أثار قرار وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكيّة (AP) فصل مصورها الصحفي إياد حمد، موجة من الاستياء في صفوف الصحفيين، مطالبين الوكالة بالتراجع الفوري عن قرارها التعسفي لما يشكله من اعتداء واضح على حرية الرأي والتعبير.
وكشفت مصادر صحفية، أول من أمس، النقاب عن فصل الوكالة الأمريكية المصور حمد من سكان مدينة بيت لحم، بناءً على شكوى تقدم بها الناطق باسم الشرطة في الضفة المحتلة العقيد لؤي ارزيقات لدى إدارة الوكالة.
وكان الصحفي حمد عبّر عن تضامنه مع الزميل الصحفي أنس حواري الذي اعتقلته أجهزة السلطة في رمضان، بعد الاعتداء عليه من خلال مجموعات صحفية مغلقة وعلى إثر ذلك التضامن تعرض لتهديدات من الناطق باسم الشرطة بالفصل من العمل والملاحقة الأمنية وهو ما تم بالفعل.
وتلقى حمد مساء الأربعاء إشعاراً من إدارة الوكالة بإنهاء خدماته وفصله تعسّفياً بعد شكوى تقدمت بها الشرطة برام الله.
ويعمل حمد مصورًا تلفزيونيًا للوكالة الأمريكية، وغطّى العديد من الأحداث الدولية في ليبيا وتونس ومصر، ومسيرات العودة في قطاع غزة، واعتقله الاحتلال واعتدى عليه عدة مرات.
وأدان رئيس المكتب الاعلامي الحكومي سلامة معروف، قيام الوكالة بفصل حمد، واصفًا الطريقة "مشينة، لا تنم عن أدنى التزام بأخلاقيات المهنة".
وعبر معروف، في تصريح، أمس، عن مساندته الكاملة للمصور الصحفي حمد، والدفاع عن حقه في وجه القرار التعسفي، مجددًا الالتزام التام بالدفاع عن قضايا الصحفيين الفلسطينيين.
وثمّن الدور المهني للصحفي حمد، في تغطيته للأحداث الميدانية ونشاطه الميداني في فضح جرائم ومخططات الاحتلال، ووقوفه بشجاعة مع زملائه الصحفيين الذين تعرضوا لاعتداءات من الاحتلال أو أجهزة السلطة، الأمر الذي تسبَّب بتعرضه للاعتقال والضرب والإصابة أكثر من مرة.
كما اعتبر منتدى الإعلاميين الفلسطينيين، قرار الفصل، طعنة في الظهر لفرسان الإعلام الذين يواصلون الليل بالنهار من أجل فضح جرائم الاحتلال الإسرائيلي.
وطالب منتدى الإعلاميين، في بيان، أمس، بتشكيل لجنة تحقيق ومحاسبة المتسببين بقرار الفصل الجائر.
وأدانت كتلة الصحفي الفلسطيني، تغوّل الأجهزة الأمنية بالضفة على الصحفيين وملاحقتهم في أرزاقهم.
وطالبت كتلة الصحفي، في بيان، أمس، إدارة "أسيوشيتد برس" بالعدول عن قرار فصل الصحفي حمد، ورفض تدخل أجهزة أمن السلطة في تحديد مصير الزملاء الصحفيين.
من جهتها، قالت نقابة الصحفيين: إن الصحفي حمد تعرض لفصل تعسفي جائر، مطالبة بإلغاء القرار، والإنذار السابق الذي وُجّه إليه على خلفية تضامنه مع الصحفي الجريح معاذ عمارنة.
وأضافت النقابة، في بيان، أمس، أن الزميل حمد "مشهود له بمهنيته وتفانيه بعمله وأصيب عدة مرات بجراح وكسور وتعرض للضرب والاعتقال بسبب نشاطه وعمله في الوكالة"، لافتةً إلى أنّها ستطالب -عبر محاميها- بعقد لقاء مع إدارة (AP) لطلب أن تتراجع عن قرارها بالفصل التعسفي، وتوضيح كل ما لديها من وثائق لديها تسببت بقرار فصله.
من جانبها، دعت لجنة دعم الصحفيين وكالة "أسوشيتدبرس" للتراجع عن قرار فصل الزميل حمد.
وعبّرت اللجنة، في بيان، أمس، عن تضامنها مع حمد، داعيةً كافة المؤسسات الصحفية للوقوف إلى جانبه ودعمه من أجل عودته إلى عمله.
ورأت أن المبررات التي ساقتها الوكالة من أجل فصل المصور، تستدعي بالضرورة وقفة جادة من الأطر والمؤسسات الصحفية كافة لمساندته وفضح الجهات التي تسببت له بالضرر.
كما دعا التجمع الإعلامي الديمقراطي، الوكالة الأمريكية إلى ضرورة إعادة النظر في قرار الفصل، مثمنًا دور الصحفيين والنشطاء المتضامنين مع قضية زميلهم حمد العادلة.
موقف موحد
وأعرب أكاديميون وصحفيون عن تضامنهم مع المصور الصحفي حمد.
وتساءل الأكاديمي والصحفي محسن الإفرنجي في تغريدة له على موقع "تويتر"، "بأي ذريعة وقانون تقدم وكالة الأسوشيتدبرس الأمريكية على فصل الزميل المصور الصحفي إياد حمد بشكل تعسفي وجائر؟!".
واعتبر الافرنجي في تغريدته، فصل الصحفي بالـ "جريمة"، تستدعي موقفًا موحدًا وحازمًا من الصحفيين كافة، ومن النقابات المهنية ضد هذا التغول على صحفي أفنى حياته في خدمة قضيته وشعبه ووطنه.
وأعرب الصحفي تامر المسحال، في تغريده له على حسابه بـ "فيسبوك" عن تضامنه الزميل حمد، "بعد قرار فصله الظالم من عمله بناء على شكوى ظالمة".
وكتب المصور عطية درويش، عبر "فيسبوك": "متضامن مع الصديق إياد حمد من بيت لحم مصور وكالة AP الأمريكية، بعد فصله من العمل الذي يدفع ثمن وقوفه مع الصحفيين والدفاع عنهم".
وغرّد الصحفي إسماعيل الغول، على موقع "تويتر": "الزميل المصور الصحفي اياد حمد بسبب تضامنه مع الزميل أنس حواري الذي سجن في سجون السلطة برام الله قدمت شكوى ظالمة بحقه مما أدّى لفصله بشكل تعسفي من قبل وكالة Ap الأمريكية".