فلسطين أون لاين

"اجتماعات السلطة لا تتبنى أجندات حقيقية لحماية القضية"

بالفيديو هنية: حراك بملف الأسرى وسنزيد "الغلة" إن لم يستجب الاحتلال

...
إسماعيل هنية

قال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس، إن وساطة مصرية بدأت في إجراء مفاوضات غير مباشرة لإنجاز صفقة تبادل أسرى بين حماس والاحتلال الإسرائيلي.

وأكد هنية، خلال لقاء بلا حدود، على قناة الجزيرة الفضائية، الليلة، أن كتائب القسام تمتلك جنوداً إسرائيليين  منذ حرب 2014، والآن نحن في بداية التفاوض، مع الاحتلال دون حصول أي اختراق.

وقال: "إذا تجاوب الاحتلال مع المطالب الفلسطينية للوصول لهذه الصفقة فكان بها، وإلا فالذي عندنا سيبقى عندنا، وإن لم نصل لصفقة فذراعنا طويل ويمكن أن تزيد الغلة والصندوق"، مشيراً إلى أن عدم حصول اي اختراق يرجع لعدم امتلاك الاحتلال الجدية في مفاوضات التبادل.

وأضاف: "لم يحصل الاختراق المطلوب في المفاوضات غير المباشرة بخصوص الأسرى، لأن الاحتلال يفتقر للجدية ويتعامل مع القضايا بقشورها، وإنجاز الصفقة معتمد على تجاوب الاحتلال مع مطالبنا".

وأردف بالقول: "الإفراج عن كل أسرى صفقة وفاء الأحرار هو شرط أساسي لإتمام هذه الصفقة، وفي حال أجرينا صفقة جديدة سنأخذ كل الضمانات لكي لا يكرر الاحتلال اعتقال من أُفرج عنهم".

وشدد على أن قضية الأسرى تحتل أعلى الأولويات لدى حماس وكل شعبنا، وتحريرهم واجب مقدس، والمقاومة لن تتوانى في أن تسلك أي طريق لتحريرهم.

وأشار إلى أن "جمهورية مصر العربية تقوم بدور الوساطة، مع وجود بعض الاتصالات من بعض الدول، لكن الجهود الأساسية تتم عبر مصر".

اجتماع رام الله

وحول اجتماع "القيادة" الذي دعت إليه السلطة الفلسطينية، أكد هنية أن أي اجتماع فلسطيني شامل تحت حراب الاحتلال، لن يكون مجدياً "لأننا نريد وقف التعاون الأمني مع الاحتلال وإطلاق يد المقاومة في الضفة الغربية".

وقال هنية خلال لقاء بلا حدود، على قناة الجزيرة الفضائية، إن الاجتماعات التي تقودها السلطة الفلسطينية في رام الله، لم نجد جدية حقيقية لها مع السلطة "لأنها لا تتبنى أجندات حقيقية لحماية القضية الفلسطينية".

وأضاف: "نحن مع أي اجتماع جدّي وحقيقي يمكن أن يشكل فرصة لمواجهة الأخطار الاستراتيجية التي تواجه القضية الفلسطينية، ولقاء رام الله القادم شكل غير مرضي ولن يكون مجديًا ولا ينتج عنه عمل".

وشدد على أهمية وجوب تحقيق الوحدة وإطلاق يد المقاومة بكافة أشكالها لمواجهة الاحتلال وقرارات الضم والتوسع.

وقال: "زيارة وزير الخارجية الأمريكي جاءت لإعطاء غطاء كامل للاحتلال للقضاء على القضية الفلسطينية، في ظل مشاريع ضم الضم الغربية التي أعلن عنها الاحتلال".

وشدد هنية على أن حركة حماس تقدّس الوحدة الوطنية؛ وقدّمت الكثير من التنازلات والمرونة، من أجل إنهاء الانقسام، قائلاً: "الاجتماعات السابقة التي دُعينا إليها وشاركنا فيها، آخرها اجتماع رام الله بُعيد إعلان صفقة القرن، وأنا بادرت بالاتصال وقتها بالأخ أبو مازن".

 وأضاف: "لم نجد جدية حقيقية تترتب على الاجتماعات السابقة والذي كان آخرها اجتماع رام الله، لذلك أي دعوة تفتقر إلى الجدية، ولا تتبنى استراتيجية وطنية، لن تجدي في هذا الوقت".

 وتابع: "تعودنا على مثل الاجتماعات بأنها بلا نتائج ولا استراتيجيات، وتستخدم للتغطيات الإعلامية، وأعتقد أنها لا ترضي أبناء شعبنا".

 ووجه رئيس حماس الدعوة إلى رئيس السلطة الفلسطينية بأن يدعو الإطار القيادي المؤقت لاجتماع عاجل ليبحث ثلاثة ملفات أساسية: "إعادة ترتيب البيت الفلسطيني على أساس الاتفاقات السابقة، ومعالجة الوضع السياسي الناتج عن المفاوضات العبثية، ونتفق على استراتيجية وطنية شاملة ترتب المسار النضالي المقاوم".

 وقال: "لطالما نادى الجميع بضرورة إعادة ترتيب منظمة التحرير الفلسطينية، وأن يجتمع المجلس الوطني الفلسطيني خارج الأراضي المحتلة"، مشدداً على ضرورة إطلاق العنان للمقاومة الشاملة، وعلى رأسها المقاومة المسلحة؛ "لأننا أمام خطر كبير، لأن الضم خطوة خطيرة وغير عادية، ويجب أن يكون الرد غير عادي".

 وأضاف: "حديث أبو مازن عن الانحلال من كل الاتفاقيات تأخر كثيرًا، وهناك قرارات سابقة، ولم يُطبق منها شيء".

النكبة 72

وقال رئيس حماس: "نعيش اليوم الذكرى الـ72 لاغتصاب فلسطين، وتهجير شعبنا، وفرْض هذا الكيان على أرضنا المباركة، مرّ 72 عامًا من التهجير والتهويد والتقسيم، لكن مرّ 72 عامًا من المقاومة والصمود والمواجهة"

وأضاف: "الشعب الفلسطيني يؤكد أنه متجذر في أرضه، وأنه قادر على كتابة التاريخ وحماية الجغرافيا، وأنه شعب لا يكل ولا يمل رغم كل هذا العدوان السافر".

وحيا هنية أبناء الشعب الفلسطيني في كل مكان، موجهاً تحيته الخاصة إلى "أبطال قرية يعبد قضاء جنين، الذين أكدوا أن الشعب الفلسطيني لا يمكن أن يتخلى عن أرضه وقضيته".

وجدد تأكيده أن حركة حماس دائمًا مع أي خطوة فلسطينية جادة وحقيقية لمواجهة المخططات الصهيونية.

وحلول الخطة التي أعدتها الحركة، لمواجهة مخططات الاحتلال الإسرائيلي قال هنية: "سنسعى إلى توحيد الشعب الفلسطيني في مواجهة هذه الاستراتيجية، وعلينا أن نطلق المقاومة الشاملة الواسعة ضد هذه الخطة الإجرامية التي تديرها الولايات المتحدة".

وأضاف: "حركة حماس ومعها فصائل المقاومة لن تسمح مطلقًا بتمرير هذه الخطة الإجرامية، وشعبنا الفلسطيني، وقادر على أن يجهض هذه المخططات"، مؤكداً على أن حركته تسعى لتشكيل بناء تكتل عربي إسلامي ليشكل دعمًا وإسنادًا للموقف الفلسطيني الموحد لإفشال صفقة القرن.

 مواجهة التطبيع

ودعا هنية إلى ضرورة وقف أي شكل من أشكال التطبيع مع الاحتلال الصهيوني، قائلاً: "التطبيع لا مكان له في واقعنا العربي الإسلامي، نعم هناك أصوات نشاز، لكنها لا تعبر عن الوعي العربي، فالشعوب العربية مرتبطة بالقدس وفلسطين".
 
وأضاف: "تابعت كمّا هائلًا ومشرفًا من أوساطنا العربية والإسلامية أظهرت صوتًا آخر غير الذي تروجه بعض المسلسلات، وأظهرت أن كل محاولات التطبيع ستفشل".

وتابع: "أصوات دعاة التطبيع مع الاحتلال في العالم العربي هي أصوات شاذة وستفشل".

نتبنى سياسة الانفتاح على الجميع

وأكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس أن علاقة الحركة مع كل الدول العربية والإسلامية طيبة، ونسعى دائما لتطويرها، لأننا نتبنى سياسة الانفتاح على الجميع، ولأن القضية تهم الجميع.

وأوضح أن العلاقة مع مصر مستقرة ومتطورة وإيجابية، ونرى في مصر دولة جوار كبرى، لأنها تشكل عمقًا عربيًا استراتيجيًا، ونحن معنيون بتطوير هذه العلاقة، مضيفاً أن معبر رفح والمصالحة الفلسطينية، والعمق العربي كلها ملفات تديرها جمهورية مصر العربية؛ ونحن معنيون بتطوير هذه العلاقة.

وشدد هنية أن علاقة حماس مع جمهورية إيران الإسلامية منطلقة من أننا نريد علاقة طيبة مع كل الدول العربية والإسلامية، مبيّنًا أن إيران قدمت على مدار سنوات مساعدات مالية، وعسكرية، وتقنية، ونحن نتعامل مع الكل الدول على أساس ما تقدمه بما يفيد قضية فلسطين وقضية المقاومة.

وأوضح أن الكثير من الدول تقدم لفلسطين المساعدات المالية والإغاثية، مثل دولة قطر وتركيا وغيرهما.

وعبّر هنية عن رفض حركة حماس لأي لقاء تطبيعي بين أي مسؤول عربي مع أي مسؤول إسرائيلي، سواء كان مسؤولًا سودانيًا أو غير سوداني.

