قائمة الموقع

قرية "يعبد".. تاريخ طويل في مقاومة الاحتلال

2020-05-15T18:16:00+03:00

جاءت عملية مقتل جندي إسرائيلي بعد إلقاء حجر على رأسه في قرية يعبد شمال غرب جنين، لتُعيد الذاكرة إلى تاريخ القرية وأبنائها في مقارعة الاحتلال الإسرائيلي منذ سنوات طويلة.

وأعلن الناطق باسم جيش الاحتلال، الثلاثاء، ‫مقتل الجندي عميت بن يغآل، بعد إلقاء حجر على رأسه خلال تنفيذ عمليات اعتقال في يعبد شمال غرب جنين شمال الضفة الغربية المحتلة.

وقالت الخبيرة العسكرية الإسرائيلية ليلاخ شوفال في تقرير نشرته صحيفة "إسرائيل اليوم": إن "قتل يغآل في يعبد يعيد إلى الأذهان التاريخ الطويل لهذه البلدة الفلسطينية في مواجهتها العسكرية منذ عام 1936"، مضيفة أنها "منذ ذلك الحين كانت تسمى معقل العمليات المسلحة".

وأشارت شوفال إلى أنه في ثلاثينيات القرن الماضي شكّلت يعبد بؤرة الثورة العربية الكبرى الناجحة، وفي عام 1948 كانت في قلب معركة جنين، وقد تبدلت مواقع القيادة التنظيمية في هذه القرية بين حركتي فتح وحماس، وفي السنوات الأخيرة عدت القرية محور عمليات إلقاء الحجارة على سيارات المستوطنين والمركبات العسكرية للجيش.

وأكدت أن قرية يعبد، تعد قرية عنيفة، لأن الشباب الفلسطينيين فيها يستطيعون، وفقا لمسؤولي الأمن الإسرائيليين، أن ينتقلوا من درجة صفر إلى 100 لتنفيذ عمليات ضد الجيش، وفي وقت قصير جدا.

وأشارت أن قرية يعبد تملك تاريخا حافلا من ثمانين سنة، ويعود ذلك إلى أحداث 1936- 1939، حين اندلعت "الثورة العربية الكبرى"، وخلال هذه الثورة، كانت يعبد أحد مراكزها التي عملت بقوة، ما قد يشير إلى أهمية هذه القرية.

وأوضحت أنه خلال عملية نفذها جيش الاحتلال في حزيران 1948، شاركت القرية في معركة جنين بين قوات الجيش والشبان الفلسطينيين والعراقيين الذين جاؤوا لدعم فلسطينيي المنطقة خلال تلك الحرب.

وأكدت أنه منذ اتفاقات أوسلو أصبحت السيطرة على القرية إشكالية إلى حد كبير، لأن تصنيف بعض حدودها محددة على أنها المنطقة (ب)، لكن معظم المنطقة الزراعية تعرف بأنها المنطقة (ج)، وبشكل عام، تعد محافظة جنين بشكل عام، ومدينة جنين على وجه الخصوص، معاقل مسلحة.

إلى ذلك واصل الاحتلال الإسرائيلي حصاره المشدد لبلدة "يعبد" جنوبي مدينة جنين التي شهدت مواجهات استمرت لساعات فجر أمس، بين الشبان الفلسطينيين وجنود الاحتلال.

وأفاد شهود عيان بإصابة شابين برصاص الاحتلال، وآخرين بحالات اختناق؛ جراء قنابل الغاز، خلال المواجهات المستمرة داخل البلدة.

واقتحم جيش الاحتلال، بعشرات الآليات العسكرية "يعبد"، ولا يزال يحاصرها، بعد مقتل جندي إسرائيلي من وحدة "غولاني".

واعتقل أكثر من 10 أشخاص في المبنى الذي ألقيت منه الحجارة التي تسببت في مقتل الجندي، بحسب بيان جيش الاحتلال.

في حين طالب نشطاء فلسطينيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بالوقوف ومؤازرة "يعبد" لكسر الحصار المفروض عليها من خلال فتح نقاط مواجهة مع قوات الاحتلال في مختلف أنحاء الضفة.

و يقول المختص في الشأن الإسرائيلي عدنان أبو عامر: إن يعبد التي وقعت فيها عملية قتل الجندي بحجر كبير، تمتلك تاريخا طويلا من الهجمات المسلحة منذ عقود طويلة، وتحديدا منذ 1936، وصولا إلى 1948، مرورا بسنوات ما بعد احتلال الضفة الغربية، وانتهاء بالانتفاضتين 1987، و2000.

كما يقول الكاتب والمحلل السياسي إياد القرا: "قُتل جندي من القوة المقاتلة الخاصة للاحتلال بحجر ألقاه شبان منتفضون يخرجون كل وقت وحين للتصدي بما يستطيعون لمواجهة الاعتقالات الليلية والنهارية التي ينفذها الاحتلال، أو لهدم المنازل".

ويضيف: " شاهدنا كمين المولوتوف في قرية المجد والأحرار كوبر، عندما هدم جنود الاحتلال منزل البطل الأسير قسام البرغوثي، ثم في قرية القسام يعبد في جنين، كان كمين بالحجارة قتل فيه جندي".

وشدد على أن "الضفة ستبقى موطن الأحرار تقاوم وتقاتل بما تستطيع إلى ذلك سبيلًا، ولو كان حجرًا أو مولوتوفا، وتتغير الوسيلة لكن تبقى الإرادة ثابتة".

اخبار ذات صلة