ندد نائب رئيس الحركة الإسلامية في الداخل المحتل، الشيخ كمال الخطيب، بتواصل انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي بحق المسجد الأقصى والمدينة المقدسة، مؤكدًا أن "المقدسيين لن يتأخروا في تقديم حياتهم وما يملكون فداء للأقصى ولحمايته من اعتداءات الاحتلال".
وذكر الخطيب لصحيفة "فلسطين"، أن الاحتلال تمادى في انتهاكاته للمقدسات الإسلامية بفعل حالة الهوان والضعف العربي، وتجلى مظاهر ذلك بغياب رد فعل حقيقي من القمة العربية التي انعقدت في الأردن، مؤخرًا، حسب رأيه.
وعدَّ الدفاع عن المسجد الأقصى "شرفًا لكل مسلم وعربي، وفريضة شرعية وفق إمكانيات كل إنسان"، وأن ما يجري في المسجد الأقصى "صفعة للأمة ولطمة على وجه كل فلسطيني وعربي ومسلم".
وكانت مصادر إعلامية عبرية، كشفت النقاب عن موافقة حكومة الاحتلال لما يسمى بـ"منظمات الهيكل" المزعوم، بإقامة طقوس قرابين "عيد الفصح" في منطقة القصور الأموية الملاصقة للمسجد الأقصى، في خطوة تصعيدية تستهدف تهويد المسجد الأقصى.
وقالت صحيفة "هآرتس" العبرية إن هذه الجماعات توجهت لحكومة الاحتلال، وطلبت السماح لها بـ"تقديم القرابين" في ساحات المسجد الأقصى خلال "عيد الفصح" العبري الذي يحل في العاشر من ابريل/ نيسان القادم.
وأضافت أن جماعات المستوطنين اليهود، هددت بتقديم التماس لمحكمة الاحتلال العليا، في حال رفض طلبها، وأمهلت شرطة الاحتلال حتى أول من أمس، لمنحها التراخيص لإقامة طقوس قرابين "الفصح" في منطقة القصور الأموية في مدينة القدس.
وحسب الصحيفة، وجهت جماعات المستوطنين دعوات لأنصارها لاقتحامات جماعية للأقصى خلال عيد "الفصح"، وتقديم "قرابين الفصح" في باحاته، وإقامة الصلوات التلمودية وارتداء ملابس الصلاة اليهودية، التي يمنع المستوطنون من ارتدائها خلال اقتحام باحات المسجد.
كما اقتحم عشرات المستوطنين المتطرفين، أمس، المسجد الأقصى المبارك من باب المغاربة بحراسة مشددة من شرطة الاحتلال الخاصة.
وأشار الخطيب إلى أن الاحتلال الإسرائيلي ينتهج يوميًا أسلوب التصعيد بحق المقدسيين، منوهًا إلى أن المسجد الأقصى يشهد هذه الأيام عاصفة اعتداءات وقمع من شأنها أن تشعل نار المواجهة.
وقال "علاقتنا مع المسجد الأقصى ومدينة القدس علاقة دين، ليست موقفًا سياسيًا ولا واجبًا نريد أن نسقطه عن كاهلنا إنما نحن نؤدي دورنا وواجبنا الذي هو شرف كبير لنا سنحافظ عليه حتى التحرير أو أن يضمنا ثرى الأرض شهداء".
وخاطب زعماء الأمة العربية قائلاً "إن صمتكم وعدم قيامكم بواجبكم سيجرئ الاحتلال على تنفيذ مخططاتهم؛ وهذا يعني أن الشعوب لن تصمت وإن دور الشعوب سيكون حيث هي موجودة لذلك الدفاع عن القدس والأقصى هو شرف لكم فلا تتنازلوا عن هذا الشرف الذي سيحافظ عليه المقدسيون".
وفي سياق منفصل، أكد الخطيب أن فلسطينيي الداخل المحتل يحيون ذكرى يوم الأرض الواحدة والأربعين وهم أكثر تمكسًا بأرضهم، مشددًا على أن مرور السنوات لا يمكن إلا أن يأخذ من عمر المحتل ويزيد في عمر فلسطين والقدس.
ويحيي الفلسطينيون ذكرى أحداث "يوم الأرض" التي وقعت في الثلاثين من شهر مارس/ آذار منذ عام 1976، في أعقاب قيام الاحتلال بمصادرة واحد وعشرين ألف دونم من الأراضي الفلسطينية ذات الملكية الخاصة أو المشاع في نطاق حدود مناطق ذات أغلبية سكانيّة فلسطينيّة مطلقة، وخاصة في الجليل، حيث استشهد 6 فلسطينيين من الداخل المحتل.
وأكد أن سلطات الاحتلال تمارس سياسة الإقصاء ضد فلسطينيي الداخل من خِلال التضيق عليهم بكافة الأشكال، لافتًا إلى أن سلطات الاحتلال تواصل تكثيف الضغط على فلسطينيي الداخل والتضييق عليهم، من خلال إغلاق المؤسسات وهدم المنازل والمنشآت الصناعية، بزعم أنهم محرضون على أمن الاحتلال.
وأوضح أن تصعيد الاحتلال في الداخل الفلسطيني، مرتبط بطبيعة الحال برؤية حكومات الاحتلال للصراع ومنها الحكومة الحالية اليمينية برئاسة بنيامين نتنياهو، التي لها أجندتها المعروفة ومواقفها التي لم تعد خافية على أحد وتقضي بمعاداة كل ما هو فلسطيني.
وقال "نحن شعب يريد أن يحافظ على أرضه ومقدساته وثوابته، وعلى الطرف الآخر هناك حكومة تستهدفنا في أرضنا ومقدسانا وثوابتنا، وبالتالي هي صولات وجولات بين الظالم والمظلوم، ما بين صاحب الحق والمعتدي".
وأضاف "هذه هي طبيعة الصراع بين الاحتلال وصاحب الحق وبين المظلوم والظالم، فالذي يظن أن في هذا جديدا فيما يحدث فهو مخطئ، ولن تغير دولة من سياستها ولن نغير نحن من حقنا في الحفاظ على أرضنا وثوابتنا مهما كان الثمن".
وشدد الخطيب على أن الاحتلال لن يصل إلى مبتغاه بفصل الداخل الفلسطيني عن القدس والمسجد الأقصى، مؤكدًا أنهم سيبقون على تواصل مع المسجد الأقصى وسيدافعون عن حقهم فيه حتى تحريره.