قائمة الموقع

تجارب لاستثمار الأطفال أوقاتهم في رمضان

2020-05-12T15:27:00+03:00

إدارة الوقت من أكثر الأمور أهمية في حياة الإنسان، ومع دخول شهر رمضان وبقاء جميع أفراد الأسرة في البيت بسبب جائحة كورونا، فرض هذا الواقع حياة جديدة يجب على الوالدين إدارتها مع أطفالهم جيدًا.

وفي رمضان على وجه الخصوص، كيف يمكن أن يرتب الأطفال الصائمون أوقاتهم؟، وما الأنشطة التي يمكن للأطفال القيام بها كلٌّ حسب سنه وقدرته الجسدية، وحسب الإمكانات المادية لكل أسرة؟

ندى عليوة أم لخمسة أبناء جميعهم أكبر من 10 سنوات، توضح أنها منذ دخول شهر رمضان تأخذ في الحسبان عمل جدول خاص بالنشاطات التي سيقوم بها أبناؤها، بعد الاتفاق عليها معهم، خاصة أن موضوع بقائهم في المنزل دون عمل شيء أمر مزعج جدًّا.

تقول لصحيفة "فلسطين": "إن تجربتي مع أبنائي قبل رمضان مع جلوسهم في المنزل فرضت عليّ تجهيز جدول بالأنشطة المتنوعة والمختلفة المناسبة لهم ولهذا الشهر الكريم"، لافتةً إلى أن جميع الأنشطة حددت بالتوافق مع من سيقوم بها.

وتضيف عليوة: "الأنشطة تبدأ بالقيام بالواجبات المنزلية من ترتيب وتنظيف للمنزل، ثم التجهز لصلاة الظهر جماعة وقراءة ما تيسر من القرآن، ثم يتوجه كل منهم لممارسة هوايته المفضلة أو مشاهدة برامج كرتونية مناسبة لشهر رمضان".

وتشير إلى أنها دائمًا تحاول إشراك أطفالها في التجهيز لوجبة الإفطار، وتوزع مهام إعداد العصائر، والسلطات، وترتيب السفرة عليهم، وهي تعد الوجبة الرئيسة، وكل ما لا يستطيعون القيام به.

وتذكر عليوة أن هذا الجدول خفف كثيرًا من حالات المشاحنة بين أبنائها، وأن مشاركتهم في الأعمال المنزلية زادت من التواصل بين أفراد الأسرة، لافتةً إلى أنها أصبحت ترى السعادة في عيونهم وهم يصلون جماعة ويقرؤون القرآن معًا.

أما سمر عبد الله -وهي أم لطفلتين- فتذكر أنه نظرًا إلى صغر سن ابنتيها فإنها تركز على القيام بأنشطة ترفيهية خلال نهار رمضان، مثل: صنع الفوانيس الورقية الملونة بمشاركتهما.

وفي دردشة مع صحيفة "فلسطين" تقول: "الأعمال اليدوية التي تشارك فيها الطفلتان ستجعلهما تربطان الشهر الفضيل بكل ما يدخل السعادة على قلبيهما، خاصة عند تجهيز زينتي رمضان وعيد الفطر، وتعليق الأحبال المضيئة في أرجاء المنزل كافة".

وتشير عبد الله إلى أنها تنوع في الأنشطة التي تقوم بها برفقة الطفلتين كل عام عن الآخر، باستيحاء الأفكار من بعض المواقع الإلكترونية ويوتيوب.

بدورها الاختصاصية الاجتماعية والنفسية ليلى أبو عيشة توضح أن رمضان هو شهر اجتماعي أسري، وهو شهر الرحمة والمغفرة، ويمثل فرصة للإصلاح الأسري وتربية الأطفال، خاصة مع جلوس الأهل والأطفال في المنزل بسبب جائحة كورونا.

وتقول لصحيفة "فلسطين": "إن شهر رمضان فرصة لتثبيت الروابط العائلية واستثمار الوقت في تعديل سلوك الأطفال من الناحية التربوية، ويمكن تحقيق هذا الهدف بدمج الأطفال في أنشطة عديدة في المنزل يمكن القيام بها في نهار رمضان".

وتضيف أبو عيشة: "إن الأنشطة التي يمكن القيام بها في البيت في رمضان كثيرة، ولكنها تحتاج من الوالدين إلى مهارة ضبط الوقت وإدارته، إذ يمكن توزيع المهام والمسئوليات في البيت على أفراد الأسرة حسب سنهم".

وتبين أن الأطفال أقل من ستة أعوام يمكن إعطاؤهم مهام بسيطة كترتيب صالة الجلوس، وجمع الألعاب، وجلب بعض الأغراض الخفيفة، أما من هم أكبر من ذلك فيمكن الطلب منهم المساعدة في مهام أكبر بالمنزل.

وتشير إلى أهمية القيام بأنشطة تحفيزية كالمسابقات الدينية والرمضانية التي يمكن إعدادها يوميًّا على مدار 30 يومًا، ليحصل الفائزون على هدايا تشجعهم على الاستمرار في التفاعل معها.

وتؤكد أبو عيشة أهمية تحفيز المهارات العقلية عند الأطفال بمسابقات تراعي سنهم وعقلهم، مع تخلل هذه المسابقات الحصول على مفاجآت مالية أو هدايا مفاجئة تجعلهم مرتبطين بها طوال الشهر.

وتفيد أن توزيع المهام على الأطفال -خاصة المشاركة في إعداد طعام الإفطار- ضروري إذ يكرس هذا العمل مفاهيم العمل الجماعي، والصبر إذ يرون الطعام أمامهم وهم جائعون دون تناوله والانتظار حتى موعد أذان المغرب.

 

اخبار ذات صلة