قائمة الموقع

هكذا غيّرت الوقاية من كورونا التعاملات اليومية

2020-05-12T16:44:00+03:00

غير فيروس كورونا الذي انتشر في أنحاء العالم كافة الكثير من العادات التي كان البشر يقومون بها خلال حياتهم اليومية، كما انعكس ضرر هذا الفيروس على أداء العبادات في المساجد.

فما بين منع للصلاة في المساجد خوفًا من انتشار الفيروس بسبب الاحتكاك المباشر بين الناس خلالها، مرورًا إلى تحذيرات الاختلاط من قرب بالآخرين، وتوجيه النصائح لالتزام البيوت وعدم الخروج منها إلا للحالات الضرورية؛ أصبح شكل الحياة في يوم رمضان مختلفًا.

وكانت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية قررت تعليق إقامة الصلاة في المساجد منذ نيسان (أبريل) الماضي، واستمر الأمر حتى شهر رمضان الذي علقت فيه إقامة الصلوات، ومنها التراويح أيضًا.

وائل بركة معتاد كل رمضان أن يؤدي صلة الرحم ويزور خلاله الكثير من الأقارب والمعارف، ولا يقتصر الأمر عليه؛ فكان يصطحب معه ابنيه، وفي بعض الأحيان زوجته وبناته الصغار.

وفي دردشة مع صحيفة "فلسطين"، يقول: "كل عام أزور أخواتي الستة، وعماتي وأعمامي وأخوالي وخالاتي، وبعض أبنائهم المقربين مني كثيرًا"، لافتًا إلى أنه كان يقضي نصف الشهر وهو يؤدي الزيارات العائلية.

ويشير إلى أن هذا العام مختلف؛ فهو حذر في الخروج مع أبنائه في الزيارات العائلية، إذ يؤديها بنفسه فقط مع أخذه بالاحتياطات الصحية اللازمة من حيث ارتداء الكمامة، وتعقيم يديه منذ الخروج من المنزل حتى العودة إليه.

طبيب الأسرة د. بسام أبو ناصر يؤكد أن شهر رمضان هذا العام يختلف عن الأعوام السابقة، لأن العالم يمر بمشكلة كبيرة هي فيروس كورونا، هذا المرض حد من تحركات البشر وتنقلاتهم، ومن ممارسة الشعائر الدينية في أنحاء العالم كافة.

ويقول لصحيفة "فلسطين": "هذا العام أُغلقت المساجد وهو ما يدعونا لمناشدة كلٍّ الالتزام في البيت، لأن الأمر خطير جدًّا، على مستوى العالم أو في الدول العربية المجاورة للقطاع، لذلك يجب توخي الحذر لنبقى دون انتشار المرض الذي أرق العالم بأسره".

ويضيف أبو ناصر: "إن الطريقة السليمة لمواجهة هذا الأمر هي اتباع توصيات الجهات المختصة والبقاء في المنزل، وأداء العبادات والشعائر الدينية بالبيوت في رمضان"، لافتًا إلى أن زيارات الأهل وصلة الرحم يفضل القيام بها فرديًّا دون اصطحاب العائلة بأكملها.

وينصح بالمحافظة على المسافات في البيوت والامتناع عن التسليم بالأيدي، وعمل وقاية في الشارع بلبس الكمامات، مع الاهتمام بخلع الحذاءين خارج المنزل المنوي زيارته.

ويقول أبو ناصر: "يجب أن تقتصر الزيارة على وقت قصير؛ فتكفي زيارة سريعة من 10-15 دقيقة، ويفضل أن تكون في نهار رمضان أو العصر، وفي هذا عذر لعدم البقاء مدة طويلة، ولمنع الإحراجات".

"ومن باب الحماية والاحتياطات اللازم اتخاذها –يتابع حديثه- يجب محاولة المباعدة في المسافات وعدم الاحتضان أو التقبيل مع الأقارب، وأن تقتصر السلامات على الإيماءات"، ويشدد على ضرورة ارتداء الكمامات عند الخروج من المنزل، وإذا كان هناك إمكانية لاستبدالها وتغييرها فهذا جيد ومهم.

أما الأسواق فيبين أبو ناصر أن زيارتها يجب أن تقتصر على ثلاث مرات في الأسبوع وليس يوميًّا، وأن يرتدي الشخص الكمامة وأن يتسوق ما يكفيه لعدة أيام دون مبالغة، مع أهمية الابتعاد عن الازدحام في الأسواق، وأن يشتري ما يريد سريعًا ثم العودة للمنزل مباشرة.

ويضيف: "أما صلاة التراويح فهي سنة يمكن أداؤها في البيوت على أن تتوافر عدة شروط في هذه الصلاة، ومنها: أن تكون هناك مسافة بين الإمام ثم الرجال ثم الأطفال ثم النساء، وبهذا يعمل تباعد طبيعي بين الصفوف بمقدار السجود".

ويشير أبو ناصر إلى وجوب أن تكون تهوية الغرف جيدة، لتقليل احتمالات الإصابة بالعدوى من أي زائر"، لافتًا إلى أهمية الاستفادة من الوقت في البيت بتلاوة القرآن والذكر والتقرب من الله، ليمر الوقت سلسًا جدًّا، مع الالتزام بالشعائر الدينية، بدلًا من التفكير بفيروس كورونا.

ويختم بتأكيد ضرورة غسيل اليدين بالكحول بمجرد قدوم الشخص من الخارج، وتخصيص مكان للأحذية، مذكِّرًا بأن الواجب الديني يحتم على الإنسان المسلم الحفاظ على النفس.

 

اخبار ذات صلة