبعين، ولعنةً تطارد الاحتلال وتلاحقه في كل مكان، فشعبنا ومقاومتنا لن تدع هذه الدماء تذهب هدراً.
كما وصفت الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين، جريمة قتل اياد الحلاق من ذوي الاحتياجات الخاصة بجريمة مكتملة الأركان تؤكّد من جديد على الطبيعة الاجرامية الفاشية لهذا الكيان الغاصب.
واعتبرت الجبهة في تصريحٍ لها، أنّ هذه الجريمة البشعة تستوجب ردًا وطنيًا يرتقي إلى مستوى هذه الجريمة، وسرعة التحرّك على المستوي الدولي وإحالة ملف الجرائم الصهيونية إلى محكمة الجنايات الدولية لمحاكمة قادة الاحتلال على جرائهم التي اقترفوها بحق شعبنا والتي كان آخرها جريمة قتل الشاب اليوم.
وأكّدت الشعبية أنّه لا يمكن فصل جرائم الاحتلال المتصاعدة عن مخططات الضم و"صفقة القرن"، داعيةً إلى وحدة الموقف الفلسطيني وتفعيل المقاومة الشاملة للتصدي لجرائم الاحتلال ومخططاته على الأرض.
وقال مؤمن عزيز مسؤول الدائرة الاعلامية في حركة المجاهدين الفلسطينية: "إن جريمة اعدام شاب فلسطيني أعزل من ذوي الاحتياجات الخاصة دليل على همجية العدو واجرامه، وتثبت للعالم من جديد ان الاحتلال وممارساته الهمجية هي فكر عنصري اجرامي".
وأوضح أن هذه الجريمة "تتشابه مع الجرائم والسياسات العنصرية التي تقودها رأس الشر في العالم (أمريكا) التي تقتل وتعاقب حسب العرق واللون".
وبيّن أنّ هذه السياسة العنصرية "تهدف إلى قتل وتهجير الفلسطيني عن أرضه تحقيقاً لسياسة الضم الصهيونية للأراضي الفلسطينية في الضفة".
وأضاف: "هذا العمل الإجرامي يؤكد على ضرورة إشعال الأرض الفلسطينية تحت اقدام الصهاينة وتصعيد المقاومة وتفعيل الردود العقابية للمحتل على جرائمه بكل الوسائل المتاحة".
فيما اعتبرت حركة الأحرار جريمة إعدام الشاب إياد الحلاق "تؤكد مدى دموية وفاشية الاحتلال واستخفافه بالدم الفلسطيني، وهذا يتطلب وحدة موقف وتصعيد المقاومة للجم عدوانه".
وقالت: "هذه الجريمة التي ستبقى شاهدة على إجرام الاحتلال ضد شعبنا بكافة مكوناته لن تسقط بالتقادم ويجب ألا تمر مرور الكرام وشعبنا بعطائه وقوته ومقاومته قادر على التصدي والرد عليها".
وأكدت الأحرار أن دماء أبناء شعبنا "ستبقى وقوداً لاستمرار مسيرة النضال والمواجهة، ولن تزيدنا هذه الجرائم إلا إصراراً على مواصلة مقاومة الاحتلال والتصدي لعدوانه ومخططاته التهويدية والاستيطانية والضم والتطهير العرقي".
ودعت المؤسسات الحقوقية والإنسانية العربية والدولية لتحمل مسؤولياتها في فضح جرائم الاحتلال وقياداته وللضغط لوقف هذه الجرائم، كما على السلطة التحرك إن كانت صادقة في خطواتها لتقديم ملفات قادة الاحتلال للمحاكم الجنائية لملاحقتهم ومحاسبتهم على إجرامهم.