قائمة الموقع

مفاوضات التسوية.. "نفخٌ" في بالون مثقوب

2017-04-03T06:07:55+03:00
صورة أرشيفية للتفاوض بين السلطة الفلسطينية والاحتلال

ما أعلنه "موقع المعهد الأورشليمي" الإسرائيلي مؤخرًا بأن الاستطلاعات الأخيرة تشير إلى رفض غالبية الإسرائيليين الانسحاب من الأراضي الفلسطينية، ورغبتهم المحافظة على حدود (آمنة) والإبقاء على القدس موحدة، ليست الأولى التي تتناولها مواقع إخبارية إسرائيلية أو يتناقلها مسؤولون إسرائيليون، للإعلان صراحة عن رفضهم لأي انسحاب محتمل من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967.

والسؤال الذي يطرح نفسه، ماذا بقي للمفاوض الفلسطيني مناقشته في المرحلة المقبلة التى تحاول خلالها واشنطن الجمع بين المفاوض الفلسطيني والإسرائيلي؟!

هباء منثورًا

الكاتب والمحلل السياسي، عمر عساف يشير إلى أن المفاوضات الفلسطينية- الإسرائيلية على مدار أكثر من عقدين لم تسفر عن أية نتائج، بل على العكس تماماً فإنها تزود الاحتلال بمزيد من الوقت.

وقال في حديث لصحيفة "فلسطين: "إن المفاوضات ليست سوى حجة أو وسيلة للتسويف من أجل أن تتمكن من مواصلة الاستيطان لابتلاع مزيد من الأرض في الضفة المحتلة، ومزيد من التهويد في القدس المحتلة، ناهيك عن حصار غزة".

وتابع: "أيضاً فإن الاحتلال الإسرائيلي تنصل من اتفاقية أوسلو منذ توقيعها وحتى الآن"، مبيناً أن هذه الوقائع تؤكد على أن الاحتلال الإسرائيلي لا يفكر بالانسحاب من الأراضي الفلسطينية ولا حتى من حدود عام 1967.

واستطرد: "آن الأوان للمفاوض الفلسطيني استخلاص العِبر من هذا السلوك، وألا يلهث خلف سراب المراهنة على الولايات المتحدة الأمريكية المنحازة للاحتلال الإسرائيلي".

ونبه إلى أن رؤية الشارع الإسرائيلي للدعم الأمريكي لحكومته وما يقابله من تخاذل عربي مع القضية الفلسطينية جعله يتجه نحو المطالبة بمزيد من الاستيطان وعدم الانسحاب من الأراضي الفلسطينية.

وأكد على ضرورة الوحدة الفلسطينية لمواجهة التكالب على القضية.

ودعا إلى ضرورة وضع خطة واضحة هدفها تعزيز الصمود الفلسطيني في كل مكان، مشدداً على صحة خيار المقاومة.

وقلل من أهمية اللقاء المرتقب بين الرئيس محمود عباس ورئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب المرتقب.

وقال: "إن زيارات الحكام العرب لواشنطن نوع من الحج لتأدية الطاعة، ولن يجرؤ أي منهم على مناقشة ما لديه من تصورات ولا حتى قرارات القمة العربية".

وأضاف: "إن (إسرائيل) تحاول أن تضع الرئيس عباس أمام الأمر الواقع، وتضع الولايات المتحدة أمام خطوة مصيرية وهي المزيد من الدعم لها".

تسويف !!

وفي سياق متصل، يرى الباحث المقدسي، جمال عمرو، أنه لا يوجد ما يمكن أن يتفاوض عليه الفلسطينيون والإسرائيليون، وأن ما يجري لا يتعدى "التسويف" من أجل كسب مزيد من الوقت لصالح الاستيطان والتهويد.

وقال في حديث لصحيفة "فلسطين": "إن الاحتلال الإسرائيلي رغم كذبه صارحنا وقال بأنه سيفاوضنا لمائة عام وهذا بيان صريح بأنهم لن يعطونا شيئاً"، مشيراً إلى أن المفاوضات ما هي إلا مضيعة للوقت لنا وتكثيف لأنشطتهم الاستعمارية.

وأوضح أن الاستيطان في الضفة الغربية ازداد بعد اتفاقية أوسلو بنحو ثلاثة أو أربعة أضعاف، منبهاً إلى تضاعف أحجام المستوطنات بحجم كبير جداً مثل "مستوطنة معاليه أودميم" والتي تضاعفت بشكل كبير حتى بلغت حدود محافظة بيت لحم، وكذلك مستوطنات "كيبوتسات أرئيل" ومستوطنات "غور الأردن".

وشدد على أن الاحتلال الإسرائيلي لن ينسحب من أي شبر من فلسطين المحتلة سيما وأن هذا الاحتلال تحكمه 27 منظمة متطرفة لا يمكن أن تسير مع الفلسطينيين في أي طريق يكون في أي مكسب لهم مهما كان بسيطاً.

واعتبر أن القمة الفلسطينية الأمريكية المنتظرة لا قيمة لها وأنها لن تتجاوز كونها إملاءات وشروط على الطرف الفلسطيني لا سيما أنه كان من المأمول أن يقدم الرئيس عباس مزيداً من التنازلات عبر ما يسمى "مبادرة السلام العربية"، والتي بالفعل قدم من خلالها تنازلات عن 78% من مساحة فلسطين التاريخية.

اخبار ذات صلة