قائمة الموقع

للآباء.. تابعوا أداء أطفالكم للعبادات بعد رمضان

2020-05-16T17:07:00+03:00

يعد شهر رمضان بيتًا وحاضنًا لكثير من العبادات التي يحب الإنسان المسلم القيام بها، وذلك ينعكس على الأطفال أيضًا، حيث يزداد تعرفهم كل يوم في الشهر الكريم بالعبادات التي يمكن أن يؤدوها ليتقربوا من خلالها إلى الله سبحانه وتعالى.

في شهر رمضان يستطيع الأطفال أداء العبادات بمشاركة ذويهم ولكن بعد انتهاء الشهر الكريم يجب على الوالدين تحمل مسؤولية ربط أطفالهم بهذه العبادات وجعلهم مستمرين عليها بأساليب الترغيب.

الداعية الإسلامي محمد خلة يوضح أن الله عز وجل، أمر الأهل بالاهتمام بالأبناء في جانب التربية الإيمانية كاهتمامهم بأنفسهم وذلك لقول الله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارًا وقودها الناس والحجارة" (التحريم:6).

ويبين في حديث مع صحيفة "فلسطين" أن الأهل لديهم مسؤولة كاملة ودائمة تجاه أبنائهم في موضوع تربيتهم على كل المستويات وخاصة التربية الدينية، ومن يمتنع عن أداء هذه المسؤولية فقد يحجبهم عن الجنة بتفريطهم بأبنائهم.

ويقول خلة: "إن الاهتمام بتربية الأولاد والبنات على أخلاق الدين الإسلامي سبب في دخول الجنة كما ورد في الحديث: من كان له ثلاث بنات فصبر عليهم فأطعمهن وسقاهن وكساهن من جدته كن له حجابًا من النار".

ويضيف: "إن الأخلاق والعبادات التي يُعلمها الأهل للطفل في رمضان يجب أن تستمر معه لباقي أشهر السنة ولا تنتهي بانتهاء الشهر الكريم"، داعيًا الأهل إلى الاستمرار في رعاية بذرة العبادة والأخلاق التي غرسوها في شهر رمضان وريها لتكبر في باقي أشهر السنة وحتى نهاية العمر.

ويذكر خلة أن من أهم العبادات التي يجب أن يبقى الطفل مداومًا على ممارستها هي الصلاة في المساجد إن أمكن، وإن لم يستطِع ففي البيت، إضافة إلى المداومة على حفظ القرآن وتحسين ترتيله.

ويشير إلى أنه لتحقيق ربط الطفل بهذه العبادات يجب تعريفه بالثواب الكبير الذي سيناله إن داوم واستمر على أدائها، ففي حفظ القرآن وترتيله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن القرآن ليلقى صاحبه حين ينشق عنه قبره فيقول: هل تعرفني؟ فيقول: لا أعرفك، فيقول: "أنا القرآن الذي أظمأت نهارك وأسهرت ليلك، وأن كل تاجر من وراء تجارته، وأنك اليوم من وراء كل تجارة، فيوضع تاج الوقار على رأسه، ويكسى والداه حلتين لا يقوم لهما أهل الدنيا فيقولان: بم كسينا هذا؟ فيقال بأخذ ولدكما القرآن، ثم يقال له: اقرأ واصعد في درجة الجنة وغرفها فهو في صعود ما دام يقرأ...".

وينبه خلة إلى أن من أهم الأساليب التي يجب أن تُستخدم في زرع محبة العبادات والأخلاق هو أسلوب الإقناع والترغيب بأجر التمسك به، وكذلك الحوافز المادية كالهدايا وغيرها من الأمور التي يرغبها الأطفال ويطلبونها من ذويهم.

كما يمكن -وفق خلة- استخدام الحوافز المعنوية كالتشجيع والمدح والثناء، والترغيب في أجر حفظ القرآن وأداء الصلوات الخمس"، محذرًا من استخدام العنف أو أسلوب الترهيب في ذلك إلا بقدر الحاجة إليه.

ويدعو خلة الوالدين إلى توجيه الأبناء لاختيار الصحبة الصالحة، حيث إن للأصحاب الأثر الكبير في استقامة الأبناء من عدمها، وهذا ما أكده حديث الرسول: "المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل".

ويكمل: "لقد ورد في الأثر قول: لا أفلح من أفلح إلا بصحبة من أفلح، ولا خسر من خسر إلا بصحبة من خسر، فاختر لصحبتك حسن الطباع فإن الطباع تسرق الطباع".

اخبار ذات صلة