منذ الصباح يعمل السائق رامي البردويل تحت لهيب الشمس الحارقة لتوفير بضعة شواكل ليجلب بها طعام إفطار عائلته، بعدما خابت آماله بالاستفادة من صندوق "وقفة عز"، حينما علم بأن معظم المستفيدين هم من المحسوبين على حركة فتح.
ويقول البردويل لصحيفة "فلسطين" بعدما هرب من أجواء الحرارة المرتفعة لأخذ قسط من الراحة في بيته: "سجلت على الرابط المنشور على الإنترنت، لكن دون فائدة، رغم أنني لم أستفد من أي مساعدة".
ووجه رسالة بنبرة غاضبة للقائمين على الصندوق: "يقولون بأن هذه المساعدات للناس التي تعيش وضعًا صعبًا، وكسائق أجرة بالكاد أدخل (10-20) شيكلًا في هذه الأوقات، لم أستطِع كسوة أولادي، وشيء محزن ومؤسف أرى أبناء مسؤولين ليسوا محتاجين يحصلون على مساعدات".
"كله صارت فئوية".. يعبر عن غضبه، قائلا: "هؤلاء يتاجرون بدماء الشعب ونحن نعيش ونعمل تحت الشمس ولا نحصل على المساعدات".
ووفق وثائق سابقة، وظهر من ضمن المستفيدين ابن وشقيق وشقيق زوجة أمين سر فتح بغرب محافظة خان يونس "و. ش"، وابن عضو الهيئة القيادية لفتح ومفوض العمال فيها "ج. ع"، وابن عضو فتح بإقليم شمال القطاع "م. ش"، وشقيق عضو اقليم شرق خان يونس "م. ع"، وابن عضو الهيئة القيادية العليا في القطاع "ن. ص" وزوجي ابنتيه، وثلاثة أبناء لعضو الهيئة القيادية العليا "ي. ق"، و8 من عائلة الموظف "ع. ع"، و10 أقارب للموظف بوزارة التنمية الاجتماعية "أ. ر"، وغيرها من الأسماء المنشورة على ذات الشاكلة لأقارب قيادات وموظفين.
مصدر مطلع، أفاد صحيفة "فلسطين" بأن وزارة التنمية في غزة لا علاقة لها بصندوق "وقفة عز" إذ اختيرت أسماء المستفيدة بالتوافق بين أقاليم فتح في قطاع غزة ووزارة العمل برام الله، وأن موظفي وزارة التنمية التابعة المسحوبون على رام الله في غزة عملوا بشكل شخصي في هذا الموضوع.
وأثارت الأسماء غضبًا واسعًا بين صفوف المواطنين وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، ويقول عصام جرغون وهو عامل متعطل عن العمل: صندوق وقفة عز صمم بالأساس لمراعاة ظروف الناس التي تعطلت أعمالهم ولمساعدتهم في هذه ظروف جائحة كورونا الصعبة التي عصفت بكل شرائح المجتمع".
وأضاف جرغون لصحيفة "فلسطين": "ولكن للأسف كان ظاهره خير وباطنه شر... تفاجأنا بأن الصندوق ينتفع به القائمون عليه من أبناء السلطة وفتح وأقربائهم دون أبناء الشعب الفلسطيني عامة وهذا ما يُوضح أن السلطة هي لفتح فقط، تخدم أبناءها دون الآخرين من أبناء الشعب الفلسطيني".
ويعد هذا الإجراء، كما تابع، حدثًا مؤسفًا جدًّا ومُخيبًا لآمال الكثيرين الذين وضعوا آمالهم في هذا الصندوق لمحاولة إدخال الفرحة على أسرهم في ظل الأجواء الرمضانية والأيام القليلة التي تفصلنا عن العيد الفطر.
"هذا العمل الشنيع الذي ارتكبه العاملون والمسؤولون على الصندوق يُعزز الانقسام ليس بين الفصائل وحسب بل بين أفراد المجتمع الفلسطيني، ويزرع الكراهية والحقد على كل العاملين في هذا الميدان وعدم الثقة بأي منهم، وهذا يشجعهم إلى نزول العاملين للعمل مهما كانت الظروف لتوفير قوت يومه وعدم الانصياع المسؤولين الذين لم يراعوا أدنى احتياجاتهم".