قائمة الموقع

"تكية الشمال الخيرية".. حكاية مبادرة شبابية

2020-05-12T16:08:00+03:00

بدأت من فكرة ناشئة تعاون فيها الشابان أمين شاهين وفادي عبد النبي، صاحبا الفكرة، إلى أن أصبحت من كبرى المبادرات الشبابية التي تختص بالمجال الخيري بمحافظة شمال القطاع. وتقوم مبادرات عدة تلامس احتياجات المتعففين اليومية، من وجبات طعام وتعبئة خزانات مياه الشرب وطرود غذائية بشكل دائم، ويزيد دورها في شهر رمضان.

قبل عامين بدأت المبادرة بفكرة طبخ الطعام على آنيتين صغيرتين وتوزيعه على عدد من العائلات الفقيرة. كبرت الأواني وزاد عددها، وبدأ فريق المبادرة بالاتساع والتطور، حتى استفادت منها آلاف الأسر في وقت قياسي. وبلغت قيمة المساعدات التي قدمتها التكية في رمضان من العام الماضي قرابة 50 ألف دولار.

3 مشاريع

تفاصيل متعددة لنجاح هذه التجربة في العمل الخيري، حيث يقول فادي عبد النبي (31 عاما) من سكان القطاع عن أنشطتهم في شهر رمضان لهذا العام في مستهل حديثه مع صحيفة "فلسطين": "نركز على ثلاثة مشاريع في رمضان، الأول تكية إطعام وإيصال وجبات الإفطار لمئات المحتاجين في محافظة شمال القطاع، ومبادرة "سقيا الماء" في تعبئة خزانات المياه الثابتة التي أنشأناها، أو الخاصة بالمواطنين، وتوزيع ربطة خبز نعده بفرن يدوي أنشأه الصديق أمين شاهين الذي يعمل بمجال تصنيع الماكينات والآلات".

قد لا يتسع الوقت للعاملين في هذه المبادرة، بعضهم يضطر إلى الإفطار خارج البيت، أو إنهاء العمل في ساعات ليلية متأخرة، لأن العمل هنا يتطلب جهدا بدنيا كون معظم العمل يتم بشكل يدوي.

ما إن تحل العاشرة صباحا من كل يوم حتى يبدأ الفريق بالتحضير لوجبة طعام تكفي إلى 120 عائلة بتجهيز الخضار وتقطيع اللحوم وطبخ الأرز، بالتزامن مع ذلك يجهزون لمبادرة توزيع الخبز وما يصحبه من تحضير بعجن الطحين وخبزه بالفرن الخاص داخل مقر المبادرة الذي أنشأه القائمون عليها بمحافظة الشمال، وتوزع ربطات الخبز على 35 عائلة يوميا.

"الوضع بشكل عام صعب ط، فهناك أناس اجتمع عليهم الفقر والمرض، وهم من نحاول استهدافهم من خلال المبادرة، فمثلا هناك مرضى السرطان و"الفشل الكلوي" لهم أكل خاص نحاول تقديمه، نبحث عنهم في مناطق محافظات الشمال وفق قوائم أعددناها سابقا" .. يقول عبد النبي.

يتحدث عن المبادرات المنبثقة عن "التكية"، منها مبادرة "زكاتي لغزة" استهدفت العام الماضي 200 أسرة، وتسعى في العام الحالي للوصول للعدد نفسه، يصطحبون معهم المتبرعين في جولاتهم خلال توزيع المساعدات النقدية على الفقراء.

ينقل عن انطباع أحد فاعلي الخير حينما شاهد المأساة أمامه: "حينما دخل أول بيت وجد ستة أشخاص من ذوي الإعاقة السمعية، والبيت الثاني لمريض سرطان لا يوجد في ثلاجته شيء، فضاعف المبلغ المقدم لهم".

المبادرة الأخرى تحت اسم "الكوثر" تعمل على شحن 5 آلاف لتر يوميا في رمضان لملء خزانات 25 عائلة، وهي مستمرة حتى منتصف رمضان، تختص بنوعين من توزيع المياه، الاول تغذية 26 محطة ونقطة توزيع ثابتة أنشأتها التكية في مناطق مكتظة بالسكان خاصة في بيت لاهيا وبيت حانون، إضافة إلى محطة تحلية توزع 10 آلاف لتر مياه يوميا على سكان منطقة "بئر النعجة" قرب مخيم جباليا، والثاني تعبئة خزانات المياه للمواطنين تكفيهم لشهر كامل.

ولم يحظَ عبد النبي بفرصة الإفطار مع عائلته إلا مرة واحدة، نتيجة انشغاله، ولا يخفي حجم الجهد المبذول بابتسامة رضا: "معظم الأيام في رمضان نخرج الساعة العاشرة صباحا ونعود ليلا. تناولت الإفطار مرة واحدة مع البيت، لأن هناك أغراضا ومتطلبات تحتاج لجلبها ومن ثم توزيع الوجبات والمساعدات على الناس في مناطق مختلفة في محافظة الشمال، وهذا يتطلب وقتا وجهدا كبيرا".

اخبار ذات صلة