فلسطين أون لاين

"يعبد".. أيام من التنكيل والعقاب الجماعي

...
حملة تفتيش ومداهمات ينفذها جيش الاحتلال في يعبد
غزة- نور الدين صالح

تتعرض بلدة يعبّد، جنوب غرب جنين، شمال الضفة الغربية المحتلة، منذ الثاني عشر من مايو/ أيار الجاري، لهجمة إسرائيلية شرسة، تخللها فرض حصار مشدد على كل أرجائها، والتنكيل بالمواطنين باستخدام وسائل وأساليب "همجية وقاسية".

وجاءت الهجمة الإسرائيلية، عقب مقتل جندي إسرائيلي من وحدة "جولاني"، إثر إصابته بحجر سقط على رأسه من إحدى البنايات السكنية، خلال عملية اقتحام قوات الاحتلال للبلدة لاعتقال فلسطينيين.

وشهدت "يعبد" عشرات الاقتحامات من أعداد كبيرة من جيش الاحتلال وآلياته العسكرية وفرق المُشاة، وفق ما ذكر الصحفي محمد أبو بكر المتواجد في البلدة.

وأوضح أبو بكر لصحيفة "فلسطين"، أن الاقتحامات تركّزت في حي السلمة- منطقة مقتل الجندي الإسرائيلي- حيث جرى تفتيش غالبية البيوت فيها واعتقال ساكنيها بشكل همجي، مشيراً إلى أن التركيز الأكبر كان على المبنى الذي ادّعى الاحتلال سقوط الحجر منه.

ولفت إلى أن قوات الاحتلال حاصرت البلدة وأغلقت مداخلها الرئيسية بالسواتر الترابية والكتل الاسمنتية، واصطحبت معها خلال الاقتحامات الكلاب البوليسية وطائرات المراقبة والتصوير "صغيرة الحجم"، منوهاً إلى أنها أزالت السواتر الرملية قبل يومين.

وبيّن أن قوات الاحتلال اعتقلت كل ساكني هذا المبنى المكون من ثلاثة طوابق ممن تتجاوز أعمارهم الـ 12 عاماً، من النساء والشبان والرجال والأطفال، ثم التحقيق الميداني معهم والاعتداء على غالبيتهم بالضرب المبرح.

وذكر أن قوات الاحتلال تمكث في كل عملية اقتحام للبلدة قرابة 5 ساعات، حيث تعتلي خلالها أسطح المنازل وتنتهك حرمة البيوت، وتستجوب السكان، إضافة إلى اندلاع مواجهات مع الشبان تخللها إلقاء مئات القنابل المسيلة للدموع، ما أدى إلى وقوع عشرات الإصابات.

وأفاد أبو بكر، بأن الاحتلال اعتقل 40 مواطناً طيلة فترة الاقتحامات ما بين شاب وامرأة ورجل وطفل، وتبقى منهم حتى الآن 26 معتقلاً، أصغرهم الطفل محمد ربحي أبو بكر (12عاماً).

انتهاك حرمات البيوت

وأشار إلى أن الاحتلال يدّعي أن الحجر سقط من منزل "نظمي أبو بكر" وإخوانه، لافتًا إلى أنه اعتقل "نظمي" مرتين، فيما تعرضت زوجته "سُهيلة" للاعتقال ثلاث مرات، حيث تبقى 7 من أفراد العائلة معتقلين حتى الآن.

بدوره، أفاد رئيس بلدية يعبد سائد الكيلاني، بأن الاحتلال أنهى حصاره للبلدة وأزال المكعبات الاسمنتية والحواجز، لكنّه لم يتوقف عن الاقتحامات والمداهمات اليومية.

وأوضح الكيلاني خلال اتصال هاتفي مع صحيفة "فلسطين"، أن المداهمات تتركز في أوقات الفجر والمغرب، واصفًا الأوضاع التي تعيشها البلدة بـ "المزرية".

وأكد أن الاحتلال اعتدى على المواطنين "بلا رحمة" وانتهك حرمات البيوت خلال فترات الاقتحام، مستدلاً على ما حدث مع الأسير المحرر عدنان حمارشة، حينما عاش في بيته فساداً واعتدى على عائلته.

وبيّن أن سكان البلدة صمدوا في وجه جرائم الاحتلال الهمجية، حيث واجههم بالحجارة، ما أدى لاندلاع مواجهات عنيفة بين الشبان وجيش الاحتلال، وأسفرت عن إصابة العشرات.

وشدد الكيلاني على أن "بلدة يعبد عصية عن الانكسار، حيث مرت قبل ذلك بأوقات عصيبة، لكنّ أهلها صمدوا وصبروا في وجه المحتل الغاشم".

ويقطن" يعبد" ما يقرب من ثلاثين ألف نسمة، حيث قضم جدار الفصل العنصري نحو 20% من أراضيها، في حين أن سبع مستوطنات مقامة على أراضيها.

وتعرف البلدة بـ"يعبد القسام"، حيث استشهد في غاباتها الشيخ عز الدين القسام خلال مواجهته لقوات الانتداب البريطاني عام 1936، كما قدمت البلدة منذ ذلك التاريخ حتى اليوم عشرات الشهداء والاستشهاديين، واعتقل الكثير من أبنائها خلال مقاومتهم للاحتلال.