يصوم المسلمون في أنحاء العالم كافة شهر رمضان في ظل وضع جديد عليهم يتمثل في تفشي فيروس كورونا (كوفيد-19)، الذي لم تنتج أي من الدول عقارا ناجحا للقضاء عليه حتى اللحظة.
استشاري طب الأسرة والتغذية د. سمر النخال توضح أن المسلمين يستقبلون رمضان هذا العام وقد بدأت درجات الحرارة بالارتفاع، كما تمتد ساعات الصيام لفترة طويلة تصل إلى 15 أو 16 ساعة.
وتقول لصحيفة "فلسطين": "في ظل تفشي جائحة كورونا بدأ بعض يتساءل: هل يؤدي الصيام إلى ضعف مناعة الصائمين مما يشكل سبباً لزيادة مخاطر انتشار فيروس كورونا المستجد؟"، مستدركة: "لقد أثبتت الدراسات العلمية أن الصيام لا يضعف المناعة بل على العكس يساهم في تعزيز وتقوية جهاز المناعة، وبالتالي فالصيام يحمي الإنسان من الأمراض المختلفة ويساعد جسمه على التخلص من الخلايا التالفة".
وتذكر أن منظمة الصحة العالمية أكدت أن الإكثار من شرب الماء لا يقي من العدوى بفيروس كورونا المستجدّ، كما أن الغرغرة بالماء والملح وشرب الماء والسوائل الساخنة جميعها ممارسات لا تقي من الاصابة بهذا الفيروس.
وتشير النخال إلى أنه لكي يحافظ الصائم والإنسان على صحته أثناء صيام رمضان، فينصح بتناول طعام صحي متوازن كما يجب الحرص على تناول السوائل بشكل كافٍ لإرواء الجسم، حيث إن الماء مهم جدا لقيام الجسم بوظائفه الحيوية بما فيها المناعة ومقاومة الأمراض.
ولضمان حصول الجسم على الكمية الكافية من السوائل ينصح باتباع الإرشادات التالية –وفق النخال- أولاً: الحرص على تناول السوائل بوفرة خاصةً الماء بين وجبتي الإفطار والسحور (حوالي 8-10 أكواب توزع على فترات ما بين الإفطار والسحور).
وثانيا، تبين ضرورة الحرص على تناول كمية وافرة من الخضار في وجبتي الإفطار والسحور، فالخضار (خاصة الخضار الورقية، الخيار والبندورة) تحتوي على الماء والألياف وبالتالي تبقى فترة طويلة في الأمعاء مما يقلل من الإحساس بالعطش.
وتنبه إلى ضرورة تجنب المشروبات الغازية والاعتدال في تناول المشروبات الرمضانية كوب أو اثنين صغيرين بسبب احتواء هذه المشروبات على الكثير من السكر، الأمر الذي يزيد من الشعور بالعطش، إضافة إلى كونها سبباً مباشراً لزيادة الوزن وتسوس الأسنان.
وتشدد النخال على أهمية تجنب المبالغة في تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين مثل: القهوة، الشاي، المشروبات الغازية، حيث إن الاكثار من تناول الكافيين قد يسبب كثرة التبول وفقدان الجسم للسوائل.
كما يجب تجنب الأطعمة المالحة مثل الأجبان، المكسرات المالحة والمخللات، والتقليل من الحلويات والأطعمة المقلية نظراً لاحتوائها على الكثير من السكريات والدهون –تتابع حديثها- بالإضافة لكونها أطعمة تضعف جهاز المناعة"، لافتةً إلى أن قطعة من الفاكهة تمثل التحلية الصحية المثالية.
وتؤكد النخال ضرورة التواجد في مكان جيد التهوية مع تجنب التعرض لأشعة الشمس وخاصة خلال ساعات الظهيرة حتى لا يعرق الصائم كثيراً وبالتالي يفقد الكثير من سوائل الجسم.
