قائمة الموقع

المقدسية "زينة" تعيش فصول رمضان "غير اعتيادي"

2020-05-12T15:44:00+03:00

تفتقد الناشطة المرابطة المقدسية زينة عمرو (56 عامًا) لذّة النزول إلى باحات المسجد الأقصى عندما تقترب عقارب الساعة من السابعة ونصف يوميًّا، خاصة في شهر رمضان، بسبب إغلاق المسجد الأقصى، ضمن الإجراءات الوقائية لمواجهة فيروس "كورونا".

كـ"الصاعقة" كان وقْع قرار الإغلاق على مسامع المرابطة زينة، التي اعتادت المواظبة على الوجود في باحة الأقصى، لكونه سيغيّر عادات طالما سارت عليها سنوات طوالًا، وهو ما انعكس سلبًا على حالتها النفسية.

"الأقصى في قلوبنا وعقولنا وأرواحنا" كلمات أرادت زينة بها التعبير عن مدى ارتباطها بكل مكان في المسجد الأقصى وحبها العميق له، لكنّها صمتت لتعاود القول: "هذا قدر الله ونحن راضون بما قسّمه الله لنا".

تقول لصحيفة "فلسطين": "قرار الإغلاق وعدم الرباط في الأقصى صعب جدًّا على المرابط الذي أعطى كل وقته للأقصى، ويعده القضية الأهم في حياته، خاصة في شهر رمضان".

وتضيف: "قضاء شهر رمضان في الأقصى غير، وننتظره بشوق عارم من عام إلى آخر، لما فيه من متعة في أداء الصلوات، وخاصة الفجر والتراويح، وموائد الإفطار ولقاء الأحبة عند أذان المغرب".

"يا للأسف الشديد!، رمضان هذا العام غير، إذ نفتقد حلقات قراءة القرآن وتعليمه في الأقصى، وقد حرمنا الأقصى لظروف خارجة عن إرادتنا" تتابع حديثها.

وتروي أنها كانت تذهب إلى الأقصى خلال شهر رمضان وتبقى من الصباح حتى ساعات الظهيرة، ثم يعدن لبيوتهن لإعداد الطعام وإحضار باقي أفراد الأسرة والوجود قبل أذان المغرب لتناول طعام الإفطار، ثم أداء صلاة التراويح.

 

ولن يكون إغلاق الأقصى عائقًا أمام زينة حتى لو لم تتمكن من الذهاب إليه، "سنُكمل دروس القرآن وحفظه عن بُعد أي من طريق مواقع التواصل الاجتماعي" تقول.

وتؤكد زينة أنها ستواصل الرباط على "ثغر المعرفة"، أي مواصلة أداء الرسالة وتوصيل الفكرة وزرع الوعي والفهم عن مكانة المسجد الأقصى، إلى العالم أجمع، وحث الأمة على الدفاع عنه.

وختمت حديثها بالدعاء "أن يكون ما بعد هذا الوباء والمحنة يحمل الخير الكثير للأمة العربية والإسلامية في الوقت الذي يراه العالم شرًّا".

هكذا بدا الحال لدى المرابطة المقدسية خديجة خويص (43 عامًا) التي هيّأت نفسها لأداء طقوس شهر رمضان برفقة عائلتها داخل المنزل، مع عدم مقدرتها على الذهاب إلى المسجد الأقصى بسبب إغلاقه.

وتبين خويص لصحيفة "فلسطين" أنها ستلتزم البقاء في المنزل "رغمًا عنها" تفاديًا لخطر تفشي فيروس "كورونا"، قائلة: "سنحاول التعايش مع الوضع الراهن على صعوبته".

وتؤكد أن إغلاق الأقصى لن يُغيّبها عن مواصلة تقديم الدروس الدينية والتوعية وتعليم القرآن الكريم، عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وتشير إلى أنها لم تتوقف عن تقديم دروسها الدينية لطالباتها البالغ عددهن 150 طالبة، عن بُعد من طريق وسائل التواصل المختلفة، كي لا يحدث انقطاع عن دروس القرآن وتعليمه.

وتضيف خويص: "سنحوّل هذه المحنة إلى منحة ونمارس فيها العبادات ونتدارك الظروف، ونعوّض ما فاتنا من طلب العلم وتوثيق العلاقة مع القرآن".

وتبين أنها أطلقت مسابقة حفظ سورة الإسراء وتفسيرها عبر مجموعاتها الخاصة للتواصل، وعقدت دورة الأربعين النووية وشرحها، وغيرها من الدروس الإيمانية.

 

اخبار ذات صلة