أكدت نائب وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي تسيبي حطوبيلي، أن (إسرائيل) لن تنسحب إلى حدود عام 1967، وقالت في مؤتمر عقد في العاصمة الأمريكية "واشنطن" دعما للاستيطان، أول أمس: "يجب زيادة عدد سكان المستوطنين في الضفة ليبلغ مليونًا".
هذا المؤتمر والذي عُقد عشية انعقاد القمة العربية في عمان، أمس، بدا وكأن (إسرائيل) تخرج الكرت الأحمر للمبادرة العربية، التي تنص على ضرورة الانسحاب حتى حدود حزيران 1967 قبل أي تطبيع عربي مع الاحتلال، فهل هذا ما أرادته (إسرائيل) أم أن للحكاية فصولا أخرى؟.
وزن سكاني
بدوره، أكد غسان دغلس مسؤول ملف الاستيطان بالضفة الغربية، أن الاحتلال يسعى إلى زيادة عدد المستوطنين بالضفة الغربية، ليكون في صالحهم التفوق الديمغرافي على غرار مدينة سلفيت والتي يبلغ عدد المستوطنين فيها أكبر من عدد الفلسطينيين بوجود 24 مستوطنة يقابلها 13 قرية فلسطينية فقط.
وقال في حديث لصحيفة "فلسطين": "الاحتلال يحاول القضاء على أي أمل لحل سياسي في المستقبل وهذا أساس المشروع الاستعماري الإسرائيلي".
وأضاف: "إن ملف الاستيطان يحتاج إلى وجود لوبي عربي يضغط باتجاه انسحاب الاحتلال الكلي من الأراضي المحتلة عام 1967، وأن يعمل المجتمع الدولي على معاقبة (إسرائيل) وإلزامها بقرارات الشرعية الدولية".
واعتبر قرار 2334 الأممي انتصارًا للفلسطينيين وإن كان يحتاج إلى فترة من الوقت قبل أن تتمكن فلسطين من طلب إدراج البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة من أجل إلزام الاحتلال بتطبيق قرارات الشرعية الدولية.
والجدير بالذكر أنه في 23 ديسمبر 2016 صوّت مجلس الأمن الدولي بالأغلبية المطلقة على قرار رقم 2334؛ الداعي إلى وقف الاستيطان في الأراضي المحتلة، مؤكداً على عدم مشروعية المستوطنات المقامة في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ العام 1967، ومطالباً بالوقف الفوري والكامل لجميع الأنشطة الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما في ذلك شرقي القدس، واحترام الاحتلال جميع التزاماته القانونية.
إرهاب دولة
وفي سياق متصل، يرى الناشط المقدسي المختص في شؤون التهويد والاستيطان، ناصر الهدمي، أن الاحتلال يعمل على تكثيف الاستيطان في هذا الوقت نظراً لأن الظروف الدولية والاقليمية مواتية وتدعم ارهاب الاحتلال واستيطانه في الأرض الفلسطينية.
وقال في حديث لصحيفة "فلسطين": "إن عدد المستوطنين لا يقدم ولا يؤخر بل إنها استراتيجية الاحتلال الذي يعلن على الملأ أنه لا يريد أن يعطي الشعب الفلسطيني أي حق، بل هو مستمر في طرده ومصادرة أراضيه ومواصلة الاستيطان فيها".
وأضاف الهدمي: "بالأمس كان هناك استطلاع للرأي قامت به إحدى المؤسسات الإسرائيلية كشفت عن أن الغالبية العظمى من شعب الاحتلال ترفض الانسحاب من الضفة كما ترفض أي حل يعطي الفلسطينيين أية دولة، وعلى النقيض فإنها تدعم مواصلة الاستيطان".
وتابع: "هذه الظروف الخطيرة تنبئنا بأننا وصلنا إلى مرحلة صعبة جداً. فهناك من يصر على أن يغالي في انبطاحه للاحتلال ويقدم له مزيداً من التنازلات، وأن يقسم الشعب الفلسطيني وهو فريق المفاوضات مع الاحتلال، الذي يقف مقابل صف فلسطيني يرفض الاعتراف بـ(إسرائيل)".
واعتبر أن المبادرة العربية انتهت صلاحيتها، ومع ذلك تأتي اليوم الدول العربية لتكرار نفس المبادرة الهزيلة والحال الفلسطيني والعربي أسوأ مما كان.
ليس التزاماً
أما د. مأمون أبو عامر المختص في الشئون الإسرائيلية، فيرى أن ما تحدثت به المسؤولة الإسرائيلية حول عدم الانسحاب من أراضي 1967، يشير إلى أن الاحتلال وعندما وافق على مبدأ الانسحاب، إلا أنه يعي تماماً أن التنفيذ لن يكون بالضرورة الانسحاب إلى حدود عام 1967.
وقال أبو عامر في حديث لصحيفة "فلسطين": "نحن أمام موقف إسرائيلي واضح يرفض هذا الانسحاب، بل ويسعى إلى عزل المستوطنين عن المحيط الفلسطيني وزيادة عددهم بحيث يستحيل تطبيق هذا الانسحاب بأي شكل كان".
وأوضح أن ما يطرحه الاحتلال هو دولة فلسطينية على مساحة 60% من أراضي الضفة الغربية، مفسراً طلب الاحتلال رفع عدد المستوطنين إلى مليون، حتى يمنع إقامة الدولة ويدفع باتجاه حلول سياسية تحافظ على الأغلبية اليهودية في مستوطنات الضفة.
يُشار إلى أنه يوجد في الضفة الغربية والقدس 255 مستوطنة و163 بؤرة استيطانية يسكن فيها 610 آلاف مستوطن، يمارسون اعتداءات شبه يومية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.