دعا عالقون فلسطينيون وطلبة في دول العالم، السلطة الفلسطينية إلى الإسراع في إعادتهم إلى أرض الوطن من خلال التنسيق مع وزارات الخارجية للدول المقيمين بها، خاصة في ظل تفشي جائحة فيروس كورنا.
وأكد العالقون والطلبة في أحاديث منفصلة لـ"فلسطين" أنهم يعانون ظروفا معيشية صعبة في ظل الإجراءات المفروضة من الدول المقيمين بها لمنع انتشار وباء كورونا، وتوقفهم عن الدراسة والعمل في البلاد المتواجدين فيها.
أوضاع غير مريحة
د. همام الفقعاوي منسق الدراسات العليا للعالقين مع السفارة الفلسطينية في السودان، أكد أن عدد الفلسطينيين الذين سجلوا للمغادرة بلغ 159، منهم 34 طالب دراسات عليا، و14 مواطناً من الضفة الغربية.
وقال الفقعاوي في حديثه لـ"فلسطين": "الوضع في السودان في ظل انتشار كورونا غير مريح، خاصة مع وجود الأوبئة، وتردي الوضع الصحي، حيث لا يوجد أماكن للحجر، وهناك نقص بالأدوية، وهذا ترك حالة من الهلع لدى الفلسطينيين المتواجدين بها، ما دفعهم لطلب المغادرة".
وبين أن العالقين اجتمعوا مع السفير في السودان، ووجهوا له كتابا، وأبدوا استعدادهم للموافقة على العودة عن طريق البر بحافلات إلى مصر، ولكن رد السفارة كان أنه لا يوجد لديها إمكانية إدخالهم إلى الوطن دون تنسيق مع الدول التي تربطها حدود بفلسطين.
وأوضح الفقعاوي، أن الطلبة دعوا السفارة إلى مخاطبة وزارة التربية والتعليم والطلب منها إعفاء طلبة الدراسات العليا من مدة الثمانية شهور التي تطلبها كشرط لاعتماد الشهادة، بسبب جائحة كورونا.
وقال الطالب الفلسطيني في كلية الطب في السودان حمود عطية لـ"فلسطين": الجامعات متوقفة منذ وصول فيروس كورونا إلى السودان، وجميع الطلبة في السودان يدفعون بدل إيجار للبيوت المقيمين فيها دون وجود دراسة أو أي فائدة من بقائهم في هذه البلاد، كما أن المطار مغلق والسفر يحتاج إلى تنسيق رسمي.
وأوضح عطية أن الطلبة تواصلوا مع السفارة الفلسطينية في الخرطوم، وطلبوا منها العمل على تسهيل عودتهم إلى فلسطين عبر مطار القاهرة الدولي، ومطار الملكة علياء في الأردن، كباقي الدول.
ولفت إلى أن السفارة أخبرتهم أنها ستعمل على تذليل الصعوبات التي تقف أمام عودتهم إلى أرض الوطن، إضافة إلى أنها طلبت منهم تسجيل أسمائهم عبر المواقع الإلكترونية الخاصة بها.
التاجر جمال أبو لطفي والمتواجد في تركيا ناشد القنصلية الفلسطينية في إسطنبول تسريع عودته إلى أرض الوطن، بعد انتهاء المهمة التي قدم إليها.
وقال أبو لطفي في حديثه لـ"فلسطين": قدمت إلى تركيا قبل وصول فيروس كورونا لشراء ملابس وبيعها في غزة بالجملة، ولكن بعد فترة أغلقت المطارات في البلد الموجود بها بسبب الوباء، وكذلك مطار القاهرة، وأصبحت العودة تحتاج إلى تنسيق رسمي.
وأضاف: مضى 65 يوماً على وجودي في تركيا وتجارتي في غزة تضررت بسبب عدم تمكني من العودة، مع استمرار دفع إيجارات باهظة الثمن هنا، والعيش في ظروف غير طبيعية خاصة أن تركيا تفرض حظر التجوال لأكثر من يومين خلال الأسبوع.
وطالب أبو لطفي القنصلية في إسطنبول بالعمل على إعادته إلى غزة، إلى جانب المئات من العالقين في تركيا، خاصة في ظل الحديث عن امتداد أزمة كورونا إلى شهور طويلة.
خليل الشيخ طالب الماجستير في إحدى جامعات هنغاريا، ناشد السلطة الفلسطينية ضرورة الإسراع في إعادته إلى جانب عشرات الطلبة الفلسطينيين المتواجدين في هذه الدولة الأوروبية.
وقال الشيخ لـ"فلسطين": الوضع في هنغاريا سيئ جداً سواء من ناحية الوضع الصحي أو توفر الطعام، أو الخروج من المنزل، ونعيش هنا أشبه بكابوس، بسبب الإجراءات المشددة المتبعة.
وأضاف: "في حالة وجدت السلطة صعوبة في إجلائنا إلى أرض الوطن، فنحن راضون أن يتم إعادتنا إلى إحدى الدول العربية كمصر أو الأردن، ثم العودة إلى بلادنا بعد انتهاء الأزمة".
وأوضح الشيخ أن الحياة في هنغاريا صعبة جداً في ظل تفشي فيروس كورونا، حيث ارتفعت أسعار المواد الغذائية، وكذلك مواد التعقيم.