ودعا هنية إلى وقف أي شكل من أشكال التطبيع مع الاحتلال الصهيوني.

وشدد على أن التطبيع لا مكان له في واقعنا العربي الإسلامي، وأن الأصوات النشاز لا يمكن أن تعبر عن الوعي العربي، فالشعوب العربية مرتبطة بالقدس وفلسطين.

العلاقة مع السعودية

وقال هنية إن علاقاتنا مع كل الدول العربية والإسلامية طيبة، وننظر إلى جميع الدول على أنها سند وداعم للقضية الفلسطينية، والمملكة العربية السعودية في هذا السياق وهذا الإطار.

وأوضح أنه هناك صفحة مؤلمة في العلاقة مع السعودية تمثلت باعتقال 62 ناشطًا، على رأسهم ممثل الحركة في المملكة.

وتابع: كلنا أمل في أن يسعى الإخوة في السعودية لطيّ هذه الصفحة، لأننا معنيون بعلاقة طيبة مع المملكة، ولا يصح أن يتم اعتقال أبناء وأشقاء الشعوب العربية والإسلامية في أي من الدول العربية.

ودعا هنية خادم الحرمين الشريفين إلى الإفراج عن الإخوة المعتقلين، ونحن على أعتاب عيد الفطر السعيد، مبيّنًا أن المحاكمات واللوائح الموجهة للمعتقلين في السعودية مؤسفة ومؤلمة، وغير متوقعة من أي قضاء عربي تجاه أي إنسان فلسطيني يعيش من أجل قضية الأمة.

وشدد على أن كل المعتقلين في السعودية كانت أنشطتهم خيرية، ولا يوجد لهم أي نشاط يمسّ أمن المملكة، مؤكداً أن حماس لا تتدخل في أي شأن من شؤون الدول العربية.

وعدّ هنية أمن الدول العربية، والمملكة العربية السعودية، جزءًا من أمننا القومي.

وحول مبادرة الحوثي للإفراج عن أسرى سعوديين مقابل الإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين في السعودية، قال هنية إننا رحبنا بمبادرة الحوثي، وعبرنا عن شكرنا له، مبيّنًا أنه لا يوجد هناك حراك جدي وحقيقي بُني على هذه المبادرة.

ونبه هنية إلى أن حماس حركة وطنية فلسطينية، وتعمل داخل أرض فلسطين، وبين أوساط شعبها، واستراتيجية قائمة على مواجهة الاحتلال الصهيوني، مضيفًا أن حماس ليس لها أي ارتباط تنظيمي أو عضوي خارج فلسطين، ونحن علاقاتنا مع كل مكونات الأمة طيبة. 

وتابع: نريد لكل شعوب الأمة أن تتوحد وتنهي خلافاتها، وأن يعود إليها الاستقرار، وأن تنتهي كل المعارك الطائفية والعرقية لأنها تنهك الجسم العربي، وتغري الاحتلال للاستمرار في ضرب قضية الأمة، ومحاولة الاستيلاء على المسجد الأقصى والقدس.

ودعا هنية شعوب أمتنا إلى إنهاء حالة التوتر والحروب، واستعادة وحدة الكلمة، لأن صفقة القرن ليست مقصورة على تصفية القضية الفلسطينية، بل لها مسار إقليمي بأن يتم السماح للكيان الصهيوني بأن يتسيّد المنطقة العربية بمساعدة أمريكية.

وشدد هنية على أن خطر صفقة القرن يمتد إلى البيت العربي، ويجب أن نعيد ترتيب هذا البيت من أجل قطع يد هذا الخطر.

حركة ديمقراطية

وأكد أنه لا يوجد خلافات داخل حماس، مبينًا أن حركة حماس حركة كبيرة ممتدة في الداخل والخارج، وفيها طبقات قيادية وتكامل أجيال، وفيها نقاش وحرية رأي وديمقراطية عالية المستوى.

وأوضح هنية أن حركة حماس أكبر من أي فرد وأي قائد، ولها أعراف، وتزداد يومًا بعد يوم تمسكًا ووحدة داخلية، معبرًا عن افتخاره بأنه حماس هي الحركة الفلسطينية الوحيدة التي تُجري انتخابات بشكل دوري.

ونبه هنية إلى أنه لم يُعرف عن حركة حماس منذ انطلاقتها حتى الآن أن يخرج أي أحد عن أي قرار تتخذه الحركة بمؤسساتها، وأن الجميع في الداخل والخارج يلتزم بهذه القرارات ويعمل بموجبها.

وترحم هنية على رائد العمل الخيري عضو المكتب السياسي لحركة حماس أحمد الكرد أبو أسامة.

ووجه هنية التحية لأهلنا المرابطين في ساحات المسجد الأقصى المبارك، الذين يدافعون عن القدس والمسجد الأقصى في وجه العدوان الإسرائيلي.

المصدر / متابعة فلسطين أون لاين