فلسطين أون لاين

ذوو الشهيد "قيسية": الاحتلال قتل طفلنا بدم بارد انتقامًا من "حجر يعبد"

...
غزة- فاطمة الزهراء العويني

اتهم ذوو الطفل زيد فضل قيسية (15 عاما) جيش الاحتلال الإسرائيلي بتعمد قتل نجلهم بدم بارد بعد إصابته برصاصة مباشرة في الرأس، وذلك انتقامًا لمقتل جندي بعملية إسقاط حجر ثقيل على رأسه في بلدة يعبد قضاء جنين.

وعبر رياض قيسية، الشقيق الأكبر للشهيد زيد، عن الصدمة الكبيرة التي أصابت العائلة بعد سماعها بنبأ استشهاد الطفل برصاص الاحتلال في أثناء وجوده في مخيم الفوار، قائلًا: إنه منذ أيام عدة موجود هناك عند والدته وإخوته.

وبين أنهم تفاجؤوا باستهداف الاحتلال "زيد" الذي لم يسبق له أن شارك في أي أعمال مقاومة، بل كان يقضي وقته مع إخوته على سطح بنايتهم المكونة من ستة طوابق، حينما اعتلى جنود الاحتلال جبلاً عند مثلث الفوار يكشف المخيم وقنصوا خمسة شباب على عدد من أسطح البنايات ليستشهد زيد على الفور، في حين أصيب أربعة آخرون بجراح.

وأعلنت وزارة الصحة برام الله استشهاد قيسية وإصابة 4 شبان بجراح، فجر أول من أمس، برصاص  قوات الاحتلال الإسرائيلي في مخيم الفوار جنوب الخليل.

ويشير شقيق الشهيد إلى أن "زيد" الذي ترك المدرسة منذ فترة ويتعلم حرفة "الدهان" عند أحد أقربائه، كان مشغولًا بعمله وبعلاقاته الاجتماعية الواسعة مع أصدقاء منطقته "الظاهرية" وأقربائه فيها.

ويتابع: "كان يقضي وقته وسط إخوته في الظاهرية وإخوته الآخرين في مخيم الفوار وممارسة الرياضة والخروج في نزهات برية مع أصدقائه"، مؤكدًا أن الاحتلال استهدفه متعمدا وبدم بارد كسلوك انتقامي بعد مقتل أحد جنوده في يعبد في مدينة جنين، فجر الثلاثاء.

وقال: "ما يؤكد أنه سلوك انتقامي، أن أخي كان بعيداً عنهم (جنود الاحتلال) في وسط المخيم وأنهم يفرقون أي تجمع شبابي بقنابل الغاز والصوت لا الرصاص الحي".

وأشار إلى أنهم علموا بنبأ استشهاد زيد عقب اتصال من أحد الأشخاص في المخيم تلقاه والده، وقال: "اتصل بي والدي وأخبرني أن "زيد" أصيب، طالبًا مني أن ألحقه أنا وشقيقي الثاني لنتوجه لرؤيته لكن والدتي اتصلت بعده تخبرني أنه استشهد ولكن أبي لا يريد أن يصدمني".

توجه الوالد والشقيقان مباشرة إلى يطا حيث وجدوا جموعًا غفيرة من الناس في انتظارهم في المستشفى لمواساتهم، فأصيب الأب بانهيار عصبي عند رؤية زيد في ثلاجة الموتى.

ويقول شقيقه: "زفته أمه وإخوته في الفوار، ثم توجهنا به إلى الظاهرية، حيث أقام له إخوته هناك زفة أخرى ثم دفناه إلى مثواه الأخير".

في حين أفاد مهند قيسية، ابن شقيق الشهيد، بأنه كان مقربًا جدًا من زيد بحكم تقارب السن، حيث لم يكن يتعامل معه على أنه عمه بل صديق مقرب له، مضيفًا: "كان يعاملني بشكل رائع ويؤمنني على أسراره ونقضي أغلب وقتنا معًا حتى أننا نعمل في المهنة ذاتها".

وبين أن "زيد" كأنه كان يستشعر أنه سيستشهد، إذ تواصل معه قبل أيام عبر "الماسنجر" وهو أمر لم يعتد عليه عند وجوده في الفوار، مخبراً إياه أنه اشتاق إليه وسيأتي لزيارته، وفعلاً جاء لزيارته وزار جميع أصدقائه في المنطقة ثم عاد للفوار "وكأنه الوداع الأخير".

وأضاف:" الآن أستذكر هذا الموقف غير الاعتيادي حيث إنه بالعادة يكون مشغولاً عندما يوجد في الفوار، لكن كأنه شعر بأنه سيغادر دنيانا قريباً